مصر تطرح مزايدات تعدينية لشركات عالمية

تستهدف استثمارات بمليار دولار سنوياً

أعلنت مصر فوز 11 شركة عالمية ومحلية في مزايدة عالمية للتنقيب عن الذهب والمعادن المصاحبة (رويترز)
أعلنت مصر فوز 11 شركة عالمية ومحلية في مزايدة عالمية للتنقيب عن الذهب والمعادن المصاحبة (رويترز)
TT

مصر تطرح مزايدات تعدينية لشركات عالمية

أعلنت مصر فوز 11 شركة عالمية ومحلية في مزايدة عالمية للتنقيب عن الذهب والمعادن المصاحبة (رويترز)
أعلنت مصر فوز 11 شركة عالمية ومحلية في مزايدة عالمية للتنقيب عن الذهب والمعادن المصاحبة (رويترز)

قال وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا الخميس إن 11 شركة عالمية ومحلية فازت في مزايدة عالمية للتنقيب عن الذهب والمعادن المصاحبة، النحاس والفضة، في الصحراء الشرقية في مصر.
وأضاف الوزير، الذي تستهدف بلاده مليار دولار استثمارات في قطاع التعدين سنويا، في مؤتمر صحافي بمقر الوزارة بالقاهرة أن الشركات تتضمن 7 شركات عالمية و4 شركات محلية.
ومن الشركات الفائزة سنتامين الأسترالية والشركات الكندية باريك غولد وبي.تو غولد ولوتس غولد وريد.سي ريسورسيز، وميداف المصرية والعبادي للتعدين وشمال أفريقيا للتعدين ومناجم النوبة وإبداع فور غولد. وكانت المزايدة تتضمن 320 قطاعا بمساحة إجمالية 56 ألف كيلومتر مربع.
وكانت وزارة البترول والثروة المعدنية، طرحت مزايدة للتنقيب عن الذهب بدء من 15 مارس (آذار) وحتى 15 يوليو (تموز)، ثم تم مد فترة تلقي العروض حتى 15 سبتمبر (أيلول) المنصرم بسبب ظروف جائحة فيروس «كورونا». وقال الوزير خلال المؤتمر الصحافي إن الشركات فازت بالتنقيب في 82 قطاعا بما يوازي 28 في المائة من القطاعات التي كانت مطروحة في المزايدة.
ومن المعتقد أن الصحراء الشرقية لمصر غنية بالذهب، لكن التعقيدات والعراقيل التنظيمية حالت لعقود دون فتحها أمام الاستثمارات الخاصة. وكانت مصر سنت في 2019 قانونا جديدا للتعدين في مسعى لتشجيع أعمال التنقيب عن المعادن وإنتاجها.
كما أعلن الملا طرح مزايدة للتنقيب عن الحديد والنحاس والفوسفات والزنك والرمال البيضاء وأملاح البوتاسيوم وكاولين وطمي بحيرة ناصر، والمعادن المصاحبة لها، وذلك حتى 15 مارس 2021 للتقدم بالعروض.
وقال إن المزايدة تضم عدة قطاعات تقل مساحتها عن 16 كيلومترا مربعا، وذلك بنظام الإتاوة والضرائب ونسبة المشاركة المجانية لهيئة الثروة المعدنية من الإنتاج. لافتا إلى أنه وفقا للشروط المعلنة، فسيتم إعطاء الأولوية للشركات التي تستثمر في القيمة المضافة بجانب التنقيب عن المعادن، مشيرا إلى أن الوزارة تستهدف مليار دولار استثمارات في قطاع التعدين بحلول عام 2030.
ولفت الملا إلى أن قطاع الثروة المعدنية يعد من أهم مصادر الدخل لمصر، وظل لفترة طويلة غير مستغل بشكل مناسب، وهو ما عملت الوزارة على تغييره، حيث تم التعاقد مع استشاري عالمي منذ عامين لوضع استراتيجية لزيادة الدخل من قطاع التعدين. مشيرا إلى أن نجاح المزايدة جاء نتيجة مجموعة من الإصلاحات والقرارات، وأهمها تعديل قانون التعدين الذي وافق عليه البرلمان العام الماضي، وتبني نموذج عالمي في عقود التعدين، كما تم إجراء إصلاح تنظيمي وهيكلي ورفع كفاءة الموارد البشرية بالتوازي مع الترويج للإصلاحات التي تمت في قطاع التعدين.


مقالات ذات صلة

الدولار… صداع مزمن يقض مضاجع المصريين

شمال افريقيا مصريون يسيرون أمام مكتب صرافة في القاهرة (أ.ب)

الدولار… صداع مزمن يقض مضاجع المصريين

تنعكس أي زيادة في سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري بصورة مباشرة على زيادة أسعار السلع والخدمات، في ظل اعتماد مصر على مواد مستورَدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد عمليات تطوير وإنشاء مبانٍ حديثة بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

القطاع الخاص المصري يواصل الانكماش رغم ارتفاعه في أكتوبر

واصل أداء القطاع الخاص غير النفطي في مصر تراجعه في أكتوبر، وذلك في وقت تسببت ضغوط التكلفة المرتفعة في كبح أحجام الطلبيات الجديدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا والوفد المرافق (رئاسة الجمهورية)

مصر: المراجعة الرابعة لبرنامج صندوق النقد تبدأ الثلاثاء

قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اليوم (الأحد)، إن المراجعة الرابعة لبرنامج صندوق النقد الدولي مع البلاد ستبدأ يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكريستالينا غورغييفا مديرة صندوق النقد (أرشيفية - رويترز)

السيسي يدعو مديرة صندوق النقد إلى «مراعاة التحديات»

أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تطلع بلاده لاستكمال التعاون مع صندوق النقد الدولي، والبناء على ما تَحقَّق «بهدف تعزيز استقرار الأوضاع الاقتصادية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

«فيتش» ترفع تصنيف مصر إلى «بي» لأول مرة منذ 5 سنوات

رفعت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، للمرة الأولى منذ مارس (آذار) عام 2019، تصنيف الديون طويلة الأجل لمصر بدرجة واحدة من «B -» إلى«B»، مشيدة بعدد من التحسينات.


انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا يزيد الضغوط على الاقتصاد

الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يسلم شهادة الإقالة لوزير المالية كريستيان ليندنر بعد عزله من قِبَل المستشار أولاف شولتز (رويترز)
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يسلم شهادة الإقالة لوزير المالية كريستيان ليندنر بعد عزله من قِبَل المستشار أولاف شولتز (رويترز)
TT

انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا يزيد الضغوط على الاقتصاد

الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يسلم شهادة الإقالة لوزير المالية كريستيان ليندنر بعد عزله من قِبَل المستشار أولاف شولتز (رويترز)
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يسلم شهادة الإقالة لوزير المالية كريستيان ليندنر بعد عزله من قِبَل المستشار أولاف شولتز (رويترز)

من المتوقع أن يؤدي انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا إلى زيادة معاناة الاقتصاد في الأشهر القادمة. ورغم ذلك، هناك بصيص أمل في إمكانية تشكيل حكومة جديدة أقل تشتتاً قادرة على تقديم سياسات أكثر انسجاماً قد تعيد الزخم للاقتصاد الألماني.

وجاء هذا الانهيار في وقت بالغ الحساسية بالنسبة للاقتصاد الأكبر في أوروبا، بعد ساعات فقط من فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مما أثار احتمالية نشوب حرب تجارية بين الولايات المتحدة وألمانيا، وهو ما يزيد القلق على مستوى السوق العالمية، وفق «رويترز».

أزمة داخلية تزيد من الضغط الاقتصادي

ويوم الأربعاء، أقال المستشار أولاف شولتز وزير المالية، مما يمهد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة بعد شهور من المشاحنات داخل ائتلافه المكون من ثلاثة أحزاب، ما أثر سلباً على الثقة في الاقتصاد الذي يعاني من ارتفاع تكاليف الطاقة وتآكل القدرة التنافسية.

ويُتوقع أن ينكمش الاقتصاد الألماني للسنة الثانية على التوالي في 2024، مما يجعله الأسوأ أداءً بين اقتصادات مجموعة السبع الكبرى. كما يُحتمل أن يتسبب انهيار الائتلاف في مزيد من الضرر للاستهلاك والاستثمار في الأشهر القادمة التي من المتوقع أن تشهد تراجعاً، حيث أشار ثلث الشركات الألمانية في استطلاع حديث إلى خطط لتقليص الإنفاق.

وقال رئيس الاقتصاد الكلي في بنك «آي إن جي»، كارستن برزيكي: «بالإضافة إلى فوز ترمب، من المرجح أن تتراجع الثقة الاقتصادية بشكل كبير، مما يجعل الانكماش في الربع الرابع أكثر احتمالاً». لكنه أشار إلى أن هناك أيضاً إمكانية للحصول على دفعة جديدة إذا تم تشكيل حكومة أكثر استقراراً.

وأوضح برزيكي أنه مع اقتراب الانتخابات في مارس (آذار)، يُتوقع أن تكون الحكومة الجديدة قادرة على إنهاء حالة الركود الاقتصادي وتقديم توجيه سياسي اقتصادي أكثر وضوحاً. ويخطط شولتز لإجراء تصويت على الثقة في حكومته في 15 يناير (كانون الثاني)، ما قد يؤدي إلى انتخابات مبكرة في نهاية مارس. وحتى ذلك الحين، من المتوقع أن يرأس حكومة أقلية تضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، مع الاعتماد على تحالفات مؤقتة في البرلمان لتمرير التشريعات.

وهناك مَن يرى أنه يمكن لحكومة جديدة أن تمنح الاقتصاد بعض الزخم. وقال كبير الاقتصاديين في بنك «بيرنبرغ»، هولغر شميدينغ: «بمجرد أن تستقر الأوضاع ويستلم الحكومة الجديدة التي تحمل أجندة جديدة زمام الأمور بعد الانتخابات المبكرة، من المحتمل أن يكون التأثير إيجابياً».

وقد يسمح رحيل وزير المالية كريستيان ليندنر بتخصيص مزيد من الأموال لدعم الاقتصاد الضعيف. وكان ليندنر، من الحزب الديمقراطي الحر، يعارض خطط شولتز لتعليق «فرامل الديون» التي تحد من الدين العام.

وبحسب شولتز، فإن ألمانيا لديها مجال كافٍ للإنفاق دون التأثير على صحة ماليتها العامة. وقال: «من بين جميع الديمقراطيات الاقتصادية الكبرى، لدينا أقل دين بنسبة بعيدة». وأضاف: «هناك حلول لكيفية تمويل مؤسساتنا العامة ومسؤولياتنا بشكل سليم».

ترمب يشكل تهديداً إضافياً للاقتصاد

الأزمة الداخلية في ألمانيا تتزامن مع وصول ترمب إلى البيت الأبيض مجدداً، مما يضيف مزيداً من الضغط على الاقتصاد الألماني. فقد أشار تقرير صادر عن معهد الاقتصاد الألماني «آي دبليو» إلى أن فرض إدارة ترمب رسوماً جمركية بنسبة 20 في المائة على السلع الأوروبية، كما ألمح خلال حملته الانتخابية، قد يتسبب في تقلص الاقتصاد الألماني المعتمد على الصادرات بنسبة تصل إلى 1.5 في المائة بحلول عامي 2027 و2028.

وتشير التوقعات الحالية إلى أن الاقتصاد الألماني في طريقه إلى الركود أو مزيد من الانكماش في العام المقبل، ما يجعله يشهد أطول فترة من دون نمو اقتصادي منذ إعادة توحيد ألمانيا في عام 1990.