«الصحة» المصرية تؤكد توافر أدوية بروتوكولات «كوفيد ـ 19»

تشديد على استمرار الاستعداد للتعامل مع المصابين

مصري يلتقط صورة بعد أدائه صلاة الجمعة مع احترام الإجراءات الاحترازية في القاهرة في 28 أغسطس الماضي (أ.ف.ب)
مصري يلتقط صورة بعد أدائه صلاة الجمعة مع احترام الإجراءات الاحترازية في القاهرة في 28 أغسطس الماضي (أ.ف.ب)
TT

«الصحة» المصرية تؤكد توافر أدوية بروتوكولات «كوفيد ـ 19»

مصري يلتقط صورة بعد أدائه صلاة الجمعة مع احترام الإجراءات الاحترازية في القاهرة في 28 أغسطس الماضي (أ.ف.ب)
مصري يلتقط صورة بعد أدائه صلاة الجمعة مع احترام الإجراءات الاحترازية في القاهرة في 28 أغسطس الماضي (أ.ف.ب)

أكدت وزارة الصحة المصرية، أمس، «توافر أدوية بروتوكولات علاج فيروس (كورونا المستجد) لحالات (العزل المنزلي)»، لافتة إلى أنه «لا حاجة لتهافت المصريين على تخزين وشراء الأدوية، وهيئة الدواء المصرية تتولى توفير الأدوية المطلوبة أولاً بأول لمن يحتاج إليها». في حين شددت الحكومة المصرية على «ضرورة الاستمرار في رفع درجة الاستعداد الكامل للتعامل مع مصابي (كورونا المستجد)».
يأتي هذا في وقت أعلنت وزارة الصحة المصرية في أحدث إفادة لها مساء أول من أمس، عن «خروج 890 متعافياً من المستشفيات، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 76305 حالات»، مشيرة إلى أنه «تم تسجيل 157 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها للفيروس، و16 حالة وفاة جديدة». وتؤكد «الصحة» على «رفع استعداداتها في ربوع البلاد ومتابعة الموقف بشأن الفيروس، واتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية».
من جهته، اطمأن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري أمس، على موقف توفير الأدوية الخاصة ببروتوكولات علاج «كورونا المستجد». وجدد مدبولي «التأكيد على أنه يتابع بشكل دوري الجهود المبذولة لتوفير الأدوية المطلوبة، ضمن البروتوكولات المحددة من وزارة الصحة، لمواجهة الفيروس مع الجهات المختصة، لتأمين احتياجات المواطنين من هذه الأدوية».
فيما أشار الدكتور حسام المصري، المستشار الطبي لرئيس مجلس الوزراء، إلى أن أمانة الشؤون الطبية قامت بالمتابعة والتنسيق مع الدكتور تامر عصام، رئيس هيئة الدواء المصرية، بشأن الجهود المبذولة من الهيئة خلال أغسطس (آب) الماضي لتوفير جميع المستحضرات الدوائية الخاصة ببروتوكولات علاج الفيروس، والتي تم إتاحتها عن طريق عدد من الشركات المختلفة»، لافتاً إلى «توافر العقاقير لسد احتياجات السوق المحلية لمصابي الفيروس».
إلى ذلك، شدد رئيس الوزراء المصري خلال متابعته أمس، جهود «منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة» على «ضرورة الاستمرار في رفع درجة الاستعداد، لاستقبال اتصالات وشكاوى واستغاثات مصابي الفيروس، والتنسيق مع وزارتي الصحة والسكان، والتعليم العالي والبحث العلمي، لتقديم الخدمة الطبية المطلوبة، خاصة في ظل عودة أعداد المصابين للارتفاع». ووجه رئيس الوزراء المصري «الشكر لجميع أفراد الأطقم الطبية».
من جانبه، قال الدكتور طارق الرفاعي، مدير «منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة» أمس، إن «المنظومة تلقت أكثر من 8 آلاف شكوى واستغاثة وطلباً في مجال الصحة خلال أغسطس الماضي، حيث تم فحصها جميعاً وتصنيفها وتوجيهها للجهات، بالتنسيق مع قيادات وزارتي الصحة والسكان، والتعليم العالي والبحث العلمي، والمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، والجامعات المصرية، لسرعة اتخاذ اللازم بشأنها»، لافتاً إلى أن «(منظومة الشكاوى) استمرت للشهر الخامس في تلقي بلاغات وشكاوى المواطنين المشتبه بإصابتهم بفيروس (كورونا المستجد)، وكذلك المرضى المؤكد إصابتهم، بعد عمل الفحوصات والتحاليل الطبية، حيث تلقت المنظومة ما يقرب من ألفي بلاغ وشكوى خلال الشهر»، موضحاً أن «احتياجات أصحاب هذه الشكاوى والبلاغات تنوعت ما بين (توفير عناية مركزة للعزل، والغسيل الكلوي، وعلاج ذوي الأمراض المزمنة من المصابين بالفيروس».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».