Berlin Alexanderplatz
- إخراج: برهان قرباني
- ألمانيا | النوع: دراما اجتماعية - عصابات (2020)
- (جيد)
بعد عدّة اقتباسات لرواية ألفرد دوبلين «برلين ألكسندربلاتز» يتصدّى لها المخرج برهان قرباني موفّراً هذه الدراما الألمانية الصلبة من وجهة نظر أجنبية. هي ألمانية لأنها من جذور المجتمع الألماني، كما روايات الطيب صالح، مثلاً، من جذور المجتمع السوداني.
من المثير للملاحظة أن الرواية تمتعت بالقدرة على معالجتها من زوايا متعددة. بالنسبة للراحل رينر فرنر فاسبيندر، الذي صوّرها سينمائياً في 14 حلقة تلفزيونية، هي مناسبة لا للحديث عن أحداثها وسردها فقط، بل للاهتمام بالجانب الجنسي الذي توحي به الرواية في أكثر من مكان وأهمها الجاذبية القائمة بين بطلي الفيلم فرانز بايبركوف وراينهولد. في نسخة فيليب جوتزي وتلك التي أخرجها جوليان لورنز سنة 2007. فإن الاهتمام الأول والسائد هو سرد الحكاية كما كُتبت.
هنا يختلف الوضع مجدداً. رؤية قرباني تبدو تعليقاً على سوء الوضع مجتمعيا وأخلاقياً. وصف ليس من السهل إطلاقه على بلد صناعي متقدم مثل ألمانيا، باستثناء أن قرباني ليس طارئاً بل هو من لُحمة هذا المجتمع إذ تربى ودرس وعمل فيه.
يحمل الفيلم الجديد الروح الملحمية للرواية عارضاً حياة المهاجر الأفريقي المهاجر الذي يعيش بلا أوراق ثبوتية في المدينة الكبيرة. نراه محمّلاً بشعور الذنب كونه أخفق في إنقاذ حياة فتاة من الغرق ذات مرّة. علاقة المشهد الأول (الذي يتكرر مرتين أو ثلاثة لاحقاً) بما يحدث مع فرنسيس (قبل أن يغير اسمه إلى فرانز) ليست موجودة لتحليلها بل لتوظيفها كما هي بصرف النظر عن دواعيها باستثناء إعلانه (وإعلان التعليق الصوتي أكثر من مرّة) بأن أقسم على أن يعيش في حياة مستقيمة.
لكن العيش في القاع لا يساعد أحداً على البقاء مستقيماً. وما إن يلتقي بشاب (أبيض) اسمه راينهولد، حتى يتحوّل إلى التجارة بالمخدرات لينجز حلم الثراء الذي داعبه طويلاً. النهاية مأسوية له ولسواه والفيلم يلجأ إلى فيلم العصابات أكثر مما هو دراسة اجتماعية. وفي الثلث الأخير منه يتبدّى الضعف الذي كان تسلل بوضوح إلى العمل فجعله مجرد سرد يحفر في المكان ذاته معظم الوقت.
شاشة الناقد: Berlin Alexanderplatz
شاشة الناقد: Berlin Alexanderplatz
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة