وزير يمني: لا يمكن التعايش مع الحوثيين بسبب سلوكهم الإرهابي

TT

وزير يمني: لا يمكن التعايش مع الحوثيين بسبب سلوكهم الإرهابي

قال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اليمنية معمر الإرياني إنه لا يمكن لليمنيين في أي وقت التعايش مع الميليشيات الحوثية بسب سلوك الجماعة القائم على الإرهاب والتنكيل بالمعارضين والارتباط بالمشروع الإيراني في المنطقة.
وفي معرض تعقيب رسمي للوزير على تقرير معهد «بروكينغز» للأبحاث والسياسات عن الأوضاع في اليمن، أشار الإرياني إلى موقف الحكومة اليمنية بالتأكيد على أنها حريصة على إنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية في اليمن.
وأورد الإرياني أن تحقيق السلام في بلاده يبدأ «بوقف التدخلات الإيرانية والضغط على ميليشيا الحوثي للانخراط بجدية في مسار السلام المبني على المرجعيات الثلاث. والذي لن يتحقق إلا تحت الضغط السياسي والعسكري‏». بحسب تعبيره.
وذكّر الإرياني بممارسات الحوثيين بحق المدنيين في مناطق سيطرتهم والتحريض المذهبي والطائفي واعتداءاتهم على دول الجوار وتهديد سلامة الملاحة الدولية وشعارات العنف والكراهية، وقال إن ذلك يجعل تصنيفها «منظمة إرهابية» جزءا من مقتضيات احترام المجتمع الدولي لمبادئ حقوق الإنسان والالتزام بمسؤولياته في صيانة الأمن والسلم الدوليين.
وكانت مجلة «فورين بوليسي» تحدثت عن نقل الأمم المتحدة موظفين أميركيين بمنظمات أممية وأخرى غير حكومية من مناطق يسيطر عليها الحوثيون إلى مناطق أخرى خارج سيطرتهم، وعزت المجلة الأميركية تلك الخطوة إلى أنها استباق لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، وهو النبأ الذي كانت واشنطن تدرسه وظهر في تصريحات مسؤوليها الكبار خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي سياق التعقيب الذي أورده الإرياني، أشار الوزير إلى أن الحرب في بلاده «انفجرت نتيجة انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران عام 2014 على الدولة والإجماع الوطني المتمثل بمخرجات مؤتمر الحوار الذي شاركت في صياغته كل الأطراف السياسية والمكونات الاجتماعية بمن فيها الحوثيون بإشراف ورعاية الأمم المتحدة‏».
وأوضح أن الميليشيات الحوثية التي وصفها بـ«الإرهابية» مارست «خلال سنوات الحرب فضائع غير مسبوقة بحق المدنيين، وارتكبت آلاف الجرائم، من قتل وتشريد واختطاف وإخفاء قسري وتعذيب وتجنيد للأطفال وزراعة الألغام بشكل عشوائي، وتدمير منازل المعارضين ونهب ممتلكاتهم، وقادت البلد لأسوأ كارثة إنسانية بحسب توصيفات أممية‏».
وأضاف أن «سنوات الحرب كشفت عن ضلوع إيران في تدبير وإدارة الانقلاب الحوثي وتقديم الدعم المالي وشحنات الأسلحة وخبراء السياسة والإعلام والتصنيع الحربي بهدف إحكام قبضتها على الجغرافيا اليمنية، وتحويلها إلى منطلق لاستهداف المملكة العربية السعودية وتهديد أمن الطاقة والممرات الدولية في باب المندب والبحر الأحمر»‏.
وشدد الوزير اليمني على أن دعم السعودية للحكومة والشعب اليمني في التصدي للمشروع التوسعي الإيراني «جاء تلبية للطلب الدستوري الذي قدمه الرئيس عبد ربه منصور هادي وهو دعم لا يقتصر على الجوانب العسكرية، بل يشمل المجالات الإنسانية والإغاثية والبناء والإعمار ودعم استقرار الاقتصاد ومنع انهيار العملة الوطنية»‏.
وقال إن «الحكومة الشرعية والشعب والجيش اليمني بإسناد من تحالف دعم الشرعية استطاعوا استعادة غالبية الأراضي اليمنية، والحفاظ على مؤسسات الدولة، وتلبية الحد الأدنى من احتياجات المواطنين، ومنع نظام طهران من تحويل اليمن إلى قاعدة لنشر الفوضى والإرهاب في المنطقة وتهديد المصالح الدولية والأمن والسلم الدوليين‏».
ورفض الوزير الحديث عن التسليم بالميليشيات الحوثية كأمر واقع وإمكانية التعايش معها، وقال إن مثل ذلك الحديث «يكشف عن جهل بتاريخ الجماعة الدموي وفكرها وعقيدتها المبنية على القتل وممارستها الإرهاب بحق المدنيين واضطهادها للأقليات وارتباطها العضوي بإيران، ويتجاهل مخاطر تسليم جغرافيا اليمن لإيران على الأمن والسلم في المنطقة والعالم‏».


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.