«البديل» اليميني المتطرف يتراجع في معاقله بألمانيا

استطلاع يمنح «حزب ميركل» الريادة قبل عام على الانتخابات

مظاهرة لحزب «البديل لألمانيا» في ولاية ثورينجيا السبت بمناسبة ذكرى توحيد ألمانيا (د.ب.أ)
مظاهرة لحزب «البديل لألمانيا» في ولاية ثورينجيا السبت بمناسبة ذكرى توحيد ألمانيا (د.ب.أ)
TT

«البديل» اليميني المتطرف يتراجع في معاقله بألمانيا

مظاهرة لحزب «البديل لألمانيا» في ولاية ثورينجيا السبت بمناسبة ذكرى توحيد ألمانيا (د.ب.أ)
مظاهرة لحزب «البديل لألمانيا» في ولاية ثورينجيا السبت بمناسبة ذكرى توحيد ألمانيا (د.ب.أ)

قبل عام على الانتخابات النيابية الفيدرالية المقبلة في ألمانيا، تستمر الأخبار السارة بالتدفق لصالح حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الحاكم. ورغم الكثير من علامات الاستفهام حول مصير هذا الحزب بعد رحيل أنجيلا ميركل العام المقبل مع انتهاء ولايتها الرابعة، فإن عوامل كثيرة باتت تلعب لصالحه.
وبالإضافة إلى الدفعة التي تلقاها الحزب من رضا الألمان عن أداء ميركل في أزمة جائحة «كوفيد - ١٩»، فإن حزب البديل لألمانيا، اليميني المتطرف، والذي كان يتصدر استطلاعات الرأي في الولايات الشرقية منذ العام الماضي، تراجع للدرجة الثالثة في تلك الولايات. وعاد حزب ميركل، ليحل أولا يليه حزب اليسار المتطرف «دي لينكا». وخسر البديل لألمانيا قرابة ٦ نقاط بحسب استطلاع للرأي أجراه «معهد قنطار» لصالح صحيفة «بيلد أم زونتاغ»، وحصل على ١٨ في المائة بتراجع عن ٢٤ في المائة، فيما حل الاتحاد المسيحي الديمقراطي أولا بـ٣٠ في المائة يليه «دي لينكا» بـ١٩ في المائة.
والولايات الشرقية هي تلك التي كانت تحت الحكم السوفياتي قبل الوحدة الألمانية التي مر عليها يوم السبت الماضي ٣٠ عاما. ويحظى «البديل لألمانيا» بشعبية واسعة في تلك الولايات خاصة منذ موجة اللاجئين عام ٢٠١٥ وسكان الولايات الشرقية يعانون من مستوى بطالة أعلى بكثير من سكان الولايات الغربية، بعد أن خسر الآلاف منهم وظائفهم التي كان يؤمنها لهم الحكم الشيوعي، بعد الوحدة مع ألمانيا الغربية. كما أن مستوى الدخل في الولايات الشرقية ما زال أدنى منه في الولايات الغربية. كل هذا يقول المحللون بأنه يشكل أرضا خصبة لحزب البديل لألمانيا الشعبوي ليبني على «نقمة» الألمان الشرقيين وكسب الأصوات.
إلا أن سلسلة فضائح طالت هذا الحزب المتطرف منذ أشهر، ساهمت على ما يبدو بتراجع التأييد له. فالاقتتال الداخلي في الحزب المتطرف بدأ منذ مطلع العام مع فصل أعضاء بارزين من الحزب، ووسع الأسبوع الماضي لفضيحة تورط متحدث سابق باسم الكتلة البرلمانية للحزب المتطرف بالتحريض على «حرق وإبادة» اللاجئين، في تعابير كانت تستخدم ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية وأدت إلى المحرقة.
وأوقع صحافيون من قناة «بروزيبن» الخاصة، بالمتحدث السابق الذي يدعى كريستيان لوث، بعد أن أقنعوه بلقاء سيدة كانت تعمل معهم في مقهى من دون أن يخبروه بأن اللقاء كان يُصور. والتقى لوث بليزا ليكاتيا، وهي كانت معروفة في صفوف اليمين المتطرف على «يوتيوب» لكنها قالت إنها تركت التطرف وتعمل الآن على مكافحته، وخلال اللقاء، يُسمع لوث في الشريط المصور سرا، وهو يقول لها: «كلما كانت ألمانيا بوضع أسوأ، كان هذا الأمر أفضل بالنسبة للبديل لألمانيا. بالطبع هذا الأمر سيئ، خاصة بالنسبة لأولادنا، ولكنه على الأرجح سيبقينا مستمرين».
وبحسب التحقيق الذي نشر على القناة، فإن لوث كان لا يزال متحدثا رسميا باسم الكتلة البرلمانية للبديل لألمانيا عندما جرت تلك المقابلة في فبراير (شباط) الماضي. وفي حديثه مع ليكاتيا، يُسمع لوث وهو يناقش مستقبل حزبه في حال كان الوضع جيدا في ألمانيا، وسمع وهو يسأل: «علينا أن نفكر بتكتيك لأي درجة يمكن أن نستفز في خطابنا». وعندما تسأله ليكاتيا إذا كان من مصلحة حزب البديل لألمانيا أن يأتي المزيد من اللاجئين، يقول: «نعم، لأن حزبنا سيكون بوضع أفضل. يمكننا أن نطلق النار عليهم بعد ذلك. هذا ليس مهما بتاتا. أو استعمال الغاز، أو أيما تشائين، لا آبه!». وبحسب صحيفة «دي تزايت» التي كتبت القصة قبل نشر التحقيق، وقالت إنها استمعت للتسجيلات، فإنه «لا شيء يوحي بأن لوث قال ما قاله من قبيل المزاح أو عن طريق التهكم».
يعد الرجل مقرباً جداً من زعيم الكتلة النيابية لحزب البديل لألمانيا ألكسندر غولان الذي أعلن طرد لوث من الحزب بعد الفضيحة. ونقلت وكالة الصحافة الألمانية عن غولان قوله إن التصريحات المنقولة عن لوث «غير مقبولة بتاتا» وهي لا تتناسق مع الأهداف السياسية لحزب البديل لألمانيا.
ورغم أن حزب البديل لألمانيا تأسس قبل ٧ سنوات، في العام ٢٠١٣، فهو لم يحقق شعبية تذكر إلا بعد أزمة اللاجئين عام ٢٠١٥. وفي البداية، كان خطابه السياسي يركز على التهجم على العملة الموحدة اليورو والاتحاد الأوروبي، وهو ما لم يلق تجاوبا كبيرا مع الناخبين الألمان الموالين بشكل عام للاتحاد الأوروبي. وكان غولان نفسه قد قال في مقابلة أدلى بها لمجلة «دير شبيغل» في نهاية العام ٢٠١٥ إن الحزب «يدين بصعوده» لأزمة اللاجئين.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».