«بدافع الحقد»... إيران ترفض إخضاع سجينة أضربت عن الطعام للعلاج بالمستشفى

المحامية الحقوقية الإيرانية نسرين سوتوده (أ.ب)
المحامية الحقوقية الإيرانية نسرين سوتوده (أ.ب)
TT

«بدافع الحقد»... إيران ترفض إخضاع سجينة أضربت عن الطعام للعلاج بالمستشفى

المحامية الحقوقية الإيرانية نسرين سوتوده (أ.ب)
المحامية الحقوقية الإيرانية نسرين سوتوده (أ.ب)

ندد زوج محامية حقوقية إيرانية مسجونة تعاني من مضاعفات صحية بسبب الإضراب الأخير عن الطعام هذا الأسبوع، بالحكومة الإيرانية لعدم سماحها لزوجته بالتماس العلاج الطبي الفوري خارج السجن، وفقاً لتقرير لوكالة «فويس أوف أميركا».
واتهم رضا خاندان مسؤولي القضاء الإيراني بالتصرف بعناد من خلال عدم الاستجابة لطلبات متعددة قدمها هو وزوجته نسرين سوتوده لمنحها إجازة طبية من سجن «إيفين» في طهران حتى تتمكن من تلقي العلاج في مستشفى خارجي موثوق.
وقال خاندان: «السلطات القضائية كانت على استعداد لمنح إجازة لعدد قليل من السجناء السياسيين من أجل تخفيف الضغط الدولي على إيران». لكن هذه ليست الحال مع نسرين وبعض السجناء السياسيين الآخرين. وتابع: «يعاملونها بشكل مختلف بدافع الحقد».
وكان عدد قليل من السجناء السياسيين من بين عشرات الآلاف من السجناء الذين منحتهم إيران إفراجاً موقتاً في مارس (آذار) الماضي للحد من انتشار فيروس «كورونا» في سجونها المكتظة وغير الصحية.
واستثنت هذه الإجراءات معارضين - مثل سوتوده - محكوماً عليهم بالسجن لأكثر من 5 سنوات لأنشطة سلمية وصفت بأنها جرائم أمن قومي.
وسجنت سوتوده في «إيفين» منذ يونيو (حزيران) عام 2018 بتهم مزعومة تتعلق بالأمن القومي وترتبط بعملها في الدفاع عن نشطاء حقوق المرأة الذين جرى اعتقالهم لتحديهم العلني القوانين الإيرانية. وقال نشطاء حقوقيون إن سوتوده تقضي عقوبة بالسجن لأكثر من 30 عاماً ويجب أن تكمل 12 عاماً قبل أن تكون مؤهلة للإفراج المشروط.
وصرح خاندان لوسائل إعلام غربية ومتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق بأن زوجته نظمت إضرابها الثاني عن الطعام هذا العام لمدة 45 يوماً من أغسطس (آب) إلى سبتمبر (أيلول) الماضيين احتجاجاً على رفض إيران إخلاء سبيل السجناء السياسيين رغم خطر تعرضهم لفيروس «كورونا» في السجن.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية عن خاندان قوله إن الإضراب المطول عن الطعام أضعف صحة سوتوده لدرجة أن سلطات السجن أرسلتها إلى مستشفى «طالقاني» بطهران لمدة 5 أيام في أواخر سبتمبر الماضي لتلقي العلاج في قسم الطوارئ.
وقال خاندان إن زوجته أنهت إضرابها عن الطعام بعد يومين أثناء احتجازها في قسم الحجر الصحي بالسجن مع تدهور حالتها بشكل أكبر.
وفي بيان عام صدر الثلاثاء، أشار خاندان إلى أن السلطات أعادت سوتوده من قسم الحجر الصحي في «إيفين» إلى جناح النساء «دون أي إشراف طبي»، رغم معاناتها من «ضيق في التنفس» ومشكلات قلبية «خطيرة».
وأضاف أن الأطباء الخارجيين الذين راجعوا الفحوص الطبية التي أجرتها سوتوده يعدّون عودتها إلى «إيفين»؛ «محاولة متعمدة لتعريض حياتها للخطر».
وفي مقابلته مع «فويس أوف أميركا»، قال خاندان إن صحة زوجته قد تحسنت منذ أن استأنفت تناول الطعام. ومع ذلك، أكد أنها لا تزال بحاجة إلى العلاج في المستشفى بسبب المضاعفات المستمرة لإضرابها عن الطعام.
وقال خاندان: «تعنت المسؤولين الإيرانيين في رفض الاستجابة لطلبات نسرين ليس فقط رد فعل على إضرابها عن الطعام، بل يتفق مع تاريخ إيران الطويل في معارضة طلبات المدافعين عن حقوق الإنسان».


مقالات ذات صلة

مبعوث الأمم المتحدة يندد ﺑ«وحشية لا يمكن تصورها» في سجون نظام الأسد

المشرق العربي صورة ملتقطة في 4 ديسمبر 2020 في جنيف بسويسرا تظهر غير بيدرسن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

مبعوث الأمم المتحدة يندد ﺑ«وحشية لا يمكن تصورها» في سجون نظام الأسد

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا إن الفظاعات التي شهدها سجن «صيدنايا» ومراكز الاحتجاز الأخرى في سوريا، تعكس «الوحشية التي لا يمكن تصورها» التي عاناها السوريون.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
خاص «مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف هويته لـ«الشرق الأوسط» play-circle 01:34

خاص «مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف هويته لـ«الشرق الأوسط»

«سامي» الذي ارتبط اسمه كالتوأم مع قريبه «قيصر» في تهريب عشرات آلاف صور ضحايا التعذيب في سجون الأسد، يكشف هويته لـ«الشرق الأوسط»، ويوجه رسالة إلى السلطة الجديدة.

كميل الطويل (باريس)
أوروبا نساء أيزيديات يرفعن لافتات خلال مظاهرة تطالب بحقوقهن والإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «داعش» المتطرف في الموصل بالعراق... 3 يونيو 2024 (رويترز)

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

قضت محكمة هولندية بالسجن عشر سنوات بحق امرأة هولندية أدينت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بإبقائها امرأة أيزيدية عبدة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
المشرق العربي يتجمع الناس في سجن صيدنايا في دمشق بحثاً عن أحبائهم (أ.ف.ب)

سوريا «مسرح جريمة» قد تُفْتح أبوابه أخيراً للمحققين الأمميين

يأمل محققون أمميون يجمعون منذ سنوات أدلّة توثّق الفظائع المرتكبة في سوريا أن يتيح لهم سقوط بشار الأسد الوصول أخيراً إلى ما يشكّل بالنسبة إليهم «مسرح الجريمة».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

إردوغان ينتقد الصمت الدولي إزاء انتهاك إسرائيل حقوق الإنسان في فلسطين

انتقد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، صمت المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في فلسطين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الخميس)، أن الضربات التي وجّهتها إسرائيل إلى إيران وحلفائها في الشرق الأوسط أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة برمتها في المستقبل، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال نتنياهو، في كلمة موجهة إلى الشعب الإيراني، إن «الأحداث التاريخية التي نشهدها اليوم هي ردود فعل متسلسلة».

وتابع: «ردود فعل متسلسلة على قصف (حركة) حماس والقضاء على (حزب الله) واستهداف (أمينه العام السابق حسن) نصر الله، والضربات التي سدّدناها لمحور الرعب الذي أقامه النظام الإيراني».

واتهم نتنياهو إيران بإنفاق عشرات مليارات الدولارات لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أطاحه هجوم شنّته فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام»، ودعم حركة «حماس» في قطاع غزة و «حزب الله» في لبنان.

وأكد أن «كل ما تسعى إليه إسرائيل هو الدفاع عن دولتها، لكننا من خلال ذلك ندافع عن الحضارة بوجه الوحشية».

وقال للإيرانيين: «إنكم تعانون تحت حكم نظام يسخركم ويهددنا. سيأتي يوم يتغير هذا. سيأتي يوم تكون فيه إيران حرة». وتابع: «لا شك لديّ في أننا سنحقق هذا المستقبل معاً أبكر مما يظن البعض. أعرف وأؤمن بأننا سنحول الشرق الأوسط إلى منارة للازدهار والتقدم والسلام».

ومع سقوط الأسد، خسرت إيران في سوريا حلقة رئيسية في «محور المقاومة» الذي تقوده ضد إسرائيل، بعد أن خرج حليفها الآخر «حزب الله» ضعيفاً من الحرب مع إسرائيل.

ولطالما أدّت سوريا، التي تتشارك مع لبنان حدوداً طويلة سهلة الاختراق، دوراً استراتيجياً في إمداد «حزب الله» اللبناني المدعوم عسكرياً ومالياً من إيران، بالأسلحة.