لم يكن خبر انسحاب المجموعة الاستثمارية التي يقودها صندوق الاستثمارات السعودية من عملية الاستحواذ على نادي نيوكاسل الإنجليزي عادياً بالنسبة لمشجعي نيوكاسل، الذين عبروا عن إحباطهم الشديد من قرار الانسحاب المؤلم بالنسبة لهم، كونهم رسموا أحلاماً كبيرة لناديهم وعشقهم في المستقبل القريب.
الصحافة البريطانية والمواقع المهتمة بالاقتصاد الرياضي بعضها أكد من خلال مصادرهم الخاصة أن المجموعة الاستثمارية كانت تخطط لضخ 250 مليون جنيه إسترليني (328 مليون دولار) إضافية للاستثمار في النادي ومحيطه في مدينته، وهو ما يعني أن النادي خسر كثيراً من هذا القرار، ومن التقلب في الآراء من جانب رابطة الدوري الإنجليزي التي كانت مترددة وغير ثابتة في مواقفها تجاه الصفقة.
وعبر مشجعون لنادي نيوكاسل يونايتد، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، عن استيائهم لانهيار صفقة استحواذ محتملة بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني (392 مليون دولار) قدمتها المجموعة الاستثمارية.
وقالت المجموعة التي يدعمها «صندوق الاستثمارات العامة السعودي»، وتضم أيضاً «بي سي بي كابيتال بارتنرز» و«روبن برازرز»، إنها سحبت اهتمامها بالاستحواذ على نادي نيوكاسل.
وأضافت: «لسوء الحظ، فإن استغراق العملية فترة طويلة في ظل الظروف الحالية وحالة عدم اليقين التي تكتنف العالم جعلت الاستثمار المحتمل خطوة غير مجدية تجارياً».
وانهيار صفقة الاستحواذ سيسمح باستمرار هيمنة رجل الأعمال البريطاني مايك آشلي، على نيوكاسل رغم معارضة الجماهير لذلك.
ورحب الكثير من عشاق نيوكاسل بصفقة الاستحواذ المحتملة، واعتبروها فرصة لإنعاش حظوظ النادي من خلال الاستثمار في شراء لاعبين جدد.
وعبر مشجعون لنادي نيوكاسل عن إحباطهم من الفترة الطويلة التي استغرقها مسؤولو الدوري الإنجليزي الممتاز في فحص ومراجعة الصفقة.
وقالت رابطة لمشجعي نيوكاسل، «تم معاملة أنصار نيوكاسل بازدراء من شريحة كبيرة من وسائل الإعلام ومسؤولي الدوري الإنجليزي خلال محاولة الاستحواذ التي لم يكتب لها النجاح. ظهر جليا أننا أقل الأطراف أهمية في عملية صنع قرار سيؤثر علينا جميعاً. نحتاج إلى إجابات».
وقالت تشي أونوراه عضو البرلمان عن حزب العمال عن منطقة وسط نيوكاسل، إنها ستجري اتصالات بمسؤولي الدوري الممتاز للحصول على إجابات.
وقالت سيدة الأعمال البريطانية أماندا ستافيلي، التي كانت ضمن المجموعة الراغبة في الاستحواذ على نيوكاسل لـ«رويترز»، إنها تشعر بأسف شديد لجماهير النادي.
وأضافت: «إنه قرار يفطر القلب»، مشيرة إلى أن استثمارات كبيرة كان سيتم إنفاقها على النادي والمنطقة.
وأضافت: «يعتصرنا الألم بسبب المشجعين. نشكر أنصار نيوكاسل كثيراً. أشكرهم شخصياً على الدعم والمساندة».
ولم يرد مسؤولو الدوري الممتاز ونيوكاسل على طلب للتعليق.
المجموعة الاستثمارية التي يقودها صندوق الاستثمارات العامة، وهو المستثمر صاحب الأغلبية، و«بي سي بي كابيتال»، و«روبين براذرز» (مجموعة المستثمرين)، بادلت مشجعي نادي نيوكاسل الحب والتقدير من خلال البيان الذي أصدرته المجموعة إذ قالت «على الرغم من تقديرنا العميق لمجتمع نيوكاسل وإدراكنا لأهمية النادي العريق، فإننا نعلن عن قرار الانسحاب من صفقة الاستحواذ على نادي نيوكاسل لكرة القدم، لقد اتخذنا هذا القرار مع كامل أسفنا؛ حيث إننا كمجموعة استثمارية كنا ملتزمين تماماً بالاستثمار في مدينة نيوكاسل، ونعتقد أنه كان بمقدورنا إعادة النادي إلى موقعه التاريخي وإنجازاته العظيمة، خصوصاً في ظل الحماس الكبير الذي يتميز به جمهور نيوكاسل ومشجعو النادي، إلا أن استمرار الإجراءات لمدة أطول من المعتاد، بخاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم اليوم والتقلبات في الاقتصاد العالمي، يجعل هذه الصفقة غير مجدية من الناحية الاستثمارية».
وأضافت المجموعة الاستثمارية: «وعليه، فإننا نود أن نوضح للجمهور عدم توصل المجموعة لحلول مجدية من الناحية الاستثمارية، فنحن كمجموعة استثمارية مستقلة تعمل على أساس تجاري واستثماري، كان محور تركيزنا هو بناء القيمة على المدى الطويل للنادي ومشجعيه والمجتمع المحلي في نيوكاسل؛ حيث ظللنا ملتزمين تجاه الصفقة والتعاون بشكل عملي مع الأطراف المعنية خلال هذه الفترة التي شهدت تحديات كبيرة للمشجعين وللنادي، على حد سواء».
وختمت المجموعة الاستثمارية: «نود أن نعبر لمشجعي وجمهور نادي نيوكاسل يونايتد عن تقديرنا لدعمهم الكبير خلال مرحلة التفاوض حول هذه الصفقة، ويؤسفنا أنها لم تكتمل على النحو المطلوب، ونتمنى لجميع أفراد فريق النادي وجمهوره كل التوفيق والنجاح».
وحسب مصادر مطلعة، فإن عدداً من الإجراءات من جانب القائمين على الدوري الإنجليزي والرابطة ساهمت في انسحاب المجموعة الاستثمارية، ففي منتصف أبريل (نيسان) الماضي وبعد نهاية عمل تقييم للمجموعة كونها أحد المُلاك الجدد في الدوري، أكد القائمون على الرابطة أنهم لم يجدوا ما يستدعى فرض الصفقة، وأن الموافقة عليها قريبة.
كما أشارت المصادر المطلعة إلى الانزعاج من جانب المجموعة الاستثمارية، بسبب تسريبات تفاصيل بعض المحادثات السرية خلال عملية التفاوض على الرغم من التأكيد الدائم من جانب الرابطة على المجموعة الاستثمارية ومُلاك نادي نيوكاسل بالسرية التامة، إلا أن التسريبات الإعلامية كانت من جانب الرابطة بصورة بعيدة عن الاحترافية.
كما أن المجموعة الاستثمارية أكدت على استقلالية الصندوق عن الدولة، وأنه كيان استثماري مستقل بذاته، وتم تقديم تأكيدات من أعلى المستويات الممكنة بخصوص ضمان عدم تدخل الدولة في إدارة شؤون النادي، وأنه تم تلبية جميع طلبات الرابطة بالرغم من عدم واقعيتها.
وقدم الصندوق المعلومات التي لم يسبق لأي مالك محتمل لنادٍ في الدوري الممتاز الإنجليزي أن تقدم به، وتم تلبية كل طلب، على نحو سريع ووافٍ.
وأضافت المصادر أنه في كل مرة كان القائمون على الدوري يرفعون سقف مطالبهم، ووجد الصندوق نفسه أمام عملية بعيدة كل البعد عن الشفافية، الأمر الذي دعا إلى اتخاذ إجراء سريع، فكانت رفضهم تحديد جدول زمني لإجراءات الحصول على اعتمادهم للصفقة، وأن سلوك الرابطة كان غير منطقي، والتأخيرات كانت سبباً للإحباط، الأمر الذي دفع البائع إلى محاولات غير معقولة في اللحظة الأخيرة لإعادة التفاوض بشكل كبير على الصفقة.
وأخيراً أشارت المصادر إلى تأثر القائمين على رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، من دون داعٍ، بأصداء هجمات ذات دوافع سياسية شنتها أطراف أخرى، وأساءوا إلى مكانتهم بوصفهم شريكاً تجارياً دولياً وهيئة إدارية محترفة نتيجة الافتقار للشفافية إزاء تأثير أطراف تجارية خارجية.
نيوكاسل يخسر خططاً للإنفاق بقيمة 328 مليون دولار... ومشجعوه محبطون
رابطة «الدوري الممتاز» كانت محل انتقادات بسبب تغيّر مواقفها
نيوكاسل يخسر خططاً للإنفاق بقيمة 328 مليون دولار... ومشجعوه محبطون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة