رُبع المغاربة يتطلع للسفر بعد رفع حال الطوارئ الصحية

هيئة الإحصاء الرسمية تنشر دراسة عن تأثيرات الوباء على السكان

عاملات موسميات خلال صعودهن سفينة لنقلهن من مدينة بالوس دي لا فرونتيرا (الأندلس، جنوب إسبانيا) إلى ميناء طنجة شمال المغرب أمس (إ.ب.أ)
عاملات موسميات خلال صعودهن سفينة لنقلهن من مدينة بالوس دي لا فرونتيرا (الأندلس، جنوب إسبانيا) إلى ميناء طنجة شمال المغرب أمس (إ.ب.أ)
TT

رُبع المغاربة يتطلع للسفر بعد رفع حال الطوارئ الصحية

عاملات موسميات خلال صعودهن سفينة لنقلهن من مدينة بالوس دي لا فرونتيرا (الأندلس، جنوب إسبانيا) إلى ميناء طنجة شمال المغرب أمس (إ.ب.أ)
عاملات موسميات خلال صعودهن سفينة لنقلهن من مدينة بالوس دي لا فرونتيرا (الأندلس، جنوب إسبانيا) إلى ميناء طنجة شمال المغرب أمس (إ.ب.أ)

كشفت المندوبية السامية للتخطيط بالمغرب (هيئة الإحصاء الرسمية) أن أسرة واحدة من بين كل أربع أسر (1.‏26 في المائة) تعتزم السفر بعد رفع حال الطوارئ الصحية.
وأوضحت المندوبية، في مذكرتها المتعلقة بالمرحلة الثانية من البحث حول تأثيرات فيروس «كورونا» على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للأسر في المغرب، أن هذه النسبة تتراوح بين 1.‏13 في المائة في صفوف الـ20 في المائة من الأسر الأكثر فقراً، و45 في المائة بين الأسر الأكثر ثراء.
وأضافت المذكرة أن أكثر من 7 أسر من أصل 10 (5.‏71 في المائة) لا تعتزم السفر خلال العطلة الصيفية المقبلة، وترتفع هذه النسبة إلى 6.‏80 في المائة بين القرويين، مقابل 3.‏67 في المائة بين الحضريين.
وحسب المندوبية، فإن غالبية الأسر التي تنوي السفر تعتزم الإقامة لدى أفراد العائلة (9.‏78 في المائة). وتتمثل الخيارات المتوقعة الأخرى للإقامة في منازل الإيجار (2.‏8 في المائة)، والمساكن الثانوية (1.‏4 في المائة)، ومراكز الاصطياف (2.‏3 في المائة)، والفنادق أو الإقامات الفندقية (3 في المائة).
أما بالنسبة للأسر التي لا تعتزم السفر خلال العطلة الصيفية، فتوضح المندوبية أن السبب الأول يكمن في قلة الإمكانات بالنسبة لـ4.‏39 في المائة من الحالات، بينما يأتي عدم اعتياد أفراد الأسرة على السفر خلال العطل في المرتبة الثانية بنسبة 1.‏26 في المائة، فيما يشكل الخوف من الإصابة بمرض «كوفيد-19» السبب الثالث بنسبة 3.‏15 في المائة.
ومن جهة أخرى، وبهدف إعطاء دفعة جديدة للسياحة الوطنية، يقترح أصحاب الأسر عدة تدابير يمكن إجمالها في تعقيم وتطهير المواقع السياحية بانتظام بالنسبة لـ3.‏52 في المائة من الأسر، ومراقبة شروط الحماية والوقاية بأماكن الاصطياف 5.‏37 في المائة، وتعزيز إجراءات مراقبة العاملين والزبائن 2.‏34 في المائة، وتوفير الكمامات والمعقمات للزبائن (3.‏32 في المائة)، وتقديم عروض ترويجية (8.‏30 في المائة)، وتقليص عدد الزبائن (5.‏25 في المائة)، وتقوية التواصل من أجل استعادة ثقة الزبائن (18 في المائة).
ويهدف هذا البحث الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط خلال الفترة الممتدة بين 15 و24 يونيو (حزيران) الماضي، لدى عينة تمثيلية تضم ألفين و169 أسرة، مقاربة تطور السلوك الاجتماعي والاقتصادي والوقائي في ظل جائحة «كوفيد-19»، وتقييم آثار هذه الأزمة الصحية على مختلف شرائح السكان المغاربة، من حيث الولوج إلى التعليم والعلاجات الصحية والشغل والدخل.
وكشفت الدراسة أيضاً أن نحو نصف المغاربة البالغة أعمارهم 15 سنة فما فوق (7.‏45 في المائة) عبروا، مع اقتراب مرحلة رفع الحجر الصحي، عن نيتهم زيارة عائلاتهم.
وأوضحت المندوبية، في مذكرتها، أن هذه النسبة ترتفع بشكل ملحوظ لدى النساء (3.‏57 في المائة)، مقارنة بالرجال (8.‏33 في المائة)، كما ترتفع أكثر في صفوف السكان القرويين (8.‏51 في المائة)، مقارنة بالحضريين (5.‏42 في المائة).
وكشفت المذكرة أن 7.‏8 في المائة من المغاربة يعتزمون ممارسة أنشطة ترفيهية في الهواء الطلق، و9.‏10 في المائة بالوسط الحضري، و8.‏4 في المائة بالوسط القروي. وتتساوى هذه النسبة عند الرجال (9.‏8 في المائة) والنساء (6.‏8 في المائة)، وتتجه للانخفاض مع تقدم السن، حيث تنتقل من 2.‏15 في المائة في صفوف المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة إلى 1.‏6 في المائة لدى كبار السن.
وبالنسبة لـ8 في المائة من المغاربة، يضيف المصدر ذاته أنهم يعدون الخروج واللقاء مع الأصدقاء النشاط الأول المزمع القيام به بعد رفع الحجر الصحي، ولا سيما بالنسبة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة (2.‏20 في المائة)، والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة (2.‏15 في المائة)، مضيفاً أن ممارسة الأنشطة الرياضية تعد أول نشاط سيتم القيام به بالنسبة لـ2.‏5 في المائة من المغاربة، وتصل هذه النسبة إلى 2.‏19 في المائة في صفوف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة.
وتشير المندوبية إلى أن الذهاب إلى المسجد للصلاة يعد أول نشاط يعتزم 6 في المائة من المغاربة القيام به بعد رفع حال الطوارئ الصحية، خاصة لدى كبار السن والرجال. وفي حين لا يعتزم 7.‏7 في المائة من المغاربة القيام بأي نشاط اجتماعي بعد رفع الحجر الصحي، تبلغ هذه النسبة 12 في المائة لدى 20 في المائة من الأسر الأكثر فقراً، و4.‏11 في المائة في صفوف المستغلين الفلاحين، و2.‏12 في المائة بين العمال غير الفلاحيين.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».