الهند الثانية عالمياً في عدد إصابات «كورونا»

عالم فيروسات اعتبر أن ارتفاع عدد الحالات «مقلق للغاية»

ركاب في قطار شبه خال بعد استئناف خدمات القطارات في نيودلهي (أ.ف.ب)
ركاب في قطار شبه خال بعد استئناف خدمات القطارات في نيودلهي (أ.ف.ب)
TT

الهند الثانية عالمياً في عدد إصابات «كورونا»

ركاب في قطار شبه خال بعد استئناف خدمات القطارات في نيودلهي (أ.ف.ب)
ركاب في قطار شبه خال بعد استئناف خدمات القطارات في نيودلهي (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الصحة الهندية اليوم (الاثنين) تسجيل 90 ألفاً و802 حالة إصابة جديدة بفيروس «كورونا» خلال الـ24 ساعة الماضية. وبذلك أطاحت الهند بالبرازيل، لتصبح ثاني أكثر دولة في العالم تسجيلاً لحالات الإصابة بفيروس «كورونا» بعد الولايات المتحدة الأميركية؛ حيث سجلت الهند 4.20 مليون إصابة منذ بدء تفشي الوباء، بحسب بيانات وزارة الصحة، مقارنة بـ4.12 مليون إصابة أعلنت في البرازيل و6.25 مليون في الولايات المتحدة.
كما سجلت الهند 71 ألفاً و641 وفاة، وهو عدد أقل من 126 ألفاً و203 وفيات في البرازيل و188 ألفاً و540 وفاة في الولايات المتحدة.
وذكرت شبكة «إن دي تي» الهندية أن اليوم (الاثنين) هو ثاني يوم على التوالي تسجل فيه الهند حالات إصابة يومية تتجاوز 90 ألف حالة؛ لكن العديد من الخبراء يشيرون إلى أن الهند لا تجري فحوصات لعدد كافٍ من الأشخاص بينما لا يتم تسجيل العديد من الوفيات بشكل مناسب، ما يعني أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير من تلك المعلنة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
ومنذ أغسطس (آب)، سجل البلد الذي يبلغ عدد سكانه 1.3 مليار نسمة، ويضم بعض مدن العالم الأكثر كثافة سكانية، أعلى زيادات يومية في عدد الإصابات في العالم. وارتفع عدد الإصابات إلى أكثر من أربعة ملايين السبت، بعد 13 يوماً فقط على بلوغه ثلاثة ملايين.
وأفاد عالم الفيروسات شهيد جميل الذي يرأس تحالف «ويلكام تراست - دي بي تي إنديا أليانس» وهي مؤسسة خيرية مستقلة تمول أبحاث الصحة وعلوم الطب الحيوي في الهند، بأن العامل الأساسي يكمن في معدل ارتفاع عدد الإصابات والذي وصفه بأنه «مقلق للغاية».
وقال جميل لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «على مدى الأسبوعين الماضيين... ارتفع المعدل من نحو 65 ألف إصابة في اليوم إلى نحو 83 ألفاً، وهي زيادة بنحو 27 في المائة في غضون أسبوعين، أو ما يعادل 2 في المائة كل يوم».
وتجري الهند فحوصات بمعدل أكثر من عشرة ملايين شخص يومياً وتخطط لزيادة العدد. وعدل «المجلس الهندي للأبحاث الطبية»، وهو الوكالة العلمية التي تدير الاستجابة الحكومية للأزمة، معايير إجراء الفحوص الجمعة، ليصبح الأمر متاحاً لأي شخص دون الحاجة للحصول على رسالة طبية. وأشار جميل إلى أن الخطوة تأخرت قائلاً: «سيكشف ذلك عن مزيد من الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض، والذين يعدون المصدر الحقيقي لهذا التفشي في الهند. يجب أن تُجرى مزيد من الفحوص في المناطق الريفية والقرى، إذ إن أكثر من ثلثي الحالات تأتي من هناك».
وعلى الرغم من التحذيرات من احتمال تحولها إلى الأولى عالمياً لجهة عدد الإصابات، تعيد الهند فتح اقتصادها الذي تضرر بشكل كبير جراء الوباء.
وتراجع الناتج الاقتصادي بنسبة تاريخية بلغت 23.9 في المائة بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران).
واليوم (الاثنين)، عادت حركة القطارات السريعة في المدن الرئيسية بما فيها نيودلهي (التي تعد بين المدن الأكثر تضرراً بالوباء إلى جانب بومباي) بعد توقف دام نحو ستة شهور. ويتم ترك مقعد خالٍ بين راكب وآخر بعد قياس درجات حرارتهم.
وسجلت نيودلهي التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة 3256 إصابة جديدة أمس (الأحد)، في أعلى حصيلة يومية تعلنها منذ 73 يوماً. كما كانت هذه هي المرة الأولى التي تتجاوز الإصابات عتبة 3000 خلال الفترة الحالية.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الاحترار يتخطى عتبة 1.5 درجة مئوية في 2023 و2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

الاحترار يتخطى عتبة 1.5 درجة مئوية في 2023 و2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)

تجاوز الاحترار خلال العامين الأخيرين في المتوسط عتبة 1.5 درجة مئوية التي حدّدتها اتفاقية باريس، ما يؤشر إلى ارتفاع مستمر في درجات الحرارة غير مسبوق في التاريخ الحديث، بحسب ما أفاد، الجمعة، مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي. وكما كان متوقعاً منذ أشهر عدة، وأصبح مؤكَّداً من خلال درجات الحرارة حتى 31 ديسمبر (كانون الأول)، يُشكّل 2024 العام الأكثر حرّاً على الإطلاق منذ بدء الإحصاءات سنة 1850، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي. ومن غير المتوقع أن يكون 2025 عاماً قياسياً، لكنّ هيئة الأرصاد الجوية البريطانية حذّرت من أن هذه السنة يُفترض أن تكون من الأعوام الثلاثة الأكثر حراً على الأرض.

اتفاقية باريس

وسنة 2025، العام الذي يعود فيه دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، يتعيّن على الدول أن تعلن عن خرائط الطريق المناخي الجديدة، التي تُحَدَّث كل خمس سنوات في إطار اتفاقية باريس. لكن خفض انبعاث الغازات الدفيئة المسبّبة للاحترار يتعثر في بعض الدول الغنية؛ إذ لم تستطع الولايات المتحدة مثلاً خفض هذا المعدّل سوى بـ0.2 في المائة في العام الماضي، بحسب تقرير «كوبرنيكوس». ووفق المرصد، وحده عام 2024 وكذلك متوسط عامي 2023 و2024، تخطى عتبة 1.5 درجة مئوية من الاحترار، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، قبل أن يؤدي الاستخدام المكثف للفحم والنفط والغاز الأحفوري إلى تغيير المناخ بشكل كبير.

احترار المحيطات

خلف هذه الأرقام، ثمّة سلسلة من الكوارث التي تفاقمت بسبب التغير المناخي؛ إذ طالت فيضانات تاريخية غرب أفريقيا ووسطها، وأعاصير عنيفة في الولايات المتحدة ومنطقة البحر الكاريبي. وتطال الحرائق حالياً لوس أنجليس، وهي «الأكثر تدميراً» في تاريخ كاليفورنيا، على حد تعبير الرئيس جو بايدن.

قال علماء إن عام 2024 كان أول عام كامل تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة (أ.ب)

اقتصادياً، تسببت الكوارث الطبيعية في خسائر بقيمة 320 مليار دولار في مختلف أنحاء العالم خلال العام الماضي، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن شركة «ميونيخ ري» لإعادة التأمين. من شأن احتواء الاحترار عند عتبة 1.5 درجة مئوية بدلاً من درجتين مئويتين، وهو الحد الأعلى الذي حدّدته اتفاقية باريس، أن يحدّ بشكل كبير من عواقبه الأكثر كارثية، بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي. وتقول نائبة رئيس خدمة التغير المناخي (C3S) في «كوبرنيكوس»، سامانثا بيرجس: «إنّ كل سنة من العقد الماضي كانت أحد الأعوام العشرة الأكثر حرّاً على الإطلاق».

ويستمرّ الاحترار في المحيطات، التي تمتصّ 90 في المائة من الحرارة الزائدة الناجمة عن الأنشطة البشرية. وقد وصل المتوسّط السنوي لدرجات حرارة سطح المحيطات، باستثناء المناطق القطبية، إلى مستوى غير مسبوق مع 20.87 درجة مئوية، متجاوزاً الرقم القياسي لعام 2023.

«النينيا»

التهمت حرائق غابات الأمازون في شمال البرازيل سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

بالإضافة إلى التأثيرات المباشرة لموجات الحرّ البحرية على الشعاب المرجانية أو الأسماك، يُؤثّر الاحترار الدائم للمحيطات على التيارات البحرية والجوية. وتطلق البحار التي باتت أكثر احتراراً مزيداً من بخار الماء في الغلاف الجوي، مما يوفر طاقة إضافية للأعاصير أو العواصف. ويشير مرصد «كوبرنيكوس» إلى أن مستوى بخار الماء في الغلاف الجوي وصل إلى مستوى قياسي في عام 2024؛ إذ تجاوز متوسطه لفترة 1991 - 2020 بنحو 5 في المائة. وشهد العام الماضي انتهاء ظاهرة «النينيو» الطبيعية التي تتسبب بالاحترار وبتفاقم بعض الظواهر المتطرفة، وبانتقال نحو ظروف محايدة أو ظاهرة «النينيا» المعاكسة. وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حذرت في ديسمبر من أنّ ظاهرة «النينيا» ستكون «قصيرة ومنخفضة الشدة»، وغير كافية لتعويض آثار الاحترار العالمي.