الاتحاد الأوروبي يرهن مزيداً من المساعدات للبنان بتشكيل حكومة «ذات صدقية»

علم لبنان يرفرف وسط دخان بموقع حريق اندلع في مرفأ بيروت الأسبوع الماضي (رويترز)
علم لبنان يرفرف وسط دخان بموقع حريق اندلع في مرفأ بيروت الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي يرهن مزيداً من المساعدات للبنان بتشكيل حكومة «ذات صدقية»

علم لبنان يرفرف وسط دخان بموقع حريق اندلع في مرفأ بيروت الأسبوع الماضي (رويترز)
علم لبنان يرفرف وسط دخان بموقع حريق اندلع في مرفأ بيروت الأسبوع الماضي (رويترز)

دعا مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات أمس (السبت)، إلى تشكيل حكومة «ذات صدقية» في لبنان بشكل عاجل قبل إطلاق مرحلة ثانية من الدعم المالي للبلاد الغارقة في أزماتها.
وقال يانيز لينارزيتش إن الاتحاد الأوروبي خصص 64 مليون يورو (79 مليون دولار) للاستجابة الطارئة للانفجار المدمر في ميناء العاصمة بيروت، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 190 شخصاً وإصابة الآلاف في الرابع من أغسطس (آب).
وأشار إلى أن الدفعة التالية من التمويل ستكون لإعادة الإعمار، لكنه حذر من أنه يجب أن تسير جنباً إلى جنب مع الإصلاحات، لأن المجتمع الدولي ليس على استعداد لدعم الممارسات «التي أدت إلى انهيار مالي وأزمة اقتصادية».
ووقعت المأساة عندما انفجرت مئات الأطنان من نيترات الأمونيوم التي تركت في عنبر بالميناء. وفي وقت يعاني فيه الشعب اللبناني أسوأ أزمة اقتصادية في البلاد منذ عقود، جاء الانفجار ليفاقم الغضب الشعبي حيال الإهمال الرسمي والطبقة السياسية المتهمة بالفساد.
واستقالت الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب في أعقاب كارثة المرفأ، لكن لبنان رفض إجراء تحقيق دولي، قائلاً إنه سيتكفل بالتحقيق بمساعدة خبراء أجانب. وقال لينارزيتش لوكالة الصحافة الفرنسية عقب وصوله إلى لبنان على متن طائرة مساعدات إنسانية: «نحن بحاجة إلى حكومة ذات صدقية تحظى بثقة اللبنانيين ومصممة على قيادة البلاد في الاتجاه الصحيح».
وأضاف: «على الطبقة السياسية في لبنان أن تُقدّم ما يطلبه الناس، وهذا أيضاً ما يتوقعه المجتمع الدولي. أنا أتحدث عن الحكم وليس عن الإصلاحات الاقتصادية فقط. يجب أن يكون هناك تغيير في الطريقة التي يُدار بها» هذا البلد.
وأدت أسوأ أزمة اقتصادية شهدها لبنان منذ الحرب 1975 - 1990 إلى انخفاض قيمة العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي وتضاعف نسبة الفقر ليشمل أكثر من نصف السكان. وألقت الحكومة باللوم على حاكم البنك المركزي رياض سلامة في الأزمة، رغم أنه رفض جميع التهم.
وقال لينارزيتش إن التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي يجب أن يكون أولوية مبكرة للحكومة المقبلة.
وأعرب صندوق النقد الدولي الخميس، عن استعداده «لمضاعفة الجهود» من أجل «مساعدة لبنان والشعب اللبناني في تجاوز الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهونها» ما إن تتشكل الحكومة.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.