«تعلم الصيد» يساعد طحالب على تجاوز «الانقراض العظيم»

مسح ضوئي لأغلفة خلايا أحفورية
مسح ضوئي لأغلفة خلايا أحفورية
TT

«تعلم الصيد» يساعد طحالب على تجاوز «الانقراض العظيم»

مسح ضوئي لأغلفة خلايا أحفورية
مسح ضوئي لأغلفة خلايا أحفورية

عندما اصطدم كويكب بالأرض قبل 66 مليون عام، انطلقت كميات هائلة من الحطام والسخام والهباء الجوي في الغلاف الجوي، مما أدى إلى إغراق الكوكب في الظلام، وتبريد المناخ، وتحمض المحيطات، وقد أدى ذلك إلى انقراض الديناصورات من على الأرض والزواحف العملاقة في المحيط، وقُضي على الأنواع السائدة من الطحالب البحرية على الفور، باستثناء نوع واحد نادر.
أراد فريق من العلماء، بمن فيهم باحثون في جامعة كاليفورنيا الأميركية، فهْم كيف تمكنت هذه الطحالب المسماة «لمسيات النبت» من الازدهار، بينما انتشر الانقراض الجماعي في بقية السلسلة الغذائية العالمية.
وللإجابة عن أسئلتهم، فحص الفريق الحفريات المحفوظة جيداً للطحالب الباقية وأنشئت نماذج كومبيوتر مفصلة لمحاكاة التطور المحتمل لعادات تغذية الطحالب بمرور الوقت، ونُشرت النتائج التي توصلوا إليها أول من أمس في العدد الأخير من دورية «ساينس أدفانسيس».
وكان العلماء محظوظين بعض الشيء بالعثور على الحفريات بحجم النانو، وكانت موجودة في رواسب سريعة التراكم وعالية المحتوى من الطين، مما ساعد في الحفاظ عليها بالطريقة نفسها التي توفر بها حفر «لا بري تار بيتس» في «هانكوك بارك» بمدينة لوس أنجليس، بيئة خاصة للمساعدة في الحفاظ على الماموث (جنس من الثديات ينتمي لفصيلة الفيلة).
وبإجراء مسح ضوئي عالي الدقة لأغلفة الخلايا الأحفورية، وجد الفريق البحثي أن معظمها يحتوي على دروع مصنوعة من كربونات الكالسيوم، وكذلك ثقوب في دروعها، وتشير الثقوب إلى وجود «سوط»، وهي هياكل رفيعة تشبه الذيل تسمح للكائنات الدقيقة بالسباحة وصيد جزيئات الطعام.
والسبب الوحيد الذي يجعل هذه الكائنات بحاجة إلى التحرك هو الحصول على الفريسة، حيث وجدوا أن هذه الإمكانية جعلتها تنتقل من مناطق الجرف الساحلي إلى المحيط المفتوح، وأصبحت شكلاً مهيمناً للحياة على مدار المليون سنة التالية لحدث الانقراض، مما ساعد على إعادة بناء السلسلة الغذائية بسرعة، وقد ساعد على ذلك أن المخلوقات الأكبر التي كانت تتغذى عادة على هذه الطحالب كانت غائبة في البداية عن محيطات ما بعد الانقراض.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.