انتشار أمني مكثف للبحث عن ناشط عراقي مختطف بغداد: فاضل النشمي

الناشط المدني سجاد العراقي
الناشط المدني سجاد العراقي
TT

انتشار أمني مكثف للبحث عن ناشط عراقي مختطف بغداد: فاضل النشمي

الناشط المدني سجاد العراقي
الناشط المدني سجاد العراقي

يواصل جهاز مكافحة الإرهاب العراقي عمليات البحث والتفتيش في مناطق مختلفة من محافظة ذي قار الجنوبية لتحرير الناشط المدني سجاد العراقي الذي اختطفه مسلحون، السبت الماضي، في منطقة نائية شمال مدينة الناصرية مركز المحافظة.
وأظهرت مقاطع مصورة، أمس، عشرات العجلات العسكرية التابعة للجهاز وهي تتجول في شوارع الناصرية، ومركز المحافظة، ومدن أخرى، من دون أن تنجح، حتى مساء أمس، في إلقاء القبض على المتورطين في خطف الناشط بعد مرور 5 أيام على الحادث.
كان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي أمر، الأحد الماضي، بإرسال «جهاز مكافحة الإرهاب» الذي يعد الأرفع من حيث القوة والتجهيز والتدريب بين بقية القوات الأمنية العراقية، بتولي مهمة تحرير الناشط سجاد العراقي من خاطفيه، بعد أن عجزت قوات الشرطة المحلية عن تنفيذ تلك المهمة.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني، أمس، انطلاق عملية البحث عن الناشط المختطف. وقالت في بيان: «انطلقت وحدات أفواج من جهاز مكافحة الإرهاب وفوج من شرطة ذي قار وفوج من لواء مغاوير قيادة عمليات سومر، لتنفيذ واجب مشترك للتفتيش والبحث عن المخطوف سجاد العراقي وإلقاء القبض على الخاطفين». وأوضحت أن «الواجب يشمل مناطق أم الغزلان وناحية الدواية الشديد والعبيد والعكيكة الهصاصرة وسيد دخيل». وتأتي العملية بإسناد طيران الجيش، وبالتزامن مع خروج اللواء الرابع في قوات الرد السريع على الحدود الفاصلة مع محافظة ميسان المجاورة، طبقاً لبيان الخلية.
ويستغرب كثير من المراقبين التأخير الذي رافق عملية تحرير الناشط، رغم معرفة الجهات الأمنية الأشخاص المتورطين في حادث الاختطاف والمناطق التي يقيمون بها، كما قال قائد شرطة ذي قار العميد حازم الوائلي، أول من أمس، حين أشار إلى أن «القوات الأمنية تمكنت من التعرف على هوية الخاطف من خلال شهود العيان الذين كانوا في محل الحادث، وأصدقاء سجاد الذين كانوا يرافقونه أثناء واقعة الاختطاف، وكذلك اتجاه عجلات الخاطفين». وتحدث عن مفاوضات تجريها القوات الأمنية مع شيخ عشيرة العناصر المتورطة بالحادث.
وفي حين لا تتحدث المصادر الأمنية الحكومية عن طبيعة الأسباب التي تحول دون تحرير المختطف وإلقاء القبض على المتورطين حتى الآن، يقول مصدر أمني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن «عشيرة العناصر المتورطة في عملية الاختطاف لديها نفوذ واسع بين الفصائل المسلحة، ومتحالفة بقوة مع منظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري، لذلك تسعى القوات إلى عدم التسرع باقتحام مناطق العشيرة تفادياً لوقوع مواجهات مسلحة معها غير ضرورية».
وأضاف أن «عناصر غير قليلة من تلك العشيرة مطلوبة على ذمة قضايا خطف وسرقة وسلب أخرى، ومن غير المستبعد أن يقوموا بفتح النيران على القوات الأمنية في حال لم تتوخ الحذر». وتوقع أن تتم عملية إطلاق سراح الناشط «عبر تسوية عشائرية ما ومن دون حدوث مواجهات خلال الساعات المقبلة».
وتحدث ناشطون في وقت سابق عن أن العناصر المتورطين في عملية الاختطاف ينتمون إلى فخذ الهصاصرة المرتبط بعشيرة الإبراهيمي. لكن مصادر الشرطة أحجمت عن التصريح باسم العشيرة.
من جهة أخرى، واصلت الفصائل المسلحة المتهمة بموالاة إيران استهداف المنطقة الرئاسية «الخضراء» حيث مقر السفارة الأميركية في بغداد بالصواريخ وقذائف الهاون. وأعلنت خلية الإعلام الأمني، أمس، سقوط «3 قنابر (قذائف) هاون داخل المنطقة الخضراء فجر الثلاثاء، ولم يتم تسجيل خسائر أو أضرار، وتحدد مكان انطلاقها».
كما أعلنت تعرض رتل كان ينقل معدات التحالف الدولي المنسحبة من العراق بواسطة شركات نقل عراقية وسائقي العجلات من المواطنين العراقيين، مساء أول من أمس، لانفجار عبوة ناسفة كان يمر في المنطقة الواقعة بين قضائي بلد والدجيل في محافظة صلاح الدين، أدى إلى أضرار بإحدى العجلات.
وتنفذ المجموعات المسلحة الموالية لإيران منذ أشهر، هجمات شبه يومية ضد السفارة الأميركية في بغداد ومعسكرات الجيش وقوافل الإمدادات اللوجيستية لقوات التحالف الدولي، في إطار سعيها لإرغام الولايات المتحدة على الانسحاب من العراق. وثمة من يرى أن الهجمات تصاعدت في سياق الثأر لمقتل قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني بقصف أميركي مطلع العام الجاري قرب مطار بغداد الدولي.
كان زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر حذر، السبت الماضي، من إدخال العراق في «نفقٍ مظلم وفي أتون العنف، فما من مصلحة من استهداف المقرّات الثقافية والدبلوماسية»، معتبراً أنه «يمكن اتباع السبل السياسية والبرلمانية لإنهاء الاحتلال ومنع تدخلاتهم».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».