هاري كين لا يحظى بالتقدير الذي يستحقه

بعضهم يتحدث عن حاجة المنتخب الإنجليزي لمهاجمين جدد أكثر نشاطاً من لاعب توتنهام

هاري كين يهز شباك ليستر سيتي في المرحلة قبل الأخيرة من الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)  -  كين سجل 27 هدفاً في آخر 28 مباراة له مع المنتخب الإنجليزي
هاري كين يهز شباك ليستر سيتي في المرحلة قبل الأخيرة من الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب) - كين سجل 27 هدفاً في آخر 28 مباراة له مع المنتخب الإنجليزي
TT

هاري كين لا يحظى بالتقدير الذي يستحقه

هاري كين يهز شباك ليستر سيتي في المرحلة قبل الأخيرة من الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)  -  كين سجل 27 هدفاً في آخر 28 مباراة له مع المنتخب الإنجليزي
هاري كين يهز شباك ليستر سيتي في المرحلة قبل الأخيرة من الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب) - كين سجل 27 هدفاً في آخر 28 مباراة له مع المنتخب الإنجليزي

هناك العديد من الصور الرائعة لكيفن كيغان على مر العقود، لذلك قد يكون من الصعب للغاية اختيار أفضل صورة له، فقد تكون من محبي الفترة التي عمل خلالها كيغان في مجال التدريب وتختار صورة له وعلامات الغضب واضحة على وجهه في إحدى المباريات. وقد تختار صورة له في منتصف السبعينيات من القرن الماضي وهو يضع يديه على قدميه ويرتدي معطفا ثقيلا ويبدو وكأنه مدير تنفيذي صغير يملأه الغرور.
لكن الصورة المفضلة بالنسبة لي هي تلك الصورة الشهيرة التي التقطت لكيغان من الفندق الذي كان يقيم فيه المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم عام 1982. حيث كان كيغان يجلس على أكتاف راي ويلكينز، مرتدياً سروالا قصيرا ويرفع يديه فوق رأسه كعلامة على النصر. وكان السروال قصيرا للدرجة التي تجعلك تشعر للوهلة الأولى بأنه عار من الخصر إلى الأسفل. ويظهر في هذه الصورة، على استحياء، كل من براين روبسون وبيتر شيلتون.
وبعد التقاط هذه الصورة بأيام قليلة، لعب كيغان ما اتضح بعد ذلك أنها ستكون آخر مباراة دولية له مع منتخب إنجلترا، وهي المباراة التي لعبها المنتخب الإنجليزي أمام نظيره الإسباني في مدريد. لكن هذه المباراة قد شهدت أيضا صورة رائعة أخرى لكيغان، وهي تلك التي كان يتجول فيها حزيناً بعد إطلاق صافرة النهاية، وهي الصورة التي اعتدنا عليها كثيرا من لاعبي المنتخب الإنجليزي بعد الفشل في البطولات الكبرى.
وفي الحقيقة، رأينا مثل هذه الصورة كثيرا من مهاجمي المنتخب الإنجليزي على مر السنين. وإذا ما نظرنا إلى أبرز المهاجمين الإنجليز سنجد أنهم يبدأون مسيرتهم الكروية بشكل يظهر أنهم يمتلكون قدرات تؤهلهم للتألق بشكل كبير بعد ذلك، ثم يصلون إلى مرحلة النضج الكروي، قبل أن تأتي مرحلة الخفوت وتدني المستوى التي تستمر لفترة طويلة، والتي يرفض خلالها معظم المهاجمين الكبار الاعتراف بحقيقة أنهم لم يعودوا قادرين على تقديم نفس المستوى وأنه يتعين عليهم اعتزال اللعبة. لقد رأينا آلان شيرار وهو يمضي العامين الأخيرين من مسيرته مع المنتخب الإنجليزي وهو يمشي للخلف ويداه ممدودتان، مثل رجل يبحث عن مفتاح الإضاءة في الحمام! كما رأينا مايكل أوين وهو يعاني كثيرا في السنوات الأخيرة لمسيرته مع المنتخب الإنجليزي. وحتى واين روني، الذي كان جيداً جداً لفترة طويلة، لم يحقق ما كان متوقعا منه مع منتخب بلاده. إنني أتحدث عن كل هؤلاء المهاجمين لكي أصل للحديث عن المهاجم الأساسي الحالي للمنتخب الإنجليزي، هاري كين، والذي بدأ البعض في الآونة الأخيرة – بشكل غير عادل وقبل الأوان – يطالبون بإبعاده عن التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي والبحث عن مهاجم آخر بدلا منه.
وفي الحقيقة، تعد هذه فترة جيدة لكين نظرا لأنه عاد إلى المشاركة في المباريات بعد شفائه من الإصابة الرابعة الخطيرة في غضون ثلاث سنوات فقط. وقاد كين فريق توتنهام إلى الفوز على ليستر سيتي 3 - صفر في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة من الدوري الإنجليزي، وفرض كاين نفسه نجما للمباراة بتسجيله هدفين. وفي المرحلة التي سبقتها سجل كين هدفين في مرمى نيوكاسل يونايتد، كلاهما بضربة رأس من مسافة قريبة من المرمى، وكان الهدف الثاني يعكس إصرار كين على اللعب بكل قوة وإرادة.
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن كين قد سجل حتى الآن 200 هدف مع الأندية التي لعب لها. وقبل عام من انطلاق بطولة كأس الأمم الأوروبية، التي كان من المقرر أن تقام خلال الصيف الجاري لكنها تأجلت بسبب تفشي فيروس كورونا، فإن كين ينظر إلى هذه البطولة على أنها مهمة شخصية بالنسبة له وسيبذل قصارى جهده للفوز بها لأنها ستكون بمثابة لحظة فارقة في مسيرته مع المنتخب الإنجليزي.
ورغم ذلك، يتحدث البعض الآن عن أن كين يعاني من مشاكل كبيرة في النواحي البدنية بسبب تعرضه للإصابات المتكررة وأنه ينبغي البحث عن بديل له في صفوف المنتخب الإنجليزي. لكن هؤلاء لم يتحدثوا عن أن هذا اللاعب الكبير يقدم أداء ممتازا منذ سنوات مع ناد يعاني بشكل واضح من مشاكل مادية ولا يدعم صفوفه بالشكل المطلوب حتى يكون قادرا على المنافسة على البطولات والألقاب.
ومع ذلك، لم ينظر هؤلاء النقاد يوما ما لكين على أنه لاعب من طراز فريد، وحتى عندما كان يقدم أفضل مستوياته على الإطلاق، كان هؤلاء الأشخاص يقللون من حجم الإنجازات التي يحققها، فكانوا يتحدثون تارة عن أن الحظ يقف إلى جانبه، وتارة أخرى عن أنه يحرز الكثير من أهدافه من ركلات جزاء. لكن هؤلاء الأشخاص نسوا أيضا أن كين يلعب كرأس حربة وصانع ألعاب وجناح ولاعب خط وسط في نفس المباراة!
ومرة أخرى، يبدو أن هناك رغبة شديدة لدى البعض في تسريع عملية تراجع مستوى اللاعب، ويقولون إنه لم يعد لديه ما يقدمه! لكن من الواضح أن هذا الحديث سابق لأوانه كثيرا، نظرا لأن كين لا يزال في السادسة والعشرين من عمره، ويقدم مستويات جيدة للغاية. ورغم أن الكثيرين يرون أنه يتم المبالغة في قدرات وإمكانيات كين، فإن الحقيقة هي العكس تماما، حيث لا يحظى هذا اللاعب الرائع بالتقدير الذي يستحقه. وحتى في الموسم الذي عانى فيه كين من إصابة قوية، فإنه أحرز 31 هدفاً في 38 مباراة مع نادي توتنهام ومنتخب إنجلترا، وهو معدل أفضل من كل من سيرجيو أغويرو، ومحمد صلاح، وساديو ماني، وجميع مهاجمي مانشستر يونايتد، بل وأفضل حتى من المعدل التهديفي للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي!
أما بالنسبة للمنتخب الإنجليزي، فهناك حديث الآن عن ظهور مهاجمين جدد أكثر حركة وقوة، وقلق من أن يعيق وجود هاري كين «الثورة الكروية» التي يريد المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، القيام بها! لكنك ستدرك أن كل هذه الحجج واهية وباطلة عندما تعرف أن كين قد سجل 27 هدفاً في آخر 28 مباراة له مع المنتخب الإنجليزي! إن الحقيقة الواضحة هي أن كرة القدم الإنجليزية لديها «لاعب ظاهرة» الآن، ويجب منحه التقدير الذي يستحقه، بل ربما يجب على الشعب الإنجليزي أن يحب كين أكثر من ذلك، لأنه هداف من طراز فريد ويقدم مستويات رائعة وثابتة منذ سنوات، رغم أنه لا يلعب لناد ينفق بسخاء لتدعيم صفوفه.
ويتميز كين بالهدوء والثقة والعزيمة والإصرار وعدم الخوف، كما أنه حقق إنجازات قد تفوق كثيرا ما يحققها الكثير من اللاعبين الذين يتم المبالغة في موهبتهم وقدراتهم. إنه لاعب مختلف عن الآخرين بفضل طريقة تفكيره وشخصيته القوية، وتواضعه الجم الذي يجعل البعض لا يشعرون بأنه نجم عالمي، رغم كل الإنجازات التي يحققها. ونتيجة لذلك، يمكننا التأكيد على أن هاري كين ما زال يمكنه تقديم الكثير من مستودع موهبته الذي لا ينفد، وأنه ما زال في قمة عطائه الكروي. لكن يتعين على كين نفسه أن يبحث عن فرصة جديدة وأن يختبر موهبته في فريق ينافس على البطولات والألقاب وليس فريقا يحمله هو على كتفيه!


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.