ضغوط إسرائيلية لتصنيف هيئات شؤون الأسرى الفلسطينيين «إرهابية»

أهالي الأسرى الفلسطينيين اعتصموا الثلاثاء أمام مقر «الصليب الأحمر» في طولكرم (وفا)
أهالي الأسرى الفلسطينيين اعتصموا الثلاثاء أمام مقر «الصليب الأحمر» في طولكرم (وفا)
TT

ضغوط إسرائيلية لتصنيف هيئات شؤون الأسرى الفلسطينيين «إرهابية»

أهالي الأسرى الفلسطينيين اعتصموا الثلاثاء أمام مقر «الصليب الأحمر» في طولكرم (وفا)
أهالي الأسرى الفلسطينيين اعتصموا الثلاثاء أمام مقر «الصليب الأحمر» في طولكرم (وفا)

توجه عدد من أقطاب اليمين السياسي في إسرائيل والولايات المتحدة إلى كل من الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، بطلب لتصنيف «هيئة شؤون الأسرى» و«نادي الأسير» وغيرهما من الجمعيات التي تهتم بالأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، تنظيمات إرهابية.
وقد جاء هذا التوجه في رسائل مباشرة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن، وإلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع بيني غانتس، في تل أبيب. وبادر إلى الحملة تنظيم إسرائيلي يميني معروف بمتابعته المنشورات والنشاطات الفلسطينية الرسمية والإعلامية والشعبية، يدعى «نظرة إلى الساحة الفلسطينية (PMW)»، الذي يعمل منذ أكثر من 30 عاماً ضد منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، بدعوى أنهما تديران سياسة ونهجاً وممارسات معادية لليهود ومناصرة للإرهاب.
وتحاول المنظمة اليمينية تجنيد مجموعات في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في هذا النشاط. ويعدّ هذا التنظيم رائداً في المعركة ضد دفع رواتب لعائلات الشهداء الفلسطينيين والأسرى وعائلاتهم، بدعوى أن هذه الرواتب تشكل تشجيعاً مباشراً للإرهاب. وقد تبنت الحكومة الإسرائيلية، سابقاً، هذا التوجه، وقررت بناء عليه خصم قيمة هذه الرواتب من أموال الضرائب الفلسطينية، فانفجرت أزمة بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، رفضت في أعقابها وزارة المالية الفلسطينية تسلم بقية مبلغ الضرائب.
والخطوة الجديدة في هذه الحملة قام بها عضو الكونغرس الأميركي، داغ لامبورن، رئيس اللوبي الإسرائيلي في الكونغرس وكذلك في الحزب الجمهوري. وقد توجه إلى الرئيس ترمب طالباً أن يفرض إجراءات عقابية على قادة السلطة الفلسطينية الذين ينشطون في هيئات الأسرى، أو الدوائر التي تهتم بدفع الرواتب لعائلات الشهداء والأسرى. وعلى أثر هذه الخطوة انتظمت مجموعة من أعضاء الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي من أحزاب اليمين وحتى من حزب الوسط «كحول لفان»، وتوجهوا بالمثل إلى نتنياهو وغانتس قائلين إنه «لا يعقل أن يطلب أميركيون من رئيسهم معاقبة القادة الفلسطينيين ولا يكون هناك إجراء إسرائيلي ضدهم». وجاء في رسالتهم: «يجب أن توضح إسرائيل أنها لن تحتمل أي دعم من السلطة الفلسطينية للإرهاب».
وقد وقع على الرسالة النواب: متان كهانا من اتحاد أحزاب اليمين «يمينا»، وعوديد فورر من حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، وأليعيزر شتيرن، من حزب «كحول لفان»، وعدد من قادة التنظيمات اليمينية، بينها التنظيم المذكور أعلاه وتنظيم «العائلات الثكلى». وقال النواب البرلمانيون إنهم سيطرحون الموضوع على جدول أعمال الكنيست في القريب. ولم يعقب نتنياهو وغانتس على الموضوع ولم يكشفا عن كيف سيتعاملان مع طلب فرض عقوبات على القادة الفلسطينيين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.