وزير الإعلام الأردني لـ «الشرق الأوسط»: أهيب بوسائل الإعلام توخي الدقة احتراما لمشاعر عائلة الطيار

أبو سياف: «داعش» ستطالب بمبادلة الطيار الأسير بالسجينين ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي

د. محمد المومني
د. محمد المومني
TT

وزير الإعلام الأردني لـ «الشرق الأوسط»: أهيب بوسائل الإعلام توخي الدقة احتراما لمشاعر عائلة الطيار

د. محمد المومني
د. محمد المومني

قال وزير الإعلام الأردني، الدكتور محمد المومني، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن «جهود الأردن، وعلى كل المستويات، مستمرة للتعامل مع حادثة الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، وذلك بالتعاون مع أشقائنا العرب وحلفائنا الدوليين».
ورفض الوزير إعطاء معلومات حول الاتصالات التي يجريها الأردن، ومن هي الأطراف الدولية أو العربية التي يتم الاتصال بها. وقال المومني: «أهيب بوسائل الإعلام توخي الدقة وأخذ المعلومات من مصادرها الدقيقة والابتعاد عن التحليلات المضللة، خاصة لحساسية القضية واحتراما لمشاعر عائلة وعشيرة الطيار البطل».
وأكد المومني أن طائرة «إل إف 16» التي سقطت في الرقة لم يكن على متنها إلا الطيار معاذ الكساسبة.
وفي عمان تنشغل الأوساط الشعبية والسياسية والنقابية والحزبية بقضية الطيار معاذ الكساسبة الذي أسره تنظيم داعش بعد سقوط طائرته في منطقة الرقة السورية. ويشهد الأردن تحركات رسمية مكثفة على أعلى المستويات من أجل إطلاق سراح الطيار. وأكد وزراء في الحكومة أن الأردن بدأ بإجراء اتصالات مع أطراف إقليمية ودولية من أجل إطلاق سراح الطيار الأسير معاذ الكساسبة.
وقال وزير الأوقاف الأردني، الدكتور هايل داود، في خطبة الجمعة التي حضرها ولي العهد الأردني، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، إن «الرسول، صلى الله عليه وسلم، قبل الفدية مقابل أسرى الحرب إذ لم يقتل إلا واحدا لأنه (مجرم حرب) بينما عفا وقبل الفدية والمبادلة مرات كثيرة».
وتساءل الوزير: «هل ننتظر حتى يقطع الداعشيون رؤوسنا لنقاتلهم»، مؤكدا أنهم «يذبحون السنة»، ومعددا العشائر السنية التي قتلت في العراق وسوريا.
ولفت الوزير أن «نصرة المستضعفين واجبنا».. واستدلل بقول الملك عبد الله الثاني الذي قال إنها «حربنا لا حرب الغرب». وقال الوزير: «ندعوا الله أن يعود الطيار معاذ سالما»، مؤكدا أن «الأردن يخوض حربا، فلهذا لن تكون بلا خسائر».
ويدور حديث داخل بعض الأوساط الشعبية عن إمكانية حدوث تبادل بين الأردن و«داعش» من خلال مبادلة سجناء لـ«داعش» محكوم عليهم بالإعدام في الأردن، وهم: ساجدة الريشاوي التي شاركت في العملية الإرهابية التي نفذتها القاعدة عام 2005 بتفجير 3 فنادق في عمان، والعراقي زياد الكربولي، مقابل إطلاق سراح الطيار الكساسبة. وهو ما ذكره الشيخ محمد الشلبي الملقب بـ«أبي سياف»، أنه يعتقد أن «داعش» ستطالب بمبادلة الطيار الأسير مع ساجدة الريشاوي والكربولي.
وشهدت عمان، أمس، مسيرة حاشدة تضامنية مع الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة، وطالب المشاركون في المسيرة الذين حملوا صور الأسير من «داعش»، بإطلاق سراحه فورا.
كما يؤم جموع الأردنيين من كل مناطق الأردن منزل الطيار في بلدته عي بمحافظة الكرك للتعبير عن التضامن مع الطيار الأسير والتضامن مع عائلته.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».