أقفلت السلطات اللبنانية بلدتين وعزلت ثالثة في ظل ازدياد كبير للإصابات بفيروس «كورونا» في لبنان، التي دفعت رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي، للقول إن لبنان فقد السيطرة على تفشي الفيروس. وأوضح عراجي: «من الصعب جدّاً السيطرة عليه إذا بقينا نسير بالطريقة نفسها»، متابعاً أنّ «هناك إجراءات وُضعت منذ بدء تفشّي الوباء في فبراير (شباط) الماضي، منها ضرورة ارتداء الكمامة، والتزام التباعد الاجتماعي، والتعقيم، لكنّها لا تُطبّق كما يجب».
وأكّد، في حديث إذاعي، أنّه «للحدّ السريع من انتشار الفيروس، يجب الالتزام بالإجراءات الوقائيّة، بغياب اللقاح في الوقت الحالي. هذا هو الأمر الأنجع لوقف الانتشار»، مشيراً إلى «أنّنا إذا لم نقم بذلك، فنحن متّجهون إلى عدد إصابات أكبر، والخوف أن تكون الإصابات خطرة، وتستلزم دخول العناية الفائقة، الّتي أصبح 80 في المائة منها معبأ».
وعقد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، اجتماعاً في السراي الحكومي بحضور اللجنة الوزارية المتابعة لملف وباء «كورونا»، وتم «عرض التدابير اللازمة لمواجهة تفشي الوباء، لا سيما في المناطق التي سجّلت أعلى نسب من الإصابات». وعمّقت الأرقام الأخيرة التي تخطت أول من أمس الخميس حاجز الألف إصابة يومياً، الأزمة الصحية مع اقتراب موسم الإنفلونزا، وإعادة فتح المدارس، مع الإنذار بخروج الوباء عن السيطرة محلياً.
ومع ازدياد الإصابات بشكل كبير، اتّخذت خلية الأزمة في فنيدق في عكار شمال لبنان، بالتعاون مع شرطة البلدية، قراراً بإقفال كل مداخل البلدة ومنعت الباعة المتجولين والمتسولين من الدخول إليها، وذلك بسبب انتشار وباء «كورونا» بفعل عدم الالتزام والوقاية من قبل غالبية المواطنين. وفي الشمال أيضاً، أعلن المجلس البلدي لبلدية القبيات، في بيان، أن «الإقفال العام اعتباراً حتى يوم الأحد الواقع فيه 4 أكتوبر (تشرين الأول) ضمناً، وذلك بالنظر إلى الحالة المستجدة بالنسبة لتفشي فيروس كورونا». واستثنى القرار «القطاعات التالية: الصيدليات، محطات الوقود، محلات السمانة، محلات الخضار، خدمة التوصيل إلى المنازل». وأكد المجلس البلدي أنه «خلال فترة الإقفال، تمنع جميع أنواع التجمّعات والاحتفالات والمناسبات حتى في المنازل، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية الإلزامية (خصوصاً الكمامة) للأفراد والمؤسسات العاملة».
وأفاد التقرير اليومي لغرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار بـ«تسجيل حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا، ليصبح العدد الإجمالي للمتوفين 9. كما سجل 23 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ما رفع عدد المصابين المسجلين منذ بدء الأزمة إلى 713 مصاباً».
وفي جبل لبنان، اتخذ المحافظ محمد مكاوي، قراراً قضى بـ«عزل بلدة عرمون - قضاء عاليه أسبوعاً كاملاً، بسبب ارتفاع عدد الإصابات بوباء كورونا، وإقفالها إقفالاً تاماً باستثناء المحلات ذات الصلة بقطاع الصحة والأدوية».
وفي البقاع، أعلن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، في بيان، أن «العدد الإجمالي للإصابات بفيروس كورونا في محافظة بعلبك الهرمل منذ فبراير (شباط) الماضي حتى اليوم، بلغ 623 إصابة، منهم 11 وفيات و256 حالة شفاء و356 حالة نشطة حتى اللحظة».
وفي أروقة القضاء، أقفل قلم مجلس العمل التحكيمي وقضاء العجلة في بيروت يوماً واحداً للتحقق من وجود إصابات، وجاءت نتيجة الفحوصات سلبية. أما قلم السجل التجاري فهو مقفل اليوم بعد ثبوت إصابة موظفة، بانتظار نتائج فحوصات باقي الموظفين. ولا موجب لإقفال قصر العدل عندما يكون الشك بالإصابة أو تحققها، محصوراً في قلم محدد، وذلك تلافياً لشل العمل القضائي، حسب ما أفاد المكتب الإعلامي في مجلس القضاء الأعلى تعقيباً على ما أوردته بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية عن وجود حالات إصابة بفيروس «كورونا» في قصري العدل في بيروت وبعبدا مع دعوة لإقفالهما.
ونفى الرئيس الأول الاستئنافي في جبل البنان القاضي رجا خوري، ما ورد في إحدى وسائل الإعلام عن وجود إصابات بفيروس «كورونا» في قصر العدل في بعبدا.
لبنان «يفقد السيطرة» على تفشي الوباء
السلطات أقفلت بلدتين وعزلت ثالثة
لبنان «يفقد السيطرة» على تفشي الوباء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة