بعد سلسة من المواقف المتعارضة والتصريحات التي تبادلها كل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن حول مصير المناظرة الرئاسية الثانية التي كانت مقررة في 15 من الشهر الحالي، في مدينة ميامي بولاية فلوريدا، أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للمناظرات إلغائها، وأكدت على موعد المناظرة الثالثة (الأخيرة) بينهما في 22 من هذا الشهر. وقالت اللجنة إن المناظرة ستركز على السياسات الخارجية، وإنها لن تكون مفتوحة مع الجمهور. وجاء ذلك بعد أن رفض ترمب المشاركة في مناظرة افتراضية كانت اللجنة قد قررت إقامتها بعد إصابته بفيروس كورونا قبل نحو 10 أيام.
وقالت اللجنة، في بيان لها، إن جهودها تركز الآن على إنجاح المناظرة الأخيرة في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي. وبحسب برنامج المناظرة الثانية التي ألغيت، فقد كان من المقرر أن يتلقى المتناظرون أسئلة مباشرة من الجمهور، الأمر الذي علق عليه الديمقراطيون متهمين ترمب بأن اعتراضه على المناظرة الافتراضية سببه تخوفه من مواجهة الناخبين. وقال آندرو بيتس، المتحدث باسم بايدن، إن ترمب ليست لديه الشجاعة للرد على الناخبين، في الوقت نفسه الذي يرد فيه بايدن على أسئلتهم. وأضاف أنه «أمر مخز أن يتفادى المناظرة الوحيدة مع أسئلة الناخبين، لكنه ليس مستغرباً».
وأكدت وسائل إعلام أميركية أن بايدن سيقوم بإجراء حوار مفتوح «تاون هول» مع الجمهور، ستنقله محطة «إيه بي سي»، في موعد المناظرة التي ألغيت نفسه، وذلك للتعويض عنها. في المقابل، أكدت محطة «فوكس نيوز»، نقلاً عن مسؤولين في حملة ترمب، أن الرئيس سيقوم أيضاً بإجراء حوار مفتوح مماثل مع محطة «إن بي سي نيوز» في الليلة نفسها.
وفي السياق، أعلنت حملة ترمب أنه سيعقد أول تجمع انتخابي له في ولاية فلوريدا يوم الاثنين، بدلاً من السبت، وهو أول نشاط جماهيري له بعد إصابته بفيروس كورونا. كما قام ترمب بعقد لقاء مع مئات الأشخاص في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بعد ظهر السبت، رغم الانتقادات التي اتهمته بمخالفة الشروط الصحية، وتعريض السلامة العامة للخطر. وردت حملته بالقول إن أطباء الرئيس أكدوا شفاءه من الوباء. لكن البيت الأبيض لم يحدد بعد ما إذا كان ترمب لا يزال معدياً أو ما إذا كانت نتيجة اختباراته قد جاءت سلبية للفيروس. وأعلن مسؤولون في حملته أنه سيلتقي في سانفورد بفلوريدا مع أنصاره مساء الاثنين، رافضين تحديد ما إذا كانوا سيمضون قدماً في تلك الفعاليات، بغض النظر عن نتائج فحوصاته.
ويتزايد قلق الجمهوريين من أن ترمب قد يواجه خسارة كبيرة في يوم الانتخابات، ربما تكلف الحزب أغلبيته في مجلسي الشيوخ والنواب أيضاً. وحذر السيناتور الجمهوري النافذ تيد كروز الجمهوريين من أن الحزب قد يواجه «حمام دم» في نوفمبر (تشرين الثاني)، إذا لم يشعر الناخبون بالتفاؤل بشأن الاقتصاد، وبوجهة معالجة نتائج الوباء على الاقتصاد.
وقال في حوار تلفزيوني إن الانتخابات الرئاسية «متقلبة» للغاية، وإنه لا يزال من الممكن إعادة انتخاب الرئيس ترمب «بهامش كبير»، إذا شعر الناخبون أن الولايات المتحدة تتعافى من الإغلاق الاقتصادي الناجم عن الوباء. لكنه حذر من أن الحزب قد يواجه خسارة ساحقة مماثلة لما حدث في الانتخابات النصفية بعد فضيحة ووترغيت، واستقالة ريتشارد نيكسون، وقد يخسر انتخابات الرئاسة ومجلسي الشيوخ والنواب.
وجمع الديمقراطيون في مجلس الشيوخ مبالغ طائلة من الأموال وهم يتنافسون بقوة في الولايات التي فاز بها ترمب بسهولة عام 2016، بما في ذلك ساوث كارولينا وأيوا وألاسكا. ويواجه السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام صعوبات جدية في معركة إعادة انتخابه في ولايته ساوث كارولينا، في مواجهة خصمه الديمقراطي جايمي هاريسون الذي رفض المشاركة في المناظرة التي كان من المتوقع أن تجري مساء الجمعة، بسبب رفض غراهام إجراء اختبار الفيروس، بعد مشاركته في كثير من الاحتفالات التي جرت في البيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة، والتي أدت إلى إصابة عدد كبير من الأشخاص، بينهم ترمب والسيدة الأولى ميلانيا وعدد من الموظفين وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، بالفيروس.
ولا يزال بايدن يحقق تقدماً بمقدار 9.7 نقطة مئوية على ترمب في متوسط استطلاعات الرأي، بحسب «ريل كلير بوليتيك»، وهو أكبر تقدم له منذ شهور. كما حقق تقدماً في الولايات التي تعد ساحات القتال الرئيسية، بما في ذلك ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا. وأظهرت الاستطلاعات أن ترمب بدا ضعيفاً أكثر مما كان متوقعاً، حتى في الولايات التي لم يكن من المتوقع أن تؤدي دوراً كبيراً في المعركة الانتخابية، مثل أوهايو وأيوا وجورجيا.
ومن جهة أخرى، تعهد وزير الخارجية مايك بومبيو الذي تعرض لانتقادات نادرة، مع وزير العدل ويليام بار، من الرئيس ترمب، بنشر رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون، وهي رسائل تقول حملة ترمب إنها ستثبت ضرورة محاكمتها. وفي المقابل، يقاوم وزير العدل بار التعهد بمقاضاة الديمقراطيين، خصوصاً بايدن. وكان ترمب قد طالب، في مقابلة هاتفية مع «فوكس نيوز»، بأن «يتخذ الوزيران إجراءات بحق إدارة سلفه باراك أوباما».
هذا وكشفت صحيفة «بوليتيكو»، نقلاً عن مسؤولين في البيت الأبيض، أن مكتب شؤون الموظفين الرئاسيين يدرس مطالبة كل مسؤول سياسي تقريباً في إدارة ترمب بكتابة تعهد خطي يقدم فيه استقالته مؤقتاً قبل الانتخابات مباشرة. وأضافت الصحيفة أن مكتب الشؤون سيقرر بعد ذلك من سيتم قبوله، ومن سيتم رفضه لاحقاً للبقاء في إدارة ترمب، في حال فوزه بالرئاسة، ما يمنحه أقصى قدر من المرونة في اختيار فريقه في ولايته الثانية. وفي حال ثبت ذلك، فسيشكل ورقة ضغط على الوزراء في إدارة ترمب، في ظل الأنباء التي تتحدث عن خلافاته مع عدد منهم، ومن بينهم وزير الدفاع مارك إسبر ووزير الصحة أليكس عازار.
إلغاء المناظرة الثانية بين ترمب وبايدن
الجمهوريون يحذرون من خسارة الرئاسة ومجلسي الشيوخ والنواب
إلغاء المناظرة الثانية بين ترمب وبايدن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة