جهود الأمم المتحدة في اليمن تتوّج بإطلاق أوسع عملية لتبادل الأسرى

التحالف: نتعامل مع الملف في إطار المبادئ والقيم الإنسانية

عناصر من  القوات المشتركة في استقبال الأسرى السعوديين والسودانيين في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
عناصر من القوات المشتركة في استقبال الأسرى السعوديين والسودانيين في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
TT

جهود الأمم المتحدة في اليمن تتوّج بإطلاق أوسع عملية لتبادل الأسرى

عناصر من  القوات المشتركة في استقبال الأسرى السعوديين والسودانيين في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
عناصر من القوات المشتركة في استقبال الأسرى السعوديين والسودانيين في الرياض أمس (الشرق الأوسط)

في أكبر عملية من نوعها لتبادل الأسرى اليمنيين منذ الانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية أواخر 2014، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس (الخميس) إطلاق عملية لإعادة أكثر من 1000 محتجز لدى أطراف النزاع اليمني عبر رحلات مكوكية في وقت متزامن بين عدة مطارات يمنية وسعودية.
وجاءت عملية تبادل المحتجزين التي من المقرر لها أن تكتمل اليوم ثمرة لمحادثات أجرتها الأطراف اليمنية الشهر الماضي في مدينة مونترو السويسرية، برعاية أممية استناداً إلى اتفاق استوكهولم المبرم أواخر عام 2018، وتتويجا لجولات سابقة من المفاوضات في العاصمة الأردنية عمان. وبحسب مصادر اللجنة الدولية للصليب الأحمر والحكومة اليمنية والجماعة الحوثية، انتهت أمس عملية تبادل 470 أسيرا من عناصر الجماعة الحوثية و240 من المعتقلين والأسرى التابعين للحكومة الشرعية من بينهم 15 سعوديا وأربعة سودانيين، فيما يرتقب أن تنتهي الصفقة اليوم بتبادل 151 معتقلا وأسيرا تابعين للشرعية ونحو 200 من عناصر الجماعة الانقلابية عبر رحلتين بين صنعاء وعدن.
وأكد تحالف دعم الشرعية في اليمن وصول 15 أسيرا سعوديا و4 أسرى سودانيين إلى قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض، مثمناً جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمبعوث الأممي الخاص لليمن، لافتاً إلى أنه يتعامل مع ملف الأسرى والمحتجزين في إطار المبادئ والقيم الإنسانية. وأوضح العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف أن الفريق مطلق الأزيمع قائد القوات المشتركة المكلّف كان في استقبال الأسرى عند وصولهم قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض، والعميد مجدي السماني الملحق العسكري السوداني لدى المملكة وعدد من أركان قيادة القوات المشتركة وضباط الارتباط من الجانب السوداني الشقيق بقيادة القوات المشتركة وأهالي ذوي الأسرى.
وشدد العقيد المالكي على أن وصول الأسرى من قوات التحالف يأتي في إطار اهتمام القيادة السياسية والعسكرية بالتحالف بعودة كافة الأسرى والمحتجزين.
وتعليقا على هذا الاختراق في الملف الإنساني وصف المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بأنها «علامة جيدة»، وقال في تغريدة على «تويتر» إن «الحوار السلمي يمكن أن يؤدي إلى نتائج حميدة»، متطلعاً إلى أن يلتقي الطرفان قريباً برعاية الأمم المتحدة لمناقشة إطلاق سراح كل السجناء والمعتقلين على خلفية النزاع.
واستقبل الفريق الركن مطلق الأزيمع نائب رئيس هيئة الأركان العامة قائد القوات المشتركة المكلف في قاعدة الملك سلمان، أعدداً من الأسرى الذين تم تسليمهم من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إطار تنفيذ اتفاق استوكهولم.
وقلّد الفريق الأزيمع، الأسرى العائدين أنواط «الشرف والشجاعة»، ونوه بدورهم البطولي ومواقفهم المشرفة في الذود عن دينهم ووطنهم، وأشاد بما أبدوه من شجاعة وإقدام.
من جانبه، وصف نائب رئيس الوزراء اليمني سالم الخنبشي عملية تبادل المحتجزين بأنها بادرة إيجابية وتأتي في إطار إجراءات بناء الثقة بين الجانبين وصولاً للحل الشامل في اليمن. مشدداً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على أن «ملف الأسرى والمحتجزين مسألة إنسانية صرفة ولا يجب إقحام الأمور السياسية أو العسكرية فيه».
ولفت الخنبشي إلى أن «توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي واضحة في جعل هذا الملف أولوية قصوى للحكومة، والعمل على إعادة جميع المحتجزين لدى الميليشيات الحوثية». وتابع «رأينا فرحة عائلات العائدين من سجون الحوثيين، ونتطلع للإفراج عن الأعداد المتبقية».
من جهته، تمنى سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر أن تكون عملية تبادل الأسرى خطوة يتم البناء عليها لاستكمال تنفيذ باقي الاتفاقيات والوصول إلى حل سياسي شامل وعودة اليمن لمحيطه الخليجي والعربي. وفق ما جاء في تغريدة على «تويتر».
وبحسب وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية وعضو الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى ماجد فضائل، كان ضمن المفرج عنهم يوم أمس 11 محتجزاً لدى الحوثيين حكم عليهم بالإعدام، إلى جانب 5 صحافيين يمنيين هم: هشام طرموم، هشام اليوسفي، هيثم الشهاب، عصام بالغيث، وحسن عناب.
وفيما انتقد ناشطون يمنيون الحال التي ظهر عليها أغلب المفرج عنهم من سجون الميليشيات الحوثية لجهة تعرضهم للمعاملة السيئة والتعذيب، قال عضو الفريق الحكومي المفاوض ماجد فضائل في تغريدة على «تويتر»: «معظم المختطفين والأسرى المفرج عنهم اليوم تعرضوا لتعذيب وسوء المعاملة والكثير منهم يعاني من حالات نفسية صعبة وعاهات مستدامة جراء ما تعرضوا له في سجون الحوثيين».
على صعيد متصل قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها ستعيد أكثر من 1000 محتجز على صلة بالنزاع في اليمن، بعضهم إلى مناطق غير أصلية والبعض الآخر إلى بلدانهم الأصلية. فيما وصفتها بـ«أكبر عملية من نوعها خلال فترة الحرب التي امتدت خمس سنوات ونصف السنة».
وأشارت اللجنة في بيان أن العملية «تشمل رحلات جوية عبر 5 طائرات تسيرها اللجنة الدولية من وإلى مدن عدة في اليمن والسعودية». مبينة أنها «أجرت مقابلات فردية وفحوصات طبية للمحتجزين للتأكد من رغبتهم في نقلهم إلى ديارهم وأنهم يتمتعون بصحة جيده للقيام بالرحلة».
وشارك في تنفيذ عملية التبادل كل من الهلال الأحمر اليمني، وهيئة الهلال الأحمر السعودي عبر توفير طاقم طبي ومتطوعين في المطارات وعلى متن الرحلات الجوية، إلى جانب مساعدة المحتجزين العجزة للصعود على متن الطائرات والنزول منها وتقديم الخدمات الإسعافية.
في السياق نفسه، أكد رئيس الوزراء اليمني المكلف معين عبد الملك أن حكومته «لن تكتفي بهذه الدفعة المفرج عنها من المختطفين والمعتقلين في سجون ميليشيا الحوثي الانقلابية، ولكنها ستواصل جهودها حتى يتم الإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً وضمان حريتهم وعودتهم إلى أهاليهم».
وأثنى عبد الملك خلال تصريحات رسمية (الخميس) على جميع الجهود التي بذلت لإنجاز صفقة التبادل لهذه الدفعة من المختطفين والأسرى وعلى رأسها مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية عن رئيس الحكومة اليمنية قوله إن «الحكومة حريصة على الالتزام بمقتضيات اتفاق استوكهولم الخاص بتبادل الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسرا، وفق مبدأ الكل مقابل الكل بمن فيهم الأربعة المشمولون في قرارات مجلس الأمن، والصحافيون المختطفون».
ودعا عبد الملك «الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط على ميليشيا الحوثي لتنفيذ الاتفاقات بشكل كامل وعدم المراوغة والوقف الفوري لتعذيب المختطفين والمحاكمات غير القانونية التي تقوم بها ضدهم لأغراض سياسية» بحسب تعبيره.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

«مفاوضات الدوحة» تبحث «صفقة جزئية» في غزة

الدخان يتصاعد جراء غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد جراء غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
TT

«مفاوضات الدوحة» تبحث «صفقة جزئية» في غزة

الدخان يتصاعد جراء غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد جراء غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

يُفترض أن تنطلق في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم، جولةٌ جديدةٌ من المفاوضات المرتبطة بالحرب الدائرة في قطاع غزة.

وبينما تحدث الإعلام الإسرائيلي، أمس، عن توجه رئيس جهاز «الموساد»، ديفيد برنياع، إلى الدوحة لحضور الاجتماعات، برزت توقعات بأن ينضم أيضاً المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، من أجل دفع مساعي تأمين الصفقة قبل تنصيب الرئيس دونالد ترمب.

ونقلت وكالة «رويترز»، أمس، عن مسؤول في «حماس» قوله إن الحركة وافقت على قائمة بـ34 رهينة قدمتها إسرائيل لمبادلتهم في إطار اتفاق محتمل لوقف النار.

كما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلاً عن «مصدر رفيع في إحدى الدول الوسيطة» (لم تسمّه)، قوله إن «إسرائيل تحاول إتمام صفقة جزئية تشمل عدداً محدوداً من الرهائن مقابل عدد قليل من الأسرى الفلسطينيين، وتتضمن وقف إطلاق نار لأسابيع قليلة».