تصعيد حوثي في تعز... والجيش اليمني ينفي «فجوة» مع رئيس الحكومة

TT

تصعيد حوثي في تعز... والجيش اليمني ينفي «فجوة» مع رئيس الحكومة

واصلت الميليشيات الحوثية الموالية لإيران تصعيدها الميداني في جبهات الساحل الغربي لليمن، حيث محافظة الحديدة، بالتزامن مع تكثيف هجماتها على الأحياء السكنية في مدينة تعز المحاصرة، بحسب ما أفاد به الإعلام العسكري التابع للحكومة الشرعية.
وفي الوقت الذي تواصل فيه القوات الحكومية تقدمها في جبهات الجوف ومأرب، نفى المتحدث باسمها العميد الركن عبده مجلي إشاعات طالت رئيس الحكومة المكلف معين عبد الملك، متهما أطرافا بعينها بالسعي للوقيعة بينه وبين الجيش، بحسب ما أورده الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر. نت).
وكان وزير النقل اليمني المستقيل من الحكومة صالح الجبواني أورد في سلسلة تغريدات على «تويتر» مزاعم طالت شخص رئيس الحكومة معين عبد الملك، وذلك على خلفية استبعاد الأطراف اليمنية خلال مشاوراتها الأخيرة للجبواني من التشكيل الحكومي المرتقب بموجب «اتفاق الرياض».
وقال العميد مجلي إن «الأعمال العسكرية والقتالية تدار بتوجيهات رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، المشير ركن عبد ربه منصور هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن صالح، ووزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي ورئيس هيئة الأركان قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز، وبإدارة من قادة المناطق والمحاور وقادة الألوية العسكرية».
وأوضح متحدث الجيش اليمني أن «العمليات العسكرية تنفذ بحسب الخطط الاستراتيجية، المعدة من وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان، ومصدقاً عليها من قبل رئيس الجمهورية، والتي أثمرت تقدما ميدانيا كبيرا وتحقيق الانتصارات النوعية مؤخراً في محافظات الجوف، ومأرب وتعز والضالع ومديرية نهم، شرق صنعاء».
وقال «لا صحة لما روج له مؤخراً من إشاعات نالت من رئيس الوزراء، الدكتور معين عبد الملك، والتي تحاول إحداث فجوة بينه وبين الجيش الوطني». مضيفا أن رئيس الوزراء «يولي الجيش الوطني اهتمامه، ويتابع انتصاراته في مختلف الجبهات القتالية».
ودعا مجلي وسائل الإعلام التي قال إنها انساقت خلف تلك الإشاعات إلى تحري المصداقية، واستقاء أخبارها من المصادر الرسمية، وعدم الانجرار خلف أي ادعاءات أو حرب نفسية، تستهدف القيادة السياسية والعسكرية والجيش الوطني.
كما دعا إلى توحيد الجهود خلف القيادة السياسية والعسكرية، وعدم الانجرار خلف الإشاعات التي يروج لها بعض الأشخاص، الذين لا يدركون ولا يقدرون تبعات تلك الإشاعات المغرضة الهادفة لإحداث انقسامات في صفوف الشرعية، بحسب تعبيره.
وكان الإعلام العسكري للجيش اليمني أفاد بتحقيق تقدم جديد شرق منطقة بير المرازيق شرق مدينة الحزم، بمحافظة الجوف، إذ تمكنت القوات الحكومية بإسناد من المقاومة الشعبية من تحرير تباب الأضلع الممتدة من جبال ثمد إلى جبال الشهلا شرق بير المرازيق بعد معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثي الانقلابية.
وأسفرت المعارك - بحسب الإعلام العسكري - عن مقتل وجرح وأسر عشرات المتمردين الحوثيين وإعطاب وتدمير آليات عسكرية مختلفة.
في غضون ذلك، أفادت المصادر نفسها بأن عددا من عناصر الجماعة الانقلابية قتلوا يوم (الاثنين)، بينهم اثنان من القيادات الميدانية، في مواجهات مع الجيش الوطني شمال تعز.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مصدر عسكري قوله إن «كلا من القائد المتحوث مؤيد غلاب الملقب (أبو داود)، وفليحان مارش قتلا، في وادي جديد بجبهة الأربعين شمال المدينة، حيث تدور مواجهات عنيفة بين الميليشيا وقوات الجيش الوطني».
وأشار المصدر إلى أن عددا من عناصر لقوا حتفهم وأصيب العشرات في المواجهات الدائرة في جبهة الأربعين منذ يومين، حيث تكبدت الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وكانت المعارك تجددت، الاثنين، بين الجيش اليمني والميليشيات الحوثية شمال تعز، فيما شنت الجماعة الانقلابية قصفا مدفعيا على أحياء سكنية شمال المدينة وشرقها، وهو ما أدى إلى جرح 8 أشخاص على الأقل بينهم نساء وأطفال.
في غضون ذلك، واصلت الميليشيات الحوثية خروقها للهدنة الأممية في الحديدة، وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة بأن الجماعة استهدفت (الثلاثاء) الأحياء السكنية في مديرية التحيتا جنوب الحديدة، بمختلف أنواع الأسلحة.
وجاء القصف الحوثي المتكرر للمناطق المحررة في الساحل الغربي بخاصة في محيط الحديدة وريفها الجنوبي، بالتزامن مع إرسال الجماعة تعزيزات بشرية وأسلحة في سياق تصعيدها المستمر وخروقها للهدنة الأممية الهشة.
وذكرت المصادر أن الأحياء السكنية في مديرية التحيتا تعرضت لقصف بقذائف الهاون عيار 82 وعمليات استهداف عشوائية بالأسلحة الرشاشة المتوسطة من قبل الحوثيين.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».