كمين عراقي يحبط تسلل عشرات «الدواعش» السوريين

TT

كمين عراقي يحبط تسلل عشرات «الدواعش» السوريين

أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق إلقاء القبض على 31 شخصاً سورياً بحوزتهم متفجرات كانوا ينوون دخول الأراضي العراقية من الجانب السوري. وقال بيان للخلية أمس إنه «من خلال المتابعة والتدقيق، ووفقاً لمعلومات استخبارية استباقية دقيقة، وبعد نصب كمين محكم، القوات الأمنية ضمن قاطع الفوج الثاني في لواء المشاة 66 بالفرقة العشرين في الجيش العراقي، تمكنت ليلة الخميس من رصد 31 شخصاً جميعهم يحملون الجنسية السورية خلال عبورهم الشريط الحدودي قادمين من منطقة الرقة إلى الأراضي العراقية». وأضاف البيان أنه «تم إلقاء القبض عليهم جميعاً وتسليمهم إلى الجهات المختصة لإكمال أوراقهم التحقيقية وعرضهم على القضاء».
ووفقا لمسؤول أمني عراقي فإن «العملية تمت بنجاح بعد أن توفرت معلومات استخبارية أن هناك نية لتسلل أشخاص عبر الشريط الحدودي العراقي - السوري من منطقة أم جريص». وأضاف المسؤول الأمني لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته أن «القوة المسلحة التي تولت المهمة أطبقت عليهم جميعا وعددهم 31 شخصا يحملون جميعهم الجنسية السورية» مشيرا إلى أنه «تم ضبط مواد ومتفجرات معهم وقد تم اعتقالهم مع مبرزاتهم الجرمية وتمت إحالتهم إلى الجهات المسؤولة لمعرفة دوافع كل واحد منهم ومن أرسلهم وما هي وجهتهم وتفاصيل خلفياتهم وما هي أهدافهم التي يخططون لها لا سيما أنهم يحملون مواد متفجرة». وتعد هذه أكبر عملية تسلل يقوم بها عناصر من تنظيم داعش من سوريا إلى العراق.
وفي نينوى أعلنت قيادة العمليات هناك عن اتخاذ إجراءات للحد من عمليات التسلل بين العراق وسوريا. وقال قائد عمليات نينوى اللواء الركن جبار الطائي، إن «هنالك عدة إجراءات متبعة لمنع تسلل الإرهابيين عبر الحدود السورية العراقية، وتضييق الخناق عليهم تتمثل بإحكام السيطرة على الساتر الحدودي المشترك بين العراق وسوريا، وتحسين الخندق الذي يمنع حركة المرور عبر الحدود، فضلا عن وجود نقاط حراسة تتمثل بقطعات الجيش التي تمسك الحدود ضمن قاطع المسؤولية من منطقة تل صفوف شمالا إلى قرية جلبارات، إضافة إلى وجود كمائن ودوريات تغطي المنطقة ليلا». وأشار إلى «إمكانية مراقبة الحدود عبر الكاميرات المنتشرة على طول المنطقة الحدودية ضمن قاطع المسؤولية، فضلا عن طلب الاستعانة بالقوة الجوية العراقية التي تقوم بإسناد استطلاعي خاصة خلال ساعات الليل». ولفت، إلى أن «القيادة تتعامل مع المتسللين وفق قرارات القضاء، فهنالك متسللون محكومون وفق المادة 4 إرهاب، فالقانون يأخذ مجراه معهم، أما القسم الآخر من المتسللين فيتم عرضهم على القضاء لينالوا جزاءهم العادل».
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أن القوات الأميركية باقية لفترة طويلة في العراق وسوريا للتصدي لنفوذ إيران. وأشار الجنرال كينيث ماكنزي إلى تواجد طويل الأمد للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» لمواجهة النفوذ الإيراني في العراق وسوريا. وأضاف القائد العسكري الأميركي أن «مستويات القوات الأميركية في العراق وسوريا ستنخفض على الأرجح في الأشهر المقبلة لكنه لم يتلق أوامر بعد ببدء سحب القوات».
في سياق ذلك، تحدث النائب في البرلمان العراقي عن تحالف الفتح حسن شاكر عن وجود وثيقة سرية تتيح بقاء القوات الأميركية في العراق بين 20 إلى 28 سنة. ويعد تحالف الفتح بزعامة هادي العامري أحد أبرز المناوئين للوجود الأميركي في العراق والمطالبين بانسحاب غير مشروط للقوات الأميركية من العراق. وقال شاكر في تصريح إن «بقاء الوجود الأميركي في العراق مرفوض وقرار مجلس النواب حياله واضح وثابت»، مضيفا: «قبلنا أن يكون خروج تلك القوات على مراحل تنطلق مع بداية عام 2021». وأضاف «لكن هناك أمرا في غاية الأهمية كشف مؤخرا وهو أن الحوار الاستراتيجي الذي حصل بين بغداد وواشنطن (خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي) تمخض عن اتفاق غير معلن ومدون في وثيقة بوزارة الخارجية تتيح بقاء القوات الأميركية من 20 إلى 28 سنة في البلاد».


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».