عقب الكشف عن أن الإمارات تصر على اقتناء 50 طائرة «إف – 35» كاملة الأوصاف والتكنولوجيا، تماماً كما الطائرات التي تشتريها إسرائيل ودول حلف الأطلسي من الولايات المتحدة، قررت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان)، أمس (الاثنين)، إجراء مداولات سرية في لجنة الشؤون الخاصة، وسط تعتيم إعلامي.
وقد جاء هذا القرار بعد مداولات صاخبة شهدتها اللجنة، أمس، هاجم خلالها نواب المعارضة، بشدة، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على إخفائه أمر هذه الصفقة عن وزيري الأمن والخارجية، بيني غانتس وغابي أشكنازي، وعن قيادة الجيش. وقال النائب نتسان هوروفتش، من حزب ميرتس اليساري، إن «صفقة بهذا الحجم تحتاج إلى نقاشات معمقة مع أجهزة الأمن، ولا يجوز أن يقرر بشأنها شخص واحد، حتى لو كان رئيس حكومة، فقد تؤيد أجهزة الأمن صفقة كهذه، أو تضع عليها شروطاً معينة، لكنه لا يجوز استبعادهم من الموضوع تماماً، كما فعل نتنياهو. ولا يجوز أن يكذب فيقول إن الأمر لم يكن معروفاً له».
وقد حضر الجلسة مستشار رئيس الوزراء ونائب رئيس مجلس الأمن القومي، رؤوبين عزار، الذي قال إن صفقة الطائرات هي بين أبوظبي وواشنطن ولا علاقة لإسرائيل بها، وعندما علم بها رئيس الوزراء باشر على الفور التواصل مع الأميركان حول كيفية ضمان تفوق إسرائيل. فأجابه هوروفتش «لقد كذب نتنياهو عندما طرح هذا التعليل. فلماذا ترى نفسك ملزماً بترديد أكاذيبه؟».
هذا، وقد استخدم نواب المعارضة، الذين بادروا إلى هذا النقاش، كلمة «كذب»، مرات عدة. وقالت النائبة أورنا باربيباي، التي تحمل رتبة لواء في الجيش وكانت أول امرأة عضواً في رئاسة أركان الجيش، إن «الكذب في هذا الشأن خطير للغاية. بل إن وصول طائرة (إف – 35) للإمارات، أهون وأقل خطورة من تصرف نتنياهو في الالتفاف على الجيش».
وتساءل وزير الأمن الأسبق، موشيه يعلون، عن سبب قرار نتنياهو إخفاء المعلومات، قائلاً «هل خفت من أن يقوم غانتس بتسريب أخبار عن الصفقة لإيران (ملمحاً إلى تصريح سابق لنتنياهو قال فيه إنه أخفى خبر التقدم في المفاوضات مع الإمارات، بسبب خوفه من تسريب النبأ للأعداء، حتى لا يخربوا عليه)». وتابع يعلون «لا شك في أن تصرف نتنياهو نابع من حسابات شخصية تضع مصالحه فوق مصالح الدولة».
وقد لخص النائب تسفي هاوزر، رئيس اللجنة، النقاش، بالقول، إن البحث العلني في هذه القضية يجعله سطحياً وشعبوياً؛ ولذلك يقرر نقله إلى البحث في لجنة ثانوية أبحاثها سرية.
وكانت وكالات الأنباء قد كشفت، أمس، عن أن الإمارات طلبت من الولايات المتحدة أن تحصل على طائرة «إف – 35» بكامل معداتها وتقنياتها، ولا توافق على تخفيض مستوى أدائها بأي شكل من الأشكال. وأنها طلبت شراء 18 طائرة مقاتلة مسيرة من طراز «ريفر MQ - 9B»، التي تعد الأكثر تطوراً في العالم. وحسب مصادر إسرائيلية، فإن أبوظبي تتوقع المصادقة الأميركية النهائية على هذه الصفقة في يوم 2 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وهو يوم العيد الوطني للإمارات.
مداولات سرية في الكنيست حول صفقة طائرة «إف – 35» للإمارات
مداولات سرية في الكنيست حول صفقة طائرة «إف – 35» للإمارات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة