الوباء يتمدد عالمياً... ووفياته تتجاوز 700 ألف

مدن أوروبية توسّع فرض ارتداء الكمامات للحد من الموجة الثانية

رئيس الوزراء الفرنسي يتحدث إلى طاقم طبي في مدينة ليل الاثنين (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الفرنسي يتحدث إلى طاقم طبي في مدينة ليل الاثنين (أ.ف.ب)
TT

الوباء يتمدد عالمياً... ووفياته تتجاوز 700 ألف

رئيس الوزراء الفرنسي يتحدث إلى طاقم طبي في مدينة ليل الاثنين (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الفرنسي يتحدث إلى طاقم طبي في مدينة ليل الاثنين (أ.ف.ب)

يواصل وباء «كوفيد - 19» تمدده حول العالم، بعد أكثر من 7 أشهر على رصد أول إصابة مؤكدة في مدينة ووهان الصينية. وتقترب حصيلة الإصابات من 19 مليوناً، فيما تجاوز عدد الوفيات 700 ألف شخص. وتسجل كل من الولايات المتحدة والبرازيل والهند والمكسيك أعلى حصيلة وفيات في العالم، في الوقت الذي تستعد فيه أوروبا لمواجهة موجة تفشي جديدة. ووفقاً لوكالة رويترز، التي استندت إلى بيانات من الأسبوعين الماضيين، يتوفى 5900 شخص في المتوسط كل 24 ساعة، نتيجة الإصابة بمرض «كوفيد - 19». ويعني ذلك وفاة 247 شخصاً كل ساعة، أو شخص واحد كل 15 ثانية.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن تفشي فيروس كورونا تحت السيطرة في الولايات المتحدة، التي تجاوز عدد الوفيات فيها 155 ألف شخص في ظل استجابة غير منظمة لأزمة صحة عامة عجزت عن الحد من ارتفاع عدد الحالات. وقد رصدت البلاد 1300 وفاة خلال 24 ساعة جراء الوباء. وقال الرئيس الأميركي في مقابلة مع موقع «أكسيوس» الإخباري: «إنهم يموتون، هذا صحيح... الوضع كذلك بالفعل، لكن هذا لا يعني أننا لا نبذل كل ما بوسعنا. الأمر تحت السيطرة بأفضل ما يمكن، إنه وباء مروع».
وفي البرازيل، قلّل الرئيس جايير بولسونارو من خطورة الجائحة وعارض إجراءات الإغلاق، على الرغم من إصابته وعدد من وزراء حكومته بالفيروس. ووصلت الجائحة إلى أميركا اللاتينية على نحو أبطأ من بقية أنحاء العالم. لكن المسؤولين يكافحون للسيطرة على الفيروس منذ تفشيه هناك، في ظل الفقر وازدحام المدن في منطقة يبلغ تعداد سكانها نحو 640 مليون نسمة. وسجّلت دول في أنحاء أخرى من العالم، تم فيها الحد من انتشار الفيروس، زيادات يومية قياسية في الحالات الجديدة، ما يشير إلى أن المعركة لم تنتهِ بعد.
ورصدت أستراليا واليابان وهونغ كونغ وبوليفيا والسودان وإثيوبيا وبلغاريا وبلجيكا وأوزبكستان وإسرائيل ارتفاعات قياسية في حالات الإصابة في الأيام القليلة الماضية. كما أعلنت أستراليا عدداً قياسياً من الوفيات الجديدة، أمس (الأربعاء)، لترتفع الحصيلة الإجمالية هناك إلى 247 شخصاً.
تأهب أوروبي
من جهتها، وفي مسعى لاحتواء موجة ثانية، تفرض مزيد من المدن الأوروبية وضع الكمامات لمواجهة انتشار وباء «كوفيد - 19» في الأماكن العامة المفتوحة منها والمغلقة؛ خصوصاً في فرنسا المهددة بانتشار لا يمكنه ضبطه لفيروس كورونا المستجد. وأصبح وضع الكمامة إلزاميا اعتباراً من يوم أمس، حتى في الهواء الطلق في أكثر المناطق ازدحاماً في مدينة تولوز، الواقعة في جنوب غربي فرنسا. كما سيفرض هذا التدبير قريباً في باريس ومدن أخرى، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وتبدو الحكومة الفرنسية في حالة توتر مع تحذير المجلس العلمي الذي يقدم النصائح للسلطات في التعامل مع الأزمة، الثلاثاء، من «الاحتمال الكبير لموجة ثانية من الوباء في الخريف أو الشتاء». وفي تقييم أعده للحكومة، حذّر المجلس من أن «الفيروس ينتشر بشكل أنشط، بالتزامن مع تراجع في تدابير الالتزام بالتباعد الاجتماعي والقيود». وقال إن «التوازن هشّ ويمكن أن يتغير المسار في أي وقت إلى سيناريو أقل قابلية للضبط كما حدث في إسبانيا مثلاً».
بدورها، فرضت هولندا وضع الكمامات اعتباراً من يوم أمس في «الحي الأحمر» الشهير في أمستردام، كما في الأحياء التجارية في روتردام. وقررت الحكومة الآيرلندية، من جانبها، تأجيل المرحلة الأخيرة من رفع الإغلاق، التي تشمل إعادة فتح جميع الحانات والفنادق. كما ألزمت ارتداء الكمامة في المتاجر ومراكز التسوق اعتباراً من 10 أغسطس (آب).
أما أسكوتلندا، ففرضت إغلاقاً جديداً على سكان أبردين، شمل إغلاق الحانات والمطاعم في هذه المدينة التي تضم 230 ألف نسمة، وكذلك فرض قيود على التنقلات بعد ظهور بؤرة ضمت 54 إصابة بـ«كوفيد - 19». وقالت رئيسة الحكومة الأسكوتلندية، نيكولا ستورجن، إن هذا الارتفاع المحلي يثير مخاوف من «انتشار كبير» للفيروس.
من جهتها، أدرجت سويسرا إسبانيا على لائحة الدول التي تتطلب العودة منها حجراً إلزامياً لمدة 14 يوماً، بسبب الاحتمال الكبير للإصابة بـ«كوفيد - 19». وأدرجت على اللائحة نفسها أيضاً باهاماس وغينيا الاستوائية ورومانيا وساو تومي أند برينسيب وسنغافورة وسان مارتن.
لقاحات في مراحل متقدمة
في غضون ذلك، تستمر الجهود لإيجاد لقاح حول العالم. فقد أعلنت شركة التكنولوجيا الحيوية الأميركية «نوفافاكس» التي تلقت 1.6 مليار دولار من واشنطن لتطوير لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، الثلاثاء، أن لقاحها التجريبي أنتج مستويات عالية من الأجسام المضادة لدى بضع عشرات من المتطوعين. كما أعلنت الحكومة الأميركية أنها قدمت استثماراً جديداً لمجموعة «جونسون أند جونسون» لمشروع تطوير لقاح من أجل شراء 100 مليون جرعة منه.
بدوره، أعلن التحالف الألماني الصيني «بيونتك - فوسون فارما» أمس بدء مرحلة تجارب سريرية لاختبار لقاح جديد ضد كورونا على 100 شخص في الصين.
من جانبها، قالت شركة مودرنا، أمس، إنه تم تسعير جرعة لقاحها التجريبي لفيروس كورونا بين 32 و37 دولاراً في المتوسط بالنسبة للتعاقدات الخاصة بالصفقات الأصغر حجماً، أي أعلى من السعر الذي حددته الصفقة الأميركية للقاح المرشح لشركة فايزر.
وقال ستيفان بانسيل، الرئيس التنفيذي لشركة مودرنا، في مؤتمر عبر الهاتف: «سنكون مسؤولين عن سعر أقل بكثير من قيمة (اللقاح) أثناء فترة الوباء»، مضيفاً أن التعاقدات ذات الحجم الأكبر سيكون سعر اللقاح فيها أقل.


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».