قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن العناية بالشباب «باتت شأناً يهم جميع القطاعات الحكومية»، خصوصاً إثر تداعيات جائحة «كورونا».
وذكر العثماني، خلال جلسة مساءلته أمام مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) أمس، أن جميع الاستراتيجيات الحكومية باتت «تدمج الشباب في سياساتها»، مضيفاً: «كما أدمجنا مقاربة النوع في السياسات العمومية، فسندمج مقاربة الشباب في السياسات العمومية»، عادّاً أنه «لا بد من التمييز الإيجابي لصالح النساء والشباب، لأنهم يستحقون ذلك».
وأشار العثماني إلى «توجيه الحكومة لسياسات القطاعات والمؤسسات العمومية لمواجهة جائحة (كورونا) وآثارها»، مؤكداً أن مجال التربية والتكوين «يشكل حجر الزاوية لكل سياسة موجهة للشباب»، لأن التعليم والتكوين واكتساب المهارات «تعد مرحلة مهمة لفائدة الشباب».
وكشف العثماني أن منظومة التربية والتكوين تضم 10 ملايين متعلم، «نصفهم أطفال ونصفهم شباب». وعدّ أن كل الجهود الموجهة للتكوين والتعليم، هي «استثمار في الشباب من أجل المستقبل».
وبخصوص التكوين المهني، تحدث العثماني عن برنامج حكومي لتأطير 5 ملايين مستفيد، على مدى سنوات معدودة، «حيث سيتم إحداث 123 مؤسسة تكوين جديدة، والشروع في أشغال بناء 3 من (مدن المهن والكفاءات)، منذ يناير (كانون الثاني) 2020» ضمن مشروع سبق تقديمه أمام العاهل المغربي الملك محمد السادس.
ويتعلق الأمر بـ12 مدينة «للمهن»، على أساس بناء مدينة واحدة «مهنية» في كل جهة من جهات المملكة الـ12.
وأشار العثماني إلى أن هذا مشروع طموح يركز على التكوين المهني؛ لأنه «سيمكن من تزويد الشباب بالتكوين اللازم لولوج سوق الشغل». كما اهتمت الحكومة لأول مرة بتمتيع الشباب الذي يخضع للتكوين المهني بـ«منح» منذ 2018.
فضلاً عن ذلك، تحدث العثماني عن توفير «مجانية» التغطية الصحية لفائدة الطلبة، بحيث وصل عدد المستفيدين منها 116 ألفاً.
وفي الدخول الجامعي المقبل، توقع العثماني أن يصل العدد إلى 200 ألف مستفيد من التأمين الصحي.
أيضاً شجعت الحكومة إنشاء المقاولة الذاتية، ووضعت هدف إنشاء 100 ألف مقاولة ذاتية في أفق 2121. لكن ما تحقق، يقول رئيس الحكومة، كان أكبر بحيث «وصلنا إلى 233 ألف مقاولة ذاتية للشباب».
وفي نهاية 2020، توقع العثماني ارتفاع العدد؛ نظراً لتبسيط الإجراءات ومواكبة المشاريع. وكشف عن أنه في ظل الجائحة، أطلقت الحكومة «آلية ضمان المقاول الذاتي»، الخاصة بتمويل المقاول الذاتي من دون فائدة.
وفي مجال التشغيل، أشار العثماني إلى الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالتشغيل والتكوين المهني، وبرنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبرنامج «انطلاقة» لتمويل المقاولات، و«الاستراتيجية الفلاحية الجديدة (الجيل الأخضر 2020 إلى 2030)، التي أدمج فيها عنصر خاص موجه للشباب والمقاولين في القطاع الزراعي، وتهدف لتوفير 350 ألف فرصة شغل للشباب.
وكان برلمانيون من الأغلبية والمعارضة خصصوا جلسة برلمانية أمس لمساءلة رئيس الحكومة عن السياسات الموجهة للشباب، وقالت النائبة سناء سكيحيل، المنتمية لحزب العدالة والتنمية، باسم فرق الأغلبية، إن فئة الشباب لها انتظارات في مجال التشغيل والرياضة وطموحاتها، ولكن الجائحة «زرعت هواجس لديهم بخصوص مستقبلهم».
وسألت النائبة سكيحيل العثماني عن التدابير المواجهة للشباب، لتجاوز آثار الجائحة، ومواكبتهم في قطاعات التعليم والبحث العلمي والتكوين.
وباسم فرق المعارضة، تحدثت النائبة سعاد الزيدي، المنتمية لحزب التقدم والاشتراكية، عن تضرر الشباب من تداعيات الجائحة والحجر الصحي الذي فرض عليهم المكوث لأكثر من 3 أشهر في البيوت، وأغلقت في وجههم المرافق التي كانوا يرتادونها، في مجالات الثقافة والرياضة والتعليم وغير ذلك.
الحكومة المغربية تدمج الشباب في صلب سياسات تداعيات الجائحة
الحكومة المغربية تدمج الشباب في صلب سياسات تداعيات الجائحة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة