عزز تصعيد محدود في قطاع غزة، مخاوف فلسطينية - إسرائيلية مشتركة من احتمال اندلاع مواجهة جديدة في القطاع، على الرغم من اتفاق التهدئة الأخير.
وقالت قناة «كان» العبرية إنه بعد إطلاق صاروخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل ورد إسرائيل عليه، لا يستبعد الجيش الإسرائيلي والشاباك إمكانية تصعيد جديد من قبل حركة «حماس»، خصوصاً مع وجود ظروف تساعد في ذلك، من بينها قرب نفاد الأموال القطرية والوضع المالي، إلى جانب الإحباط من تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية.
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن المتغيرات الحالية تدفع «حماس» و«الجهاد الإسلامي» لتصعيد الوضع، وإضافة إلى ذلك، فإن الأوساط الأمنية الإسرائيلية ليست متفائلة بشأن الجهود المبذولة لإيجاد حل لقضية الأسرى، وهي المسألة التي تشترط إسرائيل تسويتها قبل توقيع أي تسوية طويلة في قطاع غزة.
وأطلق مسلحون في وقت متأخر، الاثنين، صاروخاً تجاه مستوطنات غلاف غزة، سقط في كيبوتس كرم أبو سالم، المجاور لحدود جنوب القطاع، ودوت قبلها صافرات الإنذار في التجمعات الإسرائيلية المحاذية للقطاع في منطقة النقب الغربي، وقال الجيش الإسرائيلي إنه «لم تقع إصابات، ولم تسجل أضرار مادية». وردت إسرائيل بغارة جوية استهدفت نقطة مراقبة للفصائل الفلسطينية شرق رفح. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرات هاجمت موقعاً عسكرياً لحركة «حماس» في جنوب قطاع غزة، رداً على إطلاق الصاروخ من القطاع.
وهذا هو أول خرق للتهدئة الأخيرة في غزة منذ 15 سبتمبر (أيلول)، عندما أطلقت صواريخ من قطاع غزة، في الوقت الذي كانت تجري فيه مراسم توقيع اتفاقات السلام مع الإمارات والبحرين في البيت الأبيض.
وقالت إسرائيل إنها سترد على أي خرق من قطاع غزة مهما كلف الأمر، وردت «الجهاد الإسلامي» بتهديد تل أبيب بمواجهة جديدة. وقال أبو محمد عضو المجلس العسكري لـ«سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، إن «سرايا القدس» على جهوزية تامة في أي مواجهة مقبلة مع الاحتلال وفي جعبتها ما يفاجئ الاحتلال. وأضاف خلال تصريحات لإذاعة القدس التابعة لـ«الجهاد»: «لن نخذل شعبنا ولدينا من الإمكانات ما يكبد الاحتلال الخسائر». وتابع: «إن سرايا القدس تمكنت من فرض معادلة الردع مع الاحتلال الإسرائيلي وستواصل ذلك».
وتعزز التهديدات المتبادلة فرضية اندلاع مواجهة جديدة. وكان تقرير إسرائيلي بثه موقع «قناة 12» العبرية، السبت قبل الماضي، أكد أن قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي تستعد لجولة قتال جديدة على جبهة قطاع غزة نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول). وجاء في التقرير أن قيادة المنطقة اوعزت لقواتها الاستعداد في هذا الموعد لجولة جديدة من المواجهة.
وترى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن الوضع المتدهور بغزة، بما في ذلك ازدياد تفشي فيروس كورونا وحاجة «حماس» إلى معدات طبية، والأموال القطرية المتوقع أن تنتهي قريباً، وكذلك الغضب من العلاقات الجديدة بين إسرائيل ودول عربية، بالإضافة إلى الانتخابات الأميركية، قد تدفع «حماس» نحو التصعيد، من خلال إطلاق البالونات الحارقة والصواريخ.
وقال ضابط كبير من الكتيبة 74 في اللواء الجنوبي، وهو المقدّم إيتي زعفراني إن «الوضع في قطاع غزة يمكن أن يتغيّر في أي لحظة، لذلك نحن دائماً هنا مع أعلى درجات اليقظة والجهوزية».
وهذه التقديرات ليست جديدة، وقبل فترة وجيزة حذر وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، من تصعيد آخر في قطاع غزة. وقال غانتس إن استمرار الصعوبات الاقتصادية وأزمة فيروس كورونا وعدم التنسيق، قد يؤدي إلى تصعيد جديد.
وجاء هذا التقدير بعد أقل من شهر على اتفاق رعته قطر بداية الشهر الحالي جولة تصعيد سابقة. واتففت «حماس» وإسرائيل على وقف التصعيد مقابل إدخال أموال وجملة من التسهيلات للقطاع. وقد يكون التقدير الإسرائيلي، مبنياً على تهديد لـ«حماس» بعد توقيع الاتفاق، بأنها ستختبر إسرائيل شهرين فقط.
تصعيد محدود في غزة يعزز فرضية مواجهة قريبة
إطلاق صاروخ تجاه مستوطنات غلاف غزة الاثنين
تصعيد محدود في غزة يعزز فرضية مواجهة قريبة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة