اليمن يدعو إلى موقف دولي حازم في مواجهة السلوك العدائي الإيراني

TT

اليمن يدعو إلى موقف دولي حازم في مواجهة السلوك العدائي الإيراني

دعا اليمن، المجتمع الدولي، خصوصاً الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى «مغادرة مربع الصمت واتخاذ مواقف واضحة وحازمة تجاه العدوان الإيراني على اليمن».
وقال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اليمنية معمر الإرياني في تصريحات، أمس، إن «السياسات العدائية الإيرانية تقوّض جهود إحلال السلام، وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتحدياً سافراً للقرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية».
جاءت هذه التصريحات غداة تقديم اليمن شكوى رسمية إلى مجلس الأمن على خلفية تنصيب طهران قيادياً في «الحرس الثوري» يدعى حسن إيرلو «سفيراً فوق العادة» لدى الجماعة الحوثية الانقلابية في صنعاء.
وأكد الارياني أن «تصعيد طهران المتمثل بإعلانها حاكماً عسكرياً في صنعاء ونيتها تصدير الأسلحة إلى الحوثي، يعيد تعريف الأزمة بوصفها عدواناً إيرانياً سافراً على الشعب اليمني، ومحاولة لبسط النفوذ على جغرافيا اليمن، وتحويله منطلقاً لنشر الفوضى والإرهاب في المنطقة وتهديد الجوار ومنابع الطاقة وخطوط الملاحة الدولية».
وأشار الوزير اليمني إلى أن هذه التحركات الإيرانية «أكدت أن ميليشيا الحوثي تقبع تحت الوصاية الإيرانية ولا تمتلك قرار الحرب والسلم، وأنها مجرد أداة رخيصة تدار بالريموت كنترول من غرف عمليات الحرس الثوري الإيراني لتكريس مخططها التوسعي، من دون اكتراث بالأوضاع الاقتصادية المتردية والمعاناة الإنسانية المتفاقمة لليمنيين».
وأضاف أن «حالة الغضب والسخط العارم التي أثارها إعلان إيران تعيين وتهريب سفير (حاكم عسكري) لدى ميليشيا الحوثي، والمواقف السياسية والإعلامية التي أعقبته وما زالت تتوالى، تؤكد الإجماع الشعبي والوطني على رفض كل أشكال الوجود الإيراني في اليمن ومحاولاته بسط نفوذه وفرض وصايته على جزء من أراضيه».
وبيّن أن ردود الأفعال على الخطوة الإيرانية «تؤشر بوضوح على فشل محاولات نظام الملالي في طهران المتواصلة منذ الانقلاب الذي أداره عبر أداته الحوثية في سلخ اليمن عن محيطه الخليجي وفضائه العربي وتحويله إلى مقاطعة إيرانية ومسخ هوية اليمنيين». ودعا الإرياني اليمنيين كافة من قوى ومكونات سياسية واجتماعية ونخب وإعلاميين وصحافيين ونشطاء إلى «استمرار حملاتهم السياسية والإعلامية المنددة بالتمادي الإيراني، وكشف دور نظام طهران في تصعيد وتيرة الأزمة وتقويض جهود المجتمع الدولي لإنهاء الحرب وإحلال السلام وفق المرجعيات الثلاث».
كانت الحكومة اليمنية قد أدانت بأشدّ العبارات قيام النظام الإيراني بتهريب أحد عناصره إلى الجمهورية اليمنية وتنصيبه «سفيراً» لدى ميليشيا الحوثي الانقلابية في مخالفة صريحة للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن بما فيها القرار 2216.
وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان إن «استمرار النظام الإيراني في انتهاج سلوك العصابات والمنظمات الإرهابية بتهريب الأسلحة والأفراد إلى ميليشيا الحوثي يؤكد عدوانية هذا النظام ونياته الخبيثة تجاه اليمنيين». ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى «إدانة هذه الممارسات والانتهاكات الإيرانية غير القانونية وتدخُّل طهران السافر والمستمر في الشؤون الداخلية للجمهورية اليمنية».
ونفى مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في وقت سابق أي دور له في نقل القيادي الإيراني في «الحرس الثوري» حسن إيرلو، إلى صنعاء، رداً على اتهامات إعلامية للأمم المتحدة بأنها سهّلت وصوله. وتقول الحكومة اليمنية إن «المعلومات المتوافرة تؤكد أن المدعو حسن إيرلو مرشد ديني كبير وقائد التدريبات على الأسلحة المضادة للطائرات، ومسؤول عن تدريب عدد من الإرهابيين والعناصر التابعة لـ(حزب الله) اللبناني في معسكر يهونار الواقع في مدينة خرج شمالي طهران».
وأثار إعلان طهران عن تعيين إيرلو استياءً واسعاً في الشارع اليمني بالتزامن مع دعوات للشرعية للرد على هذه الخطوة العدائية من طهران. وتحاشت إيران الاعتراف الرسمي المباشر بالجماعة الحوثية طيلة سنوات قبل أن تقوم الجماعة في أغسطس (آب) 2019 بتعيين القيادي المقرب من زعيم الجماعة إبراهيم الديلمي «سفيراً» مزعوماً لها في طهران، وتقوم الأخيرة بالاعتراف به وتسليمه مقرات السفارة اليمنية.
وجاء الإعلان الإيراني السبت الماضي، في تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب، قال فيها إن «السفير الإيراني الجديد في اليمن حسن إيرلو وصل إلى صنعاء»، ووصفه بأنه «سفير فوق العادة ومطلق الصلاحية». وأكد أن إيرلو «سيقدم قريباً نسخة من أوراق اعتماده» لـ«وزير خارجية» الانقلاب الحوثي هشام شرف، كما سيقدم أوراق اعتماده لرئيس مجلس حكم الانقلاب مهدي المشاط.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.