الحكومة اليمنية: ترحيل الحوثيين لزعماء بهائيين جريمة وانتهاك للقوانين الدولية

TT

الحكومة اليمنية: ترحيل الحوثيين لزعماء بهائيين جريمة وانتهاك للقوانين الدولية

نددت الحكومة اليمنية الشرعية بقيام الجماعة الحوثية بتهجير ستة أشخاص من زعامات الطائفة البهائية إلى خارج البلاد، ووصفت الواقعة بأنها «جريمة نفي قسري».
وكانت الجماعة المدعومة من إيران قد أقدمت قبل يومين على إجبار ستة من قادة الطائفة البهائية بينهم زعيم الطائفة حامد بن حيدرة، على مغادرة صنعاء على متن طائرة أممية بعد أن خيَّرتهم بين المكوث في السجن وترك البلاد.
وأوضح وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، أن جريمة ترحيل البهائيين لا تقل بشاعة عن جريمة اختطافهم من منازلهم وتغييبهم في المعتقلات لسنوات وتعرضهم لأبشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي ومصادرة ونهب ممتلكاتهم.
ووصف الوزير اليمني، في تصريحات رسمية، إجبار الميليشيا الحوثية أبناء الطائفة البهائية على مغادرة وطنهم بأنه «جريمة ضد الإنسانية وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية وفي مقدمها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان»، وبأنه «يعكس مستوى التضييق على المواطنين في مناطق سيطرة الجماعة على خلفية معتقداتهم الدينية».
و‏طالب الإرياني المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثها الخاص في اليمن وكل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والدفاع عن الأقليات بإدانة هذه السابقة الخطيرة، والضغط على ميليشيا الحوثي لوقف ممارساتها العنصرية ضد الأقليات الدينية وآخرها تهجير أبناء الطائفة البهائية.
كانت مصادر مطلعة في صنعاء قد أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن إطلاق سراح البهائيين الستة جاء بجهود من الأمم المتحدة، وأن الميليشيات الحوثية خيّرتهم بين البقاء في السجن ومغادرة مناطق سيطرتها، رغم أنها أصدرت عفواً عاماً عنهم قبل أربعة أشهر بمن فيهم زعيم الطائفة الذي صدر بحقه حكم بالإعدام من المحكمة الابتدائية وأيّدته شعبة الاستئناف في محكمة أمن الدولة الخاضعة للجماعة في صنعاء.
مصادر في الجامعة البهائية في اليمن ومن أسر المفرج عنهم ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن السجناء الستة: حامد بن حيدرة، ووليد عياش، وأكرم عياش، وكيفان قادري، وبديع الله سنائي، ووائل العريقي، نُقلوا من سجن المخابرات الحوثية إلى مطار صنعاء مباشرةً حيث أدارت الأمم المتحدة عبر مكتب المبعوث الأممي مارتن غريفيث ومكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان المفاوضات مع ميليشيات الحوثي لتأمين إطلاق سراحهم، حيث اشترطت الميليشيات مغادرتهم البلاد أو البقاء في السجن.
هذه المصادر قالت إن الميليشيات وقّعت المفرج عنهم الستة على إقرارات مكتوبة بأنهم طلبوا مغادرة اليمن، بمعرفة الأمم المتحدة، لأنه لم يكن أمامهم خيار سوى الخضوع لتلك المطالب أو البقاء في السجن رغم إصدار مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، قراراً بالعفو عن جميع البهائيين بمن فيهم عشرون شخصاً من الذكور والإناث يحاكَمون وهم خارج السجن.
وأكدت المصادر أن القادة البهائيين الستة نُقلوا بطائرة أممية إلى بلد ثانٍ تمهيداً لنقلهم إلى دولة أوروبية منحتهم حق اللجوء.
وفي حين رحبت الجامعة البهائية العالمية بالإفراج عن الستة السجناء دعت في بيان إلى إسقاط جميع التهم الموجهة إليهم وإلى البهائيين الآخرين المتهمين، وإعادة ممتلكاتهم، والأهم من ذلك حماية حقوق جميع البهائيين في اليمن للعيش وفق معتقداتهم دون التعرض لخطر الاضطهاد.
وكانت الميليشيات الحوثية قد أعلنت في 25 مارس (آذار) الماضي عفواً عاماً عن جميع السجناء البهائيين المحتجزين لديها، والإفراج عنهم بمن فيهم حامد بن حيدرة الذي صدر بحقه حكم بالإعدام بعد إدانته بالتخابر مع دولة أجنبية، والذي أمضى سنوات في السجن تعرض خلالها للضرب والصدمات الكهربائية، وفق تأكيد الجماعة البهائية في اليمن.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.