السيسي: التفاوض بشأن سد النهضة معركة قد تطول

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: التفاوض بشأن سد النهضة معركة قد تطول

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، حرص بلاده على التعامل مع قضية سد النهضة الإثيوبي من خلال التفاوض الذي قد يطول، مشدداً على عدم التوقيع على شيء لن يحقق المصلحة القومية.
وقال السيسي، خلال افتتاح المدينة الصناعية بالروبيكي، على الطريق بين القاهرة والسويس، اليوم، إن «قلق الشعب المصري من سد النهضة هو قلق مشروع، لكن علينا أن نعلم ونتأكد من عدالة موقفنا في سد النهضة». وأضاف: «هذه القضية، تاريخية، مثل الهرم، والحضارة المصرية قامت منذ آلاف السنين على ضفاف هذا النهر العظيم، ومن هنا تأتي عدالة موقفنا وقضيتنا في سد النهضة، لكنه في الوقت نفسه، فإن الموقف المصري الثابت أنه إذا كان من حق الدول استخدام المياه في التنمية... من حقنا نحن عدم تعرضنا لأي ضرر».
وشدد السيسي: «نحن في معركة تفاوض ربما ستطول، ولكن لن نوقع على شيء لن يحقق المصلحة القومية»، لافتاً إلى ضرورة أن يقوم الإعلام بدور دون استخدام لغة التهديد.
وأضاف السيسي: «أطمئن المصريين بخصوص ملف سد النهضة... لن يستطيع أحد أن يجور علينا، أو يجور على حقوق مصر وأمنها القومي، سواء في قضية المياه أو غير ذلك».
ولفت الرئيس المصري إلى أن «شواغلنا هي العمل، لأن العمل يمنحنا القوة والردع لمن يحاول المساس بحقوقنا»، داعياً إلى تكثيف العمل وزيادة الإنتاج.
جاء ذلك خلال افتتاح المدينة الصناعية بمنطقة «الروبيكي» التابعة لمدينة بدر، التي تمتد من طريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي وحتى طريق القاهرة - السويس الصحراوي.
وتتضمن المرحلة الأولى من المشروع مصنع الغزل والنسيج، الذي يضم «مصنع الغزل السميك، ومصنع النسيج، ومصنع الصباغة والطباعة»، حيث تم مراعاة وجود أحسن الماكينات السويسرية والإيطالية والألمانية، واختيار العمالة المناسبة لإعادة مصر إلى مصاف الدول الكبرى في مجال التصنيع والتصدير للأسواق العالمية.



مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
TT

مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)

في أول زيارة لوزير خارجية مصر إلى السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، سلم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الذي استقبله في بورتسودان.

ونقل الوزير المصري، إلى البرهان «اعتزاز الرئيس السيسي بالعلاقات التاريخية والأخوية بين مصر والسودان، والعزم على بذل كل المساعي الممكنة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للسودان».

جلسة مباحثات مصرية - سودانية موسعة (الخارجية المصرية)

وأشار عبد العاطي، وفق بيان للخارجية المصرية، إلى أن «الزيارة تأتي للإعراب عن تضامن مُخلص مع السودان في هذا المنعطف التاريخي الخطير، وللوقوف بجانب دولة شقيقة في ظل الروابط العميقة والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين».

كما أشار إلى «حرص مصر على الانخراط بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، بما يصون مصالحه وسيادته ووحدة أراضيه»، منوهاً بـ«جهود مصر لاستئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الأفريقي».

وشهدت زيارة عبد العاطي لبورتسودان جلسة مشاورات رسمية بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني، علي يوسف الشريف بحضور وفدي البلدين، شدد الوزير المصري خلالها على «دعم بلاده الكامل للسودان قيادة وشعباً، وحرص مصر على بذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوداني».

وزير الخارجية السوداني يستقبل نظيره المصري (الخارجية المصرية)

واستعرض، وفق البيان، موقف مصر الداعي لـ«وقف فوري لإطلاق النار والإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية، وأهمية التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظمات الإغاثة الدولية لتسهيل نفاذ تلك المساعدات».

كما حرص الجانبان على تناول ملف الأمن المائي باستفاضة، في ظل «مواقف البلدين المتطابقة بعدّهما دولتي مصب علي نهر النيل»، واتفقا على «الاستمرار في التنسيق والتعاون الوثيق بشكل مشترك لحفظ وصون الأمن المائي المصري والسوداني».

تضمنت الزيارة، كما أشار البيان، لقاء عبد العاطي مع الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وأكد خلاله الوزير المصري «موقف بلاده الثابت القائم على دعم المؤسسات الوطنية السودانية واحترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية».

كما عقد الوزير عبد العاطي لقاء مع ممثلي مجتمع الأعمال السوداني لتعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين واستكشاف فرص الاستثمار المشترك والاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها الاقتصاد المصري، والعمل على مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. كما التقى مع مجموعة من السياسيين وممثلي المجتمع المدني من السودان، فضلاً عن لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في بورتسودان واستمع إلى شواغلهم ومداخلاتهم.

بدورها، نقلت السفارة السودانية في القاهرة، عن وزير الخارجية علي يوسف، تقديمه «الشكر للشقيقة مصر على وقفتھا الصلبة الداعمة للسودان»، في ظل «خوضه حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتھا وداعميھا الإقليميين»، على حد وصف البيان.

ولفت البيان السوداني إلى أن الجانبين ناقشا «سبل تذليل المعوقات التي تواجه السودانيين المقيمين في مصر مؤقتاً بسبب الحرب، خاصة في الجوانب الھجرية والتعليمية»، واتفقا على «وضع معالجات عملية وناجعة لتلك القضايا في ضوء العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين».