البرهان يبحث مع وزير خارجية إثيوبيا قضية ترسيم الحدود

TT

البرهان يبحث مع وزير خارجية إثيوبيا قضية ترسيم الحدود

بحث رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، ووزير الخارجية الإثيوبي، قدو أندراشو، أمس، قضية الحدود والتنسيق بين البلدين لتجاوز المعضلات، التي تواجه ترسيم الحدود، وفي غضون ذلك نقل أندراشو رسائل شفاهية من الرئيس آبي أحمد تعبر عن تضامن إثيوبيا، حكومة وشعبا، مع كارثة الفيضانات والسيول التي يواجهها السودان.
ووصل وزير الخارجية الإثيوبي الخرطوم، أمس، مع طائرة مساعدات للمتأثرين بالسيول والأمطار، وكان في استقباله نظيره عمر قمر الدين، وعدد من المسؤولين بالحكومة.
وأعربت إثيوبيا عن تضامنها مع السودان، حيث أرسلت طائرة مساعدات تحمل 60 طنا من المواد الغذائية والأدوية، دعما للمتضررين، في وقت استمر فيه انخفاض مناسيب المياه في معظم السدود السودانية.
والتقى الوزير الإثيوبي رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، ونقل تحيات رئيس الحكومة الإثيوبية، ومؤازرته للسودان حكومة وشعبا في كارثة السيول والأمطار. وقال بيان مجلس السيادة إن اللقاء تطرق لقضايا الحدود المشتركة بين البلدين، موضحا أنه سيتم التنسيق في هذا الصدد لتجاوز جميع المعضلات فيما يتصل بالقضايا الحدودية.
من جهة ثانية، قال مجلس الوزراء في بيان، أمس، إن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك تلقى رسالة شفوية من نظيره الإثيوبي آبي أحمد، تعبر عن تضامن بلاده مع الشعب السوداني. وأكد وزير الخارجية السوداني، عمر قمر الدين، في تصريحات صحافية مشتركة، على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، وتقدم بخالص الشكر والتقدير لحكومة وشعب إثيوبيا على هذه المبادرة المقدمة، رغم تأثر بعض المناطق الإثيوبية بالظروف نفسها التي يمر بها السودان من السيول والفيضانات.
ومن جانبه، قال الوزير الإثيوبي إن بلاده على استعداد تام للوقوف إلى جانب السودان. وأضاف أندراشو أنه جاء إلى السودان بدافع ترجمة خطابه السابق إلى أفعال، وتأكيدا لتضامن دولته مع السودان حكومة وشعبا. مبرزا أن بلاده قدمت مساعدات إغاثية للسودان، تشتمل على أدوية ومواد غذائية تضامنا من الشعب الإثيوبي مع الشعب السوداني لمواجهة محنة السيول والفيضانات، التي ضربت أجزاء واسعة من البلاد. كما أوضح أن بلاده أيضا تضررت من السيول والفيضانات هذا العام.
وشهدت الحدود بين البلدين خلال الأشهر الماضية توترات أمنية، واعتداءات لمجموعات تتبع الجيش الإثيوبي على الأراضي السودانية، خلفت قتلى وجرحى من الجانبين. ورغم المباحثات التي جرت بين اللجان السياسية بين البلدين في وقت سابق، فإن قضية ترسيم الحدود لا تزال عالقة دون تقدم يذكر.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».