بدء مشاورات تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة

رئيس الوزراء ناقش مع «الانتقالي» الأولويات والتحديات

رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك لدى لقائه المجلس الانتقالي في مستهل مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك لدى لقائه المجلس الانتقالي في مستهل مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة (سبأ)
TT

بدء مشاورات تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة

رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك لدى لقائه المجلس الانتقالي في مستهل مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك لدى لقائه المجلس الانتقالي في مستهل مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة (سبأ)

ناقش رئيس الوزراء اليمني المكلف، الدكتور معين عبد الملك، مع ممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي أولويات الحكومة الجديدة، والتركيز في تشكيلها على ذوي الكفاءات والخبرات المشهودة.
جاء ذلك خلال لقاء جمعهم بالرياض اليوم (الخميس)، في مستهل بدء المشاورات مع المكونات السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة، ووضع الخطوط العريضة لأولويات مهامها في جوانب الإصلاحات، وتوحيد الصف الوطني في معركته المصيرية لإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، واستعادة الدولة، وإنقاذ الاقتصاد، وتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة.
وشدّد اللقاء على أن تستوعب أولويات الحكومة اليمنية الجديدة التحديات القائمة في الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية والخدمية والاقتصادية، في ضوء المستجدات والأزمات المركبة الراهنة، وأهمية إجراء إصلاحات هادفة ومستدامة، وتجفيف منابع الفساد، وتفعيل مؤسسات الدولة للقيام بواجباتها تجاه السكان.
وأكد أهمية استكمال مشاورات تشكيل الحكومة اليمنية، وفق المدة الزمنية المحددة في آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض، وتنفيذ الشق العسكري والأمني وفق الجدول الزمني، برعاية السعودية، في إطار جهودها المستمرة لتقريب وجهات النظر والتركيز على معركة اليمن والعرب المصيرية في إنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في السلام والاستقرار والازدهار.
ونُوقشت خلال اللقاء أيضاً الإجراءات الواجب تنفيذها للتعامل مع التحديات الاقتصادية الراهنة، وفي مقدمتها وقف تدهور سعر صرف العملة الوطنية، وانعكاسات ذلك على حياة ومعيشة المواطنين، وتصحيح جوانب الاختلالات، وضبط الإيرادات العامة، وكذا الوضع الإنساني ومواجهة جائحة كورونا، وتحسين الخدمات الأساسية.
وأطلع رئيس الوزراء اليمني ممثلي المجلس الانتقالي على مجمل التحديات ورؤيته للتعامل معها، وفق مبدأ الأولويات العاجلة، التي تراعي تحقيق إنجازات سريعة وملموسة، تنعكس بشكل مباشر على تحسين معيشة السكان.
وقال معين عبد الملك إن هذه المشاورات ليس الهدف منها فقط تشكيل الحكومة الجديدة، بل رسم خططها وأولوياتها، بما يستجيب لتطلعات المواطنين اليمنيين، الذين يعلقون آمالاً عريضة على بدء صفحة جديدة يشترك فيها الجميع دون إقصاء أو تهميش.
من جهتهم، أكد ممثلو المجلس الانتقالي حرصهم على أن تكون حكومة الكفاءات فاعلة وقادرة على القيام بمهامها، معربين عن ثقتهم في قدرة رئيس الوزراء على تجاوز التعقيدات الراهنة وتحقيق إنجازات ملموسة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.