«الجوازات الطبية» تمهّد لعودة المشجعين إلى الملاعب الإنجليزية

عودة الجماهير الألمانية للمدرجات وشيكة

عودة الجماهير إلى الملاعب أصبحت ضرورة ملحّة رغم المخاوف (أ.ف.ب)
عودة الجماهير إلى الملاعب أصبحت ضرورة ملحّة رغم المخاوف (أ.ف.ب)
TT

«الجوازات الطبية» تمهّد لعودة المشجعين إلى الملاعب الإنجليزية

عودة الجماهير إلى الملاعب أصبحت ضرورة ملحّة رغم المخاوف (أ.ف.ب)
عودة الجماهير إلى الملاعب أصبحت ضرورة ملحّة رغم المخاوف (أ.ف.ب)

قد تكون الجوازات الطبية الحل لعودة المشجعين إلى مدرجات ملاعب أندية الدوري الإنجليزي لكرة القدم الموسم المقبل، وذلك حسبما كتب المدير التنفيذي لرابطة «بريميرليغ» ريتشارد ماسترز، أمس (الجمعة)، في صحيفة «التايمز». وبعد النجاح في مخالفة المشككين بقدرة الرابطة على الوصول بالدوري الممتاز إلى بر الأمان بإكمال الموسم الذي أنهاه ليفربول بطلاً للمرة الأولى منذ 1990 خلف أبواب موصدة بغياب الجمهور بسبب وباء «كوفيد - 19» التي علقت المنافسات لأكثر من ثلاثة أشهر، رأى ماسترز أن الخطوة التالية الآن هي حل لغز المشجعين وعودتهم إلى الملاعب.
وينطلق موسم 2020 - 2021 من الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى في 12 سبتمبر (أيلول) في ظل شكوك بإمكانية اللعب أمام المشجعين، لكن ماسترز شدد أمس، على أنه يتم النظر بكل ما هو ممكن لإعطاء الجمهور فرصة مشاهدة الفرق في أرضية الملعب. وقال ماسترز إن هناك مجموعة عمل تدرس الحلول العملية، وتعمل مع هيئة سلامة الملاعب الرياضية والخبراء الطبيين، مع «إجراء استشارات واسعة النطاق مع المشجعين»، موضحاً: «نحن أيضاً على استعداد لرؤية كيف يمكننا دعم تطوير الجوازات الطبية (كلينيكل باسبورتس) - نظام يستند إلى تطبيق يراعي جميع العوارض والعوامل المساهمة الأخرى لـ(كوفيد - 19) بالإضافة إلى إجراءات أخرى» حسبما كتب في «التايمز».
وأفاد ماسترز بأن رابطة الدوري تسعى للعمل مع المجالس المحلية في ما يتعلق بوسائل النقل، موضحاً: «نحن ندرس جميع مجالات يوم المباراة، من حلول لمسألة التذاكر، إلى توزيع المقاعد في الملاعب وتنظيم توقيت الدخول، إلى فحص درجة الحرارة وخدمة الطعام والشراب في مكان الجلوس للمشجعين». وتابع: «سنعمل مع السلطات والأندية المحلية للبحث عن حلول لتحديات النقل المحلي مثل إنشاء مواقف إضافية للسيارات ومساحات آمنة للدراجات وتنفيذ مخططات الركن والسير».
وقال ماسترز الذي يشغل هذا المنصب منذ عام 2018 بشكل مؤقت في بادئ الأمر ثم بشكل دائم منذ ديسمبر (كانون الأول)، إن إعادة المشجعين إلى الملاعب أمر حيوي ليس فقط لفرقهم في أرضية الملعب، لكن لأسباب متنوعة أيضاً. وأوضح: «أهمية المشجعين لا تتعلق فقط بتجربة يوم المباراة وأداء الفريق. من دونهم، هناك أيضاً تأثير مالي كبير على الأندية على جميع مستويات اللعبة، وعلى مدنهم وبلداتهم ومجتمعاتهم».
لكنه حثّ على الصبر لأن الحلول بحاجة إلى وقت، مضيفاً: «ما زال يتعين علينا القيام بالكثير، ولن يحدث ذلك بين عشية وضحاها. يجب علينا اختبار وإثبات ما هو ممكن، بالتنسيق مع السلطات وضمن إطار مرن قادر على التكيف مع ظروف سريعة التغير، وأن نطوِّر استناداً إلى الخبرة التي نكسبها». وتأتي مقالة ماسترز في أسبوع تتحضر خلاله المملكة المتحدة لحضور عدد محدود من المشجعين في أحداث رياضية عدة، مثل بطولة العالم للسنوكر التي تنطلق بحضور مئات المشجعين في ملعب مقفل، أو مهرجان «غلوريوس غودوود» لسباق الأحصنة الذي سمح بحضور أربعة آلاف مشجع اليوم.
من جهة أخرى، قال هانز - يواخيم فاتسكه الرئيس التنفيذي لنادي بروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم، إنه لا يتوقع صدور قرار سياسي بشأن عودة الجماهير إلى استادات كرة القدم قبل منتصف الشهر الجاري. وقال فاتسكه في تصريحات لصحف تابعة لمجموعة «فونكه» الإعلامية، نشرتها أمس (الجمعة): «السياسيون يجب أن ينتظروا ويروا كيفية تتطور الأرقام»، وذلك في إشارة إلى أعداد المصابين بعدوى فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19) في ألمانيا.
كانت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم قد نشرت قبل أيام حزمة من الإجراءات التي يمكن من خلالها السماح لعدد محدود من المشجعين بالعودة إلى المدرجات لدى بدء الموسم الجديد من الدوري الألماني في 18 سبتمبر المقبل. أما عدد المشجعين المحتمل عودتهم إلى الاستادات، فستحدده السلطات الصحية المحلية في المدينة التي يوجد بها كل نادٍ.
لكن الرابطة ترغب في اتفاق جميع أندية دوري الدرجتين الأولى والثانية على شروط محددة، منها عدم وجود مناطق تجمعات وعدم بيع مشروبات كحولية عند الاستادات حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، إلى جانب عدم السماح بحضور مشجعين للفريق الضيف في المباريات حتى نهاية العام الجاري. وقال فاتسكه: «نحن نسترشد بالقرارات التي يتخذها السياسيون، والتي تتسم حتى الآن بمسؤولية كبيرة». وأضاف: «وعلى الجانب الآخر، أثبتت الرابطة أنها شريك موثوق به للغاية. فبالطبع علينا أيضاً ترقب تطورات الوضع فيما يتعلق بالوباء».
وبينما يتوقع أن توافق الأندية فإن المنظمات الجماهيرية أبدت اعتراضاتها سريعاً. وقال سيغ زيلت المتحدث الرسمي باسم منظمة «بور فانز» الجماهيرية: «لا نرى ضرورة لأن تتصرف كل الأندية بنفس الطريقة في هذه النقطة. في النهاية، تدار الأزمة أيضاً بشكل اتحادي»، مضيفاً أن المشجعين يُنظَر إليهم على أنهم عامل خطر ولا يمكنهم التصرف. وذكرت مجموعة «أور كيرف» أن الجماهير ينبغي أن تكون جزءاً من عملية العودة، لأن بإمكانهم المساهمة بمعرفة مهمة حول جدوى مفهوم النظافة في المدرجات.


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

رياضة عالمية صلاح لقيادة ليفربول إلى فوز جديد في الدوري الإنجليزي (أ.ب)

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

تتجه الأنظار الأحد، إلى استاد الاتحاد، حيث يتواجه مانشستر سيتي حامل اللقب، مع ضيفه وغريمه مانشستر يونايتد في ديربي المدينة، بينما يسعى ليفربول المتصدر إلى مواصل

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الإيطالي يهنئ لاعبيه عقب إحدى الانتصارات (إ.ب.أ)

كيف أنهى ماريسكا كوابيس تشيلسي في لمح البصر؟

في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، كان الإيطالي إنزو ماريسكا يلعب محور ارتكاز مع إشبيلية، عندما حل فريق برشلونة الرائع بقيادة المدير الفني جوسيب غوارديولا ضيفاً

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».