ارتفاع مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع في اليابان

إطلاق حملة لتنشيط السياحة الداخلية مع تحمل الحكومة نصف نفقات السفر

سياح يشاهدون الاستاد الرئيسي لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو مع ارتداء أقنعة للوقاية من مرض كورونا المستجد (رويترز)
سياح يشاهدون الاستاد الرئيسي لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو مع ارتداء أقنعة للوقاية من مرض كورونا المستجد (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع في اليابان

سياح يشاهدون الاستاد الرئيسي لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو مع ارتداء أقنعة للوقاية من مرض كورونا المستجد (رويترز)
سياح يشاهدون الاستاد الرئيسي لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو مع ارتداء أقنعة للوقاية من مرض كورونا المستجد (رويترز)

أظهر تقرير اقتصادي حديث تراجع وتيرة تباطؤ قطاع التصنيع في اليابان خلال الشهر الحالي مع تحسن قراءة مؤشر مديري مشتريات القطاع الذي يصدره جيبون بنك الياباني. وذكر البنك أن مؤشر ثقة مديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية ارتفع خلال الشهر الحالي إلى 42.6 نقطة مقابل 40.1 نقطة في يونيو (حزيران) الماضي.
يذكر أن قراءة المؤشر أكثر من 50 نقطة تشير إلى انتعاش النشاط الاقتصادي للقطاع، في حين تشير قراءة أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط. في الوقت نفسه، تحسن مؤشرا الإنتاج والطلبيات الجديدة الفرعيان خلال يوليو (تموز) الحالي مقارنة بالشهر الماضي رغم استمرارهما أقل من 50 نقطة بدرجة كبيرة. وارتفعت وتيرة تراجع التوظيف في قطاع التصنيع.
من ناحية أخرى، أظهرت البيانات ارتفاع مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات إلى 45.2 نقطة خلال الشهر الحالي مقابل 45 نقطة في الشهر الماضي. وارتفع المؤشر المجمع لمديري مشتريات قطاعي التصنيع والخدمات إلى 43.9 نقطة خلال الشهر الحالي مقابل 40.8 نقطة خلال الشهر الماضي.
إلى ذلك، أطلقت اليابان أمس حملة ترويج سياحية مثيرة للجدل بأموال دافعي الضرائب، رغم المخاوف المتزايدة إزاء تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا، ومع ذلك، قررت الحكومة فجأة الأسبوع الماضي استبعاد طوكيو من الحملة، حيث شهدت العاصمة اليابانية ارتفاعا كبيرا منذ أوائل يوليو في إصابات كورونا، ودعت حاكمة طوكيو يوريكو كويكي السكان إلى الامتناع عن السفر غير الضروري وغير العاجل عبر المقاطعات.
وتهدف الحملة إلى تنشيط قطاع السياحة الذي دمره وباء كورونا في الاقتصاد الذي ضربه الركود، في حين يقول المنتقدون إنها تظهر سياسات عفّى عليها الزمن لحشد الدعم الانتخابي. وتغطي الحكومة جزءا من تكلفة رحلات المواطنين في إطار الحملة التي انطلقت قبل عطلة أسبوعية طويلة تستمر أربعة أيام.
وقال رئيس الوزراء شينزو آبي للصحافيين: «سوف ننفذ إجراءات مكافحة العدوى بدقة وسوف نمنع الأشخاص من الوقوع في حالة خطيرة». وأضاف: «سوف نستأنف الأنشطة الاقتصادية بعناية بتعاون الشعب». وقبل نحو شهرين، حثت الحكومة نفسها السكان على الامتناع عن السفر عبر المقاطعات لاحتواء الوباء.
وأعلنت الحكومة اليابانية أنها ستغطي رسوم الإلغاء التي يتكبدها سكان طوكيو وأولئك الذين خططوا للسفر إلى العاصمة اليابانية بعد استبعاد طوكيو في اللحظة الأخيرة من حملة للترويج للسياحة المحلية لمساعدة المناطق التي تضررت من وباء كورونا.
وذكرت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء أن حملة «اذهب إلى السفر» التي انطلقت أمس تعرضت لحالة من الفوضى بعد أن قالت الحكومة الأسبوع الماضي إن البرنامج لن يغطي الرحلات من وإلى طوكيو بسبب ارتفاع عدد الإصابات في العاصمة. ويدعم البرنامج ما يصل إلى نصف جميع نفقات السفر، بما في ذلك تكاليف الإقامة والنقل.



«بنك اليابان» أمام قرار تاريخي... هل يرفع الفائدة الأسبوع المقبل؟

العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
TT

«بنك اليابان» أمام قرار تاريخي... هل يرفع الفائدة الأسبوع المقبل؟

العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)

يعقد «بنك اليابان» آخر اجتماع له بشأن سياسته النقدية لهذا العام الأسبوع الجاري، ليأخذ قراراً بشأن أسعار الفائدة وذلك بعد ساعات قليلة من قرار «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي المتوقع بخفض الفائدة.

فما الذي يمكن توقعه ولماذا يعتبر قرار «بنك اليابان» بشأن الفائدة ذا أهمية خاصة؟

في مارس (آذار) الماضي، أنهى «بنك اليابان» مسار أسعار الفائدة السلبية، ثم رفع هدف الفائدة القصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز)، مشيراً إلى استعداده لرفع الفائدة مرة أخرى إذا تحركت الأجور والأسعار بما يتماشى مع التوقعات.

وثمة قناعة متزايدة داخل «بنك اليابان» بأن الظروف باتت مؤاتية لرفع الفائدة إلى 0.5 في المائة. فالاقتصاد الياباني يتوسع بشكل معتدل، والأجور في ارتفاع مستمر، والتضخم لا يزال يتجاوز هدف البنك البالغ 2 في المائة منذ أكثر من عامين.

ومع ذلك، يبدو أن صانعي السياسة في البنك ليسوا في عجلة من أمرهم لاتخاذ هذه الخطوة، نظراً لتعافي الين الذي ساهم في تخفيف الضغوط التضخمية، بالإضافة إلى الشكوك المتعلقة بسياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، التي قد تؤثر على الرؤية الاقتصادية المستقبلية، وفق «رويترز».

وسيكون القرار بشأن رفع الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) أو تأجيله إلى اجتماع آخر في 23-24 يناير (كانون الثاني) صعباً، حيث سيعتمد ذلك على مدى اقتناع أعضاء المجلس بأن اليابان ستتمكن من تحقيق هدف التضخم بشكل مستدام.

ناطحات السحاب والمباني المزدحمة في طوكيو (أ.ب)

ماذا قال صانعو السياسة في «بنك اليابان» حتى الآن؟

يحافظ صانعو السياسة في «بنك اليابان» على غموض توقيت رفع الفائدة المقبل. وفي مقابلة إعلامية حديثة، قال الحاكم كازو أويدا إن رفع الفائدة المقبل قريب، ولكنه لم يوضح بشكل قاطع ما إذا كان ذلك سيحدث في ديسمبر.

إلا أن المفاجأة جاءت من عضو مجلس الإدارة تويواكي ناكامورا، الذي أشار إلى أنه ليس ضد رفع الفائدة، لكنه شدد في المقابل على ضرورة أن يعتمد القرار على البيانات الاقتصادية المتاحة.

وبينما يركز «بنك اليابان» على رفع الفائدة بحلول مارس المقبل، تشير التصريحات غير الحاسمة إلى أن البنك يترك لنفسه حرية تحديد التوقيت المناسب لهذه الخطوة.

متى تتوقع الأسواق والمحللون رفع أسعار الفائدة التالي؟

أكثر من نصف الاقتصاديين الذين تم استطلاعهم من قبل «رويترز» الشهر الماضي يتوقعون أن يقوم «بنك اليابان» برفع أسعار الفائدة في ديسمبر. كما يتوقع حوالي 90 في المائة من المحللين أن يرفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة إلى 0.5 في المائة بحلول نهاية مارس 2024.

في المقابل، تقوم السوق بتسعير احتمال رفع الفائدة في ديسمبر بحوالي 30 في المائة فقط.

كيف يمكن أن تتفاعل السوق؟

سيأتي قرار «بنك اليابان» بعد ساعات قليلة من قرار «الاحتياطي الفيدرالي الأميركي»، الذي من المتوقع أن يقوم بتخفيض أسعار الفائدة. وقد يؤدي هذا التباين في التوجهات بين المصرفين المركزيين إلى تقلبات في قيمة الين وعوائد السندات.

ومن المحتمل أن يؤدي رفع الفائدة من قبل «بنك اليابان» إلى تعزيز قيمة الين. أما إذا قرر البنك إبقاء الفائدة كما هي، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف الين، على الرغم من أن الانخفاض قد يكون محدوداً إذا قامت السوق بتسعير احتمالية رفع الفائدة في يناير بسرعة.

ما الذي يجب أن تراقبه السوق أيضاً؟

بغض النظر عن قرار «بنك اليابان» بشأن رفع الفائدة أو تثبيتها، من المتوقع أن يقدم محافظ البنك أويدا إشارات بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة ويحدد العوامل التي قد تحفز اتخاذ هذه الخطوة في مؤتمره الصحافي بعد الاجتماع.

وإذا قرر «بنك اليابان» الإبقاء على الفائدة ثابتة، فقد يتجنب أويدا تقديم إشارات حادة لتفادي حدوث انخفاضات غير مرغوب فيها في قيمة الين، مع توضيح العوامل الرئيسية التي سيركز عليها في تقييم توقيت رفع الفائدة.

من ناحية أخرى، إذا قرر «بنك اليابان» رفع الفائدة، قد يتبنى أويدا موقفاً متساهلاً لتطمين الأسواق بأن البنك لن يتبع سياسة رفع الفائدة بشكل آلي، بل سيتخذ قراراته بحذر بناءً على الوضع الاقتصادي.

إضافة إلى قرار الفائدة، سيصدر «بنك اليابان» تقريراً حول إيجابيات وسلبيات أدوات التيسير النقدي غير التقليدية التي استخدمها في معركته المستمرة منذ 25 عاماً ضد الانكماش، وهو ما يمثل خطوة رمزية نحو إنهاء التحفيز الضخم الذي تبناه البنك.

محافظ «بنك اليابان» في مؤتمر صحافي عقب اجتماع السياسة النقدية في أكتوبر الماضي (رويترز)

ومن المتوقع أن يستخلص هذا التقرير أن تخفيضات أسعار الفائدة تظل أداة أكثر فعالية لمكافحة الركود الاقتصادي مقارنة بالتدابير غير التقليدية مثل برنامج شراء الأصول الضخم الذي نفذه المحافظ السابق هاروهيكو كورودا.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

إذا رفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة، فمن المحتمل أن يبقى على نفس السياسة النقدية حتى أبريل (نيسان) على الأقل، عندما ينشر التوقعات الفصلية الجديدة التي تمتد حتى السنة المالية 2027 لأول مرة.

أما إذا قرر البنك الإبقاء على الفائدة ثابتة، فإن انتباه الأسواق سيتحول إلى البيانات والأحداث الهامة التي ستسبق اجتماع يناير، مثل خطاب أويدا أمام اتحاد رجال الأعمال «كيدانرين» في 25 ديسمبر، وظهور نائب المحافظ ريوزو هيمينو في 14 يناير.

ومن المرجح أن يقدم تقرير «بنك اليابان» ربع السنوي عن الاقتصادات الإقليمية، الذي سيصدر قبل اجتماع 23-24 يناير، مزيداً من الوضوح لأعضاء مجلس الإدارة بشأن ما إذا كانت زيادات الأجور قد انتشرت على نطاق واسع في أنحاء البلاد.