إردوغان يفقد شعبيته وانشقاق في حزب داود أوغلو

استطلاع كشف عن منافسين جدد وفوز بفارق ضئيل

TT

إردوغان يفقد شعبيته وانشقاق في حزب داود أوغلو

كشف أحدث استطلاعات الرأي حول الشخصيات المرشحة لمنافسة الرئيس رجب طيب إردوغان على رئاسة تركيا عن تراجع كبير في شعبيته. وفي الوقت ذاته وقع انشقاق كبير ومبكر في حزب «المستقبل» المعارض الذي أسسه رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو. وأظهر استطلاع للرأي، أجرته شركة «أوبتيمار» التركية في الفترة مبين 10 و12 أغسطس (آب) الحالي، حول الشخصية المرشحة لمنافسة إردوغان في الانتخابات الرئاسية حال إجرائها الآن بدلا عن موعدها المحدد في 2023، منافسين جددا للرئيس التركي من صفوف المعارضة إلى جانب شخصيات سياسية أخرى، يتقدمهم رئيسا بلديتي إسطنبول وأنقرة من صفوف حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، أكرم إمام أوغلو ومنصور ياواش، إضافة إلى المرشح الرئاسي السابق عن الشعب الجمهوري محرم إينجه والرئيس السابق عبد الله غل والزعيم الكردي الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية (السجين حاليا) صلاح الدين دميرطاش. بينما غاب رؤساء الأحزاب السياسية عن المنافسة.
وبحسب الاستطلاع، الذي شارك فيه 2121 شخصا من 26 ولاية من بين ولايات تركيا الإحدى والثمانين، كان السؤال الموجه للمشاركين: «إذا كانت هناك انتخابات اليوم، فهل ستعطون أصواتكم للرئيس رجب طيب إردوغان؟». أجاب 40.1 في المائة من المشاركين بأنهم سيصوتون له، بينما قال 45.1 في المائة إنهم لن يصوتوا له، فيما أشار 14.8 في المائة إلى أنهم لم يحسموا موقفهم بعد.
وأوضح الاستطلاع أن أكثر المنافسين قوة لإردوغان في الجولة الأولى من الانتخابات هما رئيسا بلديتي إسطنبول أكرم إمام أوغلو وأنقرة منصور ياواش. وأنه في حال التوجه إلى جولة إعادة بين إردوغان وأكرم إمام أوغلو سيحصل إردوغان على 45.1 في المائة وإمام أوغلو على نسبة 36.8 في المائة. بينما قال 18.1 في المائة إنهم لم يحسموا رأيهم لمن يصوتون في جولة الإعادة.
وفي حال كانت جولة الإعادة بين إردوغان وياواش، فسيحصل إردوغان على 44.5 في المائة وياواش على 36.7 في المائة و18.8 في المائة لم يحسموا خيارهم. أما إذا كانت جولة الإعادة بين إردوغان والمرشح الرئاسي السابق محرم إينجه، فإن إردوغان سيحصل على 44.5 في المائة وإينجه على 33.5 في المائة مع 22 في المائة لم يحسموا خيارهم.
وأظهر الاستطلاع أن الرئيس السابق عبد الله غل سيحصل على 21.3 في المائة ضد إردوغان في جولة الإعادة مقابل 44.3 في المائة لإردوغان، بينما تصل نسبة المترددين إلى ما يقرب من 35 في المائة. وفي حال أجريت الإعادة بين إردوغان والرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية صلاح الدين دميرطاش، سيحصل الأول على 52.7 في المائة والثاني على 16.9 في المائة مع وجود 30.4 في المائة لم يحسموا خيارهم. في سياق متصل، شهد حزب «المستقبل» الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، استقالة جماعية مفاجئة، حيث قدم رئيس فرع الحزب في العاصمة أنقرة وجميع الأعضاء في مختلف أحيائها، والذين بلغ عددهم الإجمالي ألف عضو، بينهم هاكان كليتش، أحد مؤسسي الحزب، استقالتهم في انشقاق مبكر ضرب الحزب الجديد. وقال كليتش، في بيان، إنهم «استقالوا بسبب البرنامج والممارسات التي لا تمتثل للمبادئ الأساسية للحزب... وإنهم ينتقدون رئيس الجمهورية (إردوغان)، لكن دون شفافية أو أخلاق سياسية أو أي استناد للعدالة والقانون». وأضاف البيان أن «أصحاب الحق لم يتمكنوا من الحصول على حقوقهم، فلم يقدم الحزب أي اعتبار لقيم الشعب، ولا حتى للعدالة وابتعد عن الأخلاق». وتابع: «قبلت مهمة رئاسة الحزب في ولاية أنقرة التي أوكلت إلى في 8 يناير (كانون الثاني) الماضي، معتقدا أن سياسة حزب المستقبل مبنية على الكفاءة والجدارة والعدالة والأخلاق، ومع ذلك، خلال فترة الثمانية أشهر التي عملت فيها، رأيت أنه ابتعد عن هذه المبادئ».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.