دعوة سعودية لاجتماع استثنائي لمناقشة أزمة خزان {صافر}

TT

دعوة سعودية لاجتماع استثنائي لمناقشة أزمة خزان {صافر}

تعقد جامعة الدول العربية «إدارة الشؤون البيئية والأرصاد الجوية بالقطاع الاقتصادي، الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة»، اليوم (الاثنين)، دورة استثنائية عن بُعد لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة بناءً على طلب السعودية.
وأوضح الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بالجامعة العربية السفير كمال حسن علي، في بيان اليوم، أن الدورة الاستثنائية تُعقد بطلب من السعودية بهدف مناقشة سبل وآليات تفعيل القرار رقم 582 الصادر عن مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة في دورته العادية رقم «31» والتي عُقدت في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والخاص بتأكيد أهمية إيجاد الحل المناسب لتفادي كارثة بيئية جراء عدم صيانة السفينة «صافر» النفطية الراسية قبالة ميناء رأس عيسى النفطي في البحر الأحمر منذ عام 2015.
من جهته، قال لـ«الشرق الأوسط» وزير المياه والبيئة اليمني دكتور عزي شريم: «الجميع قلق بشأن ناقلة صافر التي سيؤدي انفجارها أو تسرب النفط الذي بدأ بالفعل، لعواقب وخيمة على الصعيد الإنساني والبيئي على اليمن والمنطقة بأكملها، ولأجل ذلك يسعى الكل إلى أن يوقف ما قد يحدث من كارثة وتلوث لن يطال فقط جغرافيا ومحيط اليمن، بل سيطال المحيط الإقليمي كاملاً، وستتأثر بذلك الحركة التجارية الدولية».
وشدّد على أن الأمن والاستقرار مهم لليمن والدول المجاورة والعالم، مطالباً بالتدخل السريع لوضع حل لإيقاف هذه الكارثة البيئية الوشيكة، وقال: «الأمم المتحدة لم تقدم حتى الآن حلاً عملياً أو خطوات جدية يلمسها الشعب اليمني على الأرض، والشواهد كثيرة، وفي المقابل نجد الدور السعودي والدعوة التي وجهتها السعودية بدعوة وزراء بيئة الدول العربية لمناقشة مشكلة خزان صافر، تؤكد مدى الحرص على إنقاذ اليمن واليمنيين والعالم أجمع مما سيلحقه من جراء السيناريوهات المحتملة لهذه الكارثة».
وذهب شريم إلى أن الحلول كثيرة، وتصب في قناة واحدة، وهي منع حدوث الكارثة، مبيناً أن الطريق للحل المتاح يأتي في اجتماع اليوم الذي دعت إليه السعودية، متمنياً أن يخرج الاجتماع بحل علمي وخطوات يتم تطبيقها عملياً، وأن تترافق بقدرة على التنفيذ وإمكانات ذاتية، في إطار اليمن، وبمساندة حقيقية من المجتمع الدولي.
يُذكر أن ناقلة النفط المتهالكة «صافر» العالقة منذ 2015 قبالة السواحل اليمنية، لا تخضع لأي صيانة، وهي محملة بأكثر من مليون برميل نفط خام، ويحذر الخبراء من تسرب ملايين البراميل من النفط الخام في البحر الأحمر، ما لم تخضع الناقلة للصيانة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.