شاهد... صور نادرة لـ«الغوريلا الخجولة» تظهر لأول مرة

300 نوع فقط من «كروس ريفر» على وجه الأرض

غوريلا «كروس ريفر» النادرة مع أطفالها في جبال مبي بنيجيريا (أ.ب)
غوريلا «كروس ريفر» النادرة مع أطفالها في جبال مبي بنيجيريا (أ.ب)
TT

شاهد... صور نادرة لـ«الغوريلا الخجولة» تظهر لأول مرة

غوريلا «كروس ريفر» النادرة مع أطفالها في جبال مبي بنيجيريا (أ.ب)
غوريلا «كروس ريفر» النادرة مع أطفالها في جبال مبي بنيجيريا (أ.ب)

التقط مجموعة من العاملين في مجال الحفاظ على البيئة في جبال مبي بنيجيريا صوراً نادرة لغوريلا «كروس ريفر» النادرة مع أطفالها، بعد أن كانت هناك مخاوف لدى نشطاء البيئة من انقراض هذا النوع من الغوريلا للأبد.
ويوجد 300 غوريلا من نوع «كروس ريفر» فقط في العالم في مناطق جبلية معزولة في كل من نيجيريا والكاميرون، وذلك وفقاً لجمعية الحفاظ على الحياة البرية، والتي التقطت الصور النادرة للغوريلا، بالأبيض والأسود وصور أخرى ملونة.
وبدا الحماس على جون أوتس، الأستاذ الفخري في جامعة سيتي في نيويورك واختصاصي علم الأحياء الذي ساعد في تأسيس جهود الحفاظ على الغوريلا منذ أكثر من عقدين، بشأن الصور الجديدة، وقال أوتس لوكالة «أسوشييتد برس»: «إنه أمر رائع أن نرى دليلاً على أن هذه الغوريلا تتكاثر في الجبال بنجاح؛ لأنه كان لدينا عدد قليل جداً من الصور في الماضي».
وتابع أوتس: «نحن نعرف القليل جداً عما يحدث في تكاثر هذه السلالات الفرعية، لذا فإن رؤية العديد من صغارها هي علامة إيجابية».
ولا يعرف الخبراء عدد غوريلا «كروس ريفر» الباقية في الجبال ويحاولون تتبع الأنواع الفرعية لبعض الوقت.
وفي عام 2012 تم تثبيت نحو 50 كاميرا وتم التقاط صور متعددة في محمية «كاغويني» للغوريلا الكاميرونية، وفي غابة مجتمع جبال مبي النيجيرية، ومحمية الملاذ الآمن للحياة البرية الجبلية «آفي»، لكن كان من الصعب التقاط أي صور لغوريلا «كروس ريفر» ولا حتى صغارها.
ويعمل تحالف من تسع جمعيات محلية، بالإضافة إلى جمعية الحفاظ على جبال مبي وجمعية الحفاظ على الحياة البرية، منذ منتصف التسعينات للمساعدة في حماية غوريلا «كروس ريفر».
وكان يُعتقد أن الغوريلا في مرحلة ما انقرضت، وفقاً لمدير المجتمع النيجيري في نيجيريا أندرو دن، وتابع لوكالة «أسوشييتد برس» أن التقاط صور لغوريلا «كروس ريفير» يعد نجاحاً كبيراً.

وتعرضت غوريلا «كروس ريفر» للتهديد منذ عقود بسبب الصيد في المقام الأول، ولكن أيضاً بسبب فقدان مساحة من الغابات، حيث قطع السكان الغابات لإفساح المجال للزراعة. وتمت إعادة اكتشاف الأنواع الفرعية في أواخر الثمانينات.
وقد تم تسجيل نحو 100 غوريلا «كروس ريفر» منذ ذلك الحين في ولاية كروس ريفر بنيجيريا ونحو 200 غوريلا في الكاميرون في منطقة عبر الحدود تبلغ مساحتها نحو 12 ألف كيلومتر مربع (4633 ميلاً مربعاً). وتعد غابة جبال مبي هي موطن لنحو ثلث سكان نيجيريا.
ويقول الخبراء إن الغوريلا خجولة للغاية من البشر، ويتم الكشف عن وجودها في الغالب من خلال أعشاشها ومسارات الروث والتغذية.
وقال دن إن فريقاً يضم 16 حارساً بيئياً تم توظيفهم من المجتمعات المحيطة للقيام بدوريات وحماية الغوريلا وغيرها من الحيوانات البرية.

وبدوره، يقول أنيويوم إيمونغ، وهو مدير مشروع بيئي في ولاية كروس ريفير، إن رؤية صور لصغار غوريلا «كروس ريفير» يعد أمراً واعداً، متابعاً أن ذلك يشير إلى «ضرورة وجود دعم من المجتمعات للحفاظ على البيئة».
وتابع إيمونغ أن الصيد كان دائماً التهديد الرئيسي لهذا النوع النادر من الغوريلا، ولكن «نعتقد أن الصيد قد انخفض بشكل كبير»، مضيفاً أن مجموعات الحفاظ تعمل أيضاً على الحد من القطع غير القانوني للغابات.
ورغم تلك الصور، لا تزال هناك مخاطر أخرى، إذ قال إيمونغ: «على الرغم من أن الصيادين لم يعودوا يستهدفون الغوريلا، فإن الفخاخ التي تم ضبطها تشكل تهديداً للغوريلا حيث يمكن صيد صغارها فيها وربما يموتون بسبب الإصابات». كما يمثل المرض أيضاً تهديداً محتملاً، إلى جانب النزاع وانعدام الأمن في الكاميرون.
ويختم دن حديثه: «هناك عدد من اللاجئين الذين يتنقلون في الكاميرون، ومن المرجح أن يزيدوا من ضغط الصيد والحاجة إلى المزيد من الأراضي الزراعية».


مقالات ذات صلة

شوارع بريطانيا تحمل أسماء الطيور... وسماؤها تفتقدها

يوميات الشرق الأسماء تتكاثر لكنّ الطيور تختفي من الحقول والسماء (شاترستوك)

شوارع بريطانيا تحمل أسماء الطيور... وسماؤها تفتقدها

تزداد في بريطانيا تسمية الشوارع بأسماء طيور مثل القُبرات والزقزاق والزرازير، في وقت تشهد فيه أعداد هذه الأنواع تراجعاً مقلقاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق روائح تحكُم قرارات الحياة والموت في عالم الحشرات (غيتي)

النمل يطلب موته بإرادته... اكتشاف رائحة «تعالوا واقتلوني» داخل المستعمرة

أكد علماء أنّ النمل الصغير المريض يُطلق رائحة معيّنة تستدعي النمل العامل للقضاء عليه من أجل حماية المستعمرة من العدوى...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق حلم ينتهي بمأساة (شاترستوك)

لبؤة تفترس شاباً برازيلياً حلمَ بأن يكون مُدرّباً للأُسود

لقي شاب برازيلي يبلغ 19 عاماً حتفه بعدما افترسته لبؤة أمام أعين زوار حديقة الحيوانات، وبعدما تسلّق جداراً يبلغ ارتفاعه 6 أمتار وسياج أمان...

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو )
يوميات الشرق حشرة صغيرة تُثير مخاوف كبيرة (أ.ف.ب)

نيوزيلندا في معركة مع دبور قادر على افتراس 50 نحلة يومياً

أطلقت نيوزيلندا تحذيراً يحضّ الجمهور على الحذر من أعشاش الدبابير الآسيوية الغازية التي تتميَّز بأرجلها الصفراء.

«الشرق الأوسط» (أوكلاند (نيوزيلندا))
يوميات الشرق كارثة تضرب مشروع الأمير ويليام البيئي (شراكة أراضي الخث في الجنوب الغربي)

«هجوم كيميائي» على أشجار الأمير ويليام

تعرَّضت أشجار صفصاف، زُرعت ضمن مشروع لاستعادة الطبيعة في أراضٍ تابعة للأمير ويليام داخل متنزه دارتمور الوطني البريطاني، لعملية تسميم مُتعمَّدة...

«الشرق الأوسط» (لندن)

تخصيص «مأوى» للكلاب الضالة في القاهرة... هل يحل المشكلة؟

انتشار الكلاب في أحد شوارع محافظة الجيزة (الشرق الأوسط)
انتشار الكلاب في أحد شوارع محافظة الجيزة (الشرق الأوسط)
TT

تخصيص «مأوى» للكلاب الضالة في القاهرة... هل يحل المشكلة؟

انتشار الكلاب في أحد شوارع محافظة الجيزة (الشرق الأوسط)
انتشار الكلاب في أحد شوارع محافظة الجيزة (الشرق الأوسط)

أثار قرار محافظة القاهرة تخصيص «مأوى» للكلاب الضالة في جنوب العاصمة المصرية تساؤلات حول مدى تأثيره وجدواه في حل مشكلة انتشارها في الشوارع، وتباينت ردود الفعل بين مشيد بالقرار ومنتقد له.

وكانت المحافظة قد قررت، الاثنين، تخصيص قطعة أرض بعد تزايد شكاوى المواطنين من كثرة أعداد الكلاب الشاردة وارتفاع حالات العقر. ولقي القرار ترحيباً من البعض باعتباره «بداية لمواجهة أزمة متفاقمة»، في حين شكك آخرون في جدواه، وتخوفوا من تأثيره على «حالة الكلاب» و«التوازن البيئي».

وتقع الأرض التي خصصتها المحافظة للكلاب الضالة شرق طريق الأوتوستراد في نطاق حي التبين، على مساحة 2.28 فدان، أي نحو 9500 متر مربع، وفق تصريحات لمحافظ القاهرة إبراهيم صابر، على أن يدار المأوى بالتنسيق مع مديرية الطب البيطري.

وسيضم المأوى مرافق للتعقيم والتطعيم والعلاج والتبني الطوعي. ويهدف القرار، بحسب بيان لمحافظة القاهرة، إلى «التعامل مع ملف الكلاب بحكمة، مع ضمان السلامة العامة دون الإخلال بالرفق بالحيوان».

ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد الكلاب الضالة في مصر، لكن بات ملحوظاً زيادتها بشكل لافت، وسيرها في مجموعات داخل الشوارع والمدن. وسبق أن قدّر وكيل نقابة البيطريين محمود حمدي، خلال تصريح تلفزيوني في أبريل (نيسان) الماضي، العدد بين 20 و30 مليوناً.

ورحّب الأمين العام الأسبق لنقابة الأطباء البيطريين والخبير الدولي في إدارة المخاطر البيولوجية، محمد عفيفي، بقرار محافظة القاهرة، ووصفه بأنه «خطوة مهمة وبداية، لكنه ليس نهاية المطاف»، مشيراً إلى أنه يأتي تطبيقاً لنصوص قانون 29 لسنة 2023 ولائحته التنفيذية في 2025 الخاص بتنظيم حيازة الحيوانات الخطرة والكلاب.

وينص قانون 29 في المادة 23 منه على أن «تتخذ السلطة المختصة في حدود إمكانات الدولة المتاحة، وبالتنسيق مع الجهات المعنية، التدابير والإجراءات اللازمة لمجابهة الحيوانات الضالة أو المتروكة التي تشكل خطراً على الإنسان أو الحيوان، وذلك بمراعاة معايير وتوصيات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية وغيرها من المنظمات الدولية المتخصصة».

خلال حملة لتطعيم الكلاب الضالة في محافظة الإسكندرية (رئيسة مجلس إدارة «جمعية الرفق بالحيوان»)

وقال عفيفي لـ«الشرق الأوسط» إن «الكلاب الضالة تتسبب في مئات الآلاف من حالات العقر سنوياً، وتكلف الدولة أكثر من مليار جنيه (21 مليون دولار) كل عام للتطعيمات فقط، بخلاف ما تسببه من ترويع للمواطنين والأطفال وكبار السن»، محذراً من أن هذه الكلاب «مستودع لعشرات من مسببات الأمراض المعدية الخطيرة».

وطالب عفيفي سائر المحافظات المصرية باتباع النهج ذاته «حتى نصل إلى سحب 80 في المائة من الكلاب الضالة المنتشرة في الشوارع بعيداً عن التجمعات السكنية كمرحلة طوارئ أولية، ثم تطبيق سياسة التعقيم والتطعيم على النسبة المتبقية بالشوارع، لضمان عدم زيادة الأعداد مرة أخرى، وضمان مجابهة مرض السعار».

غير أن رئيسة مجلس إدارة «جمعية الرفق بالحيوان»، هدى مقلد، لا ترى في قرار محافظة القاهرة وسائل عملية للتعامل مع ملف الكلاب الضالة. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن قرار المحافظة مرفوض بالنسبة لجمعيات الرفق بالحيوان باعتباره «غير مضمون النتائج على الكلاب»، مشككة في قدرة المحافظة على توفير أطباء بيطريين أو اللوجيستيات اللازمة للتعامل مع الكلاب الضالة التي ستُجمع في هذا المأوى.

وأضافت: «كان من الأولى توفير الأطباء البيطريين لتطعيم الكلاب في الشوارع ضد السعار».

كلاب ببعض المدن المصرية الجديدة في يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

وتكثر شكاوى التعرض للعقر من الكلاب الضالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط حملات عدة للمطالبة بالتخلص منها، من ضمنها حملة لتوجيه شكاوى مجمعة من قاطني بعض المناطق للتحرك في هذا الملف.

ولفتت هدى مقلد إلى أن الحل الأمثل للتعامل مع الكلاب الضالة هو «التوعية»، مشددة على أن «سلوك بعض الكلاب العدواني يكون ردّ فعل تجاه تعرضها للاعتداء من الأطفال أو السكان في منطقة ما».

وأضافت: «الكلاب تلعب دوراً رئيسياً في التوازن البيئي، واختفاؤها من مناطق يهدد بكثير من المخاطر فيها، منها مخاطر ظهور الثعابين، لذا فالأفضل أن يُخصص المأوى للكلاب المصابة بالسعار لحين قتلها قتلاً رحيماً، أو الكلاب التي تعاني مشكلة لحين علاجها وإعادتها إلى الشارع، بالتزامن مع حملة تطعيم وتعقيم للكلاب».

وعلى «فيسبوك»، كتب حسام الدين عبد الحميد، وهو مدير تنمية بشرية في إحدى الشركات، مناشداً محافظة الجيزة التي يسكن فيها اتخاذ قرار مماثل.

كان عبد الحميد قد حاول من قبل تطعيم 7 كلاب في منطقته حدائق الأهرام بالجيزة من السعار قبل عام ونصف عام حتى يأمن على نفسه والمحيطين من عقرها. وتواصل مع إحدى جمعيات الرفق بالحيوان، وحصل على المصل اللازم، لكنه لم يتمكن من تطعيمها حتى الآن لعدم إرسال الجمعية طبيباً مختصاً؛ لذا فإنه يرى أن قرار محافظة القاهرة هو الأفضل.

حملات لضبط انتشار الكلاب الضالة في الشوارع المصرية (فيسبوك)

وقال عبد الحميد لـ«الشرق الأوسط»: «الكلاب في حدائق الأهرام أصبحت كثيرة جداً، وكل شهر تقع أكثر من حادثة عقر، سواء لأطفال أو كبار، لذا أطلقت منذ أيام حملة عبر غروب للسكان لتوجيه شكاوى جماعية للمحافظة للتصرف في أمر الكلاب الضالة».

وأضاف: «العقر والتطعيم سيحتاج أموالاً، والأفضل حالياً بالنسبة لنا كسكان نقلهم. هو حل وسط يُرضي المتضررين من الكلاب ومحبي الكلاب ونشطاء الرفق بالحيوان».

غير أن رئيسة مجلس إدارة «جمعية الرفق بالحيوان» لا تعد «المأوى الرسمي» للكلاب الضالة حلاً وسطاً، قبل توضيح آليات تنفيذه، وقبل أن يُسمح للمجتمع المدني بمراقبة ما سيحدث فيه.


«كمسري» حافلات النقل العام في مصر يغادر إلى محطته الأخيرة

حافلات تابعة لهيئة النقل العام في مصر (محافظة القاهرة)
حافلات تابعة لهيئة النقل العام في مصر (محافظة القاهرة)
TT

«كمسري» حافلات النقل العام في مصر يغادر إلى محطته الأخيرة

حافلات تابعة لهيئة النقل العام في مصر (محافظة القاهرة)
حافلات تابعة لهيئة النقل العام في مصر (محافظة القاهرة)

يحمل بيده تذاكره المُلونة، يتجول بها بين ركاب الحافلة مرتدياً سترته الزرقاء، مردداً بصوت عال: «ورق ورق... تذاكر تذاكر»، وعند توقف الحافلة بين المحطات يُنادي قرب بابها على وجهتها النهائية، ليلتحق بها الركاب واحداً تلو الآخر، كما ينبّه مَنْ بالداخل أن محطته اقتربت، أو يطلق «صُفارته» عالياً لتنبيه السائق بالتوقف، أو لضبط مُتهرب من «قطع التذكرة».

وبعيداً عن مهامه الرسمية، يقوم بدور إنساني في رحلته... يبتسم للركاب، ويساعد العجائز، ويحمل الأمتعة عن المُسنّين، والرُضع عن أمهاتهم إن لزم الأمر، بينما يمازح الركاب ليخفف وطأة الزحام داخل الحافلة، والتكدس المروري خارجها.

في القاهرة الكبرى، حيث تشكّل حافلات النقل العام شريان الحياة اليومي، لم يكن «الكُمسري» أو محصل التذاكر، مجرد موظف يجمع الأجرة، بل كان جزءاً من النسيج الاجتماعي والحكايات اليومية على مدى عقود.

واليوم، يجد «الكمسارية» التابعين لهيئة النقل العام في مصر أنفسهم «خارج الخدمة»، بعدما بدأت هيئة النقل بالقاهرة التشغيل التجريبي لمنظومة الدفع الإلكتروني داخل الحافلات العامة بالقاهرة، تمهيداً لإلغاء التذكرة الورقية خلال عام 2026، وعدم التعامل مع المحصل، الذي وصل بدوره مع هذا القرار إلى «محطة النهاية».

وبحسب تصريحات لمحافظ القاهرة، إبراهيم صابر، الاثنين، سيتعامل المواطن إلكترونياً دون الحاجة إلى تدخل المحصل، وسيكون بحوزة الراكب «كارت إلكتروني» يسدد بواسطته ثمن الرحلة.

إحدى حافلات هيئة النقل العام في مصر (محافظة القاهرة)

وتعتمد منظومة الدفع الإلكتروني داخل حافلات النقل العام على «كارت ذكي مسبق الدفع» يكون متوافراً في المحطات النهائية للحافلة ومنافذ هيئة النقل العام، يشحنه المواطن ويستخدمه عبر ماكينات مخصصة مثبتة عند الباب الأمامي للحافلة؛ أما قيمة التذكرة فتتحدد وفق عدد المحطات والمسافة، بحيث لا يتساوى راكب مسافة قصيرة مع راكب لآخر الخط، ما يشجع المواطنين على استخدام حافلة أتوبيس النقل العام، ويقضي نهائياً على أزمة «الفكَّة» داخل المواصلات.

وتقوم هيئة النقل العام بنقل نحو مليون راكب يومياً عبر 173 خطاً، بها 150 محطة نهائية و2800 محطة عابرة، وذلك من خلال 2500 حافلة موزعة على 18 «جراجاً» على مستوى القاهرة الكبرى، بحسب بيانات سابقة للهيئة.

«البعد الإنساني»

يقول أستاذ الإدارة المحلية في مصر، حمدي عرفة، إن قرار هيئة النقل العام في القاهرة تطبيق منظومة الدفع الإلكتروني يأتي في إطار مواكبة التطورات التكنولوجية التي تشهدها العواصم العربية والعالمية، إلا أنه يحذر من تجاهل البعد الإنساني والاجتماعي للقرار، مشيراً إلى أن «المحصلين» يمثلون فئة عمرية تتراوح بين 45 و60 عاماً، ما يجعل إعادة تأهيلهم أو تحويلهم إلى وظائف بديلة أمراً بالغ الصعوبة.

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن الإدارة المحلية «قادرة على تحقيق توازن بين التحديث التكنولوجي والحفاظ على الوظائف التقليدية، من خلال تدريب المحصلين على استخدام تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، بما يضمن دمجهم في المنظومة الجديدة وتلافي سيناريوهات الإقصاء أو التهميش».

وأكد رئيس هيئة النقل العام عصام الشيخ، الاثنين، أن المنظومة الجديدة ستُطبق على 1800 حافلة، وأن 300 حافلة ستدخل الخدمة فعلياً خلال الأيام المقبلة كمرحلة أولى.

وبينما تخطط الهيئة لعدم التعامل مع المحصل خلال عام 2026، فإنها تنوي أيضاً الاستفادة من المحصلين (الكمسارية) الحاليين ونقلهم لوظائف تتناسب مع طبيعة التشغيل الجديد، بحيث تستفيد منهم في العمل سائقين لمن يملك رخصة قيادة مهنية، أو تأهيل من لا يملكونها ليكونوا سائقين، أو نقل غير الراغبين في العمل سائقين إلى وظائف إدارية أو فنية.

مجموعة من حافلات هيئة النقل العام بمصر (محافظة القاهرة)

ويرى عرفة فكرة إعادة توظيف المحصلين سائقين «غير عملية»، موضحاً أن معظمهم لا يمتلكون رخص قيادة من الدرجة الأولى، ما يجعل توجيههم لهذا الدور قراراً محفوفاً بالمخاطر، وقد يهدد سلامة الركاب. ويؤكد أن الخيار الأكثر أماناً وواقعية هو توظيفهم في مهام إشرافية أو رقابية ضمن منظومة النقل الجديدة.

«طي صفحة من الذاكرة»

أستاذ علم الاجتماع في جامعة القاهرة، فايز الخولي، قال إن قرار إلغاء التذكرة الورقية في حافلات النقل العام لا يعني فقط نهاية وسيلة دفع تقليدية، بل يمثل أيضاً طي صفحة من الذاكرة الاجتماعية، حيث ستفقد الحافلات أحد وجوهها الإنسانية، حيث كان «الكمسري» يؤدي دوراً يتجاوز جمع الأجرة إلى كونه عنصراً فاعلاً في ضبط السلوك العام داخل الحافلة.

وأضاف متحدثاً لـ«الشرق الأوسط»: «في فترات سابقة، كانت المواصلات أكثر ازدحاماً وصعوبة مما هي عليه اليوم، ما كان يؤدي إلى احتكاكات ومشاكل بين الركاب، في تلك اللحظات كان للكمسري دور إنساني وتواصلي، وكان يتدخل كصوت أخلاقي، يذكّر الشباب باحترام كبار السن، ويحضهم على إخلاء مقاعدهم للنساء أو المسنين. هذا الدور كان جزءاً من ثقافة النقل العام، بما يعيد التوازن داخل الحافلة».

ويستعيد الخولي مشهداً عاصره قبل سنوات، حين كان المحصل يضفي على الرحلة طابعاً من البهجة، مستخدماً نقراته على صندوق التذاكر الخشبي ومردداً عباراته الشهيرة: «تذاكر يا حضرات، تذاكر يا شباب، تذاكر يا حلوين»، والتي كانت تحمل تخفيفاً من وطأة الزحام.

ويُعد «المحصل» في الحافلات العامة إحدى الشخصيات الأيقونية التي تناولتها السينما المصرية بتنوع كبير، وغالباً ما قدمته في قالب إنساني يعكس الطبقات البسيطة في المجتمع المصري.

ومن أبرز الأفلام التي قدمت هذه الشخصية «أقوى الرجال»، حيث قدم الفنان نور الشريف شخصية «زكي» المحصل الذي يعمل بهيئة النقل العام، كما أن فيلمه الشهير «سواق الأتوبيس» ظهرت فيه شخصية «المحصل» من خلال الفنان حمدي الوزير، وكذلك فيلم «فرحان ملازم آدم» الذي جسد فيه الفنان فتحي عبد الوهاب شخصية الشاب «فرحان» الذي كان يعمل محصلاً.


أحمد العوضي يُروج لمسلسله الرمضاني الجديد «علي كلاي»

أحمد العوضي ودرة من كواليس مسلسله الرمضاني القادم «علي كلاي» (حسابه على موقع فيسبوك)
أحمد العوضي ودرة من كواليس مسلسله الرمضاني القادم «علي كلاي» (حسابه على موقع فيسبوك)
TT

أحمد العوضي يُروج لمسلسله الرمضاني الجديد «علي كلاي»

أحمد العوضي ودرة من كواليس مسلسله الرمضاني القادم «علي كلاي» (حسابه على موقع فيسبوك)
أحمد العوضي ودرة من كواليس مسلسله الرمضاني القادم «علي كلاي» (حسابه على موقع فيسبوك)

بدأ الفنان المصري أحمد العوضي الترويج لمسلسله الرمضاني الجديد «علي كلاي»، الذي انطلق تصويره قبل عدة أسابيع، وذلك عبر مسابقة على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتاد العوضي على إطلاق المسابقات منذ عامين، وشهدت إقبالاً واسعاً من جمهوره ومتابعيه، حتى وصلت مسابقاته «السوشيالية» إلى 74 مسابقة، حسبما أعلن على حسابه بـ«فيسبوك».

وكتب العوضي سؤال المسابقة الجديدة، مؤكداً أن «30 شخصاً وصفهم بإخوته سيفوزون بمبلغ 10 آلاف جنيه». ورغم بساطة السؤال وهو «اسم مسلسله رمضان القادم الذي تم الإعلان عنه من قبل»، سأل العوضي السؤال نفسه: «ما اسم مسلسل رمضان القادم؟ وكانت الخيارات هي (علي كلاي... أم علي كلاي... أم علي كلاي)»، إلا أن بعض التعليقات أخذت المسابقة لجانب «كوميدي ساخر»، مؤكدين أنه سؤال صعب ولا يمكنهم الإجابة عليه، وغير ذلك من الردود التي اعتبرت سؤال العوضي تيسيراً على جمهوره من أجل الفوز، بينما أكد العوضي أن إعلان الأسماء الفائزة سيكون بالتزامن مع احتفاله بعيد ميلاده يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

وتعليقاً على المسابقات الترويجية «السوشيالية»، أكد الكاتب والناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط» أن «من حق كل فنان اختيار الوسيلة التي يروج بها لأعماله، فكل ما هو متاح ولا يخرج عن القواعد والآداب العامة من حق كل شخص استغلاله وتجربته، وحدث من قبل في أعمال عدة قديمة وحديثة، طالما أن المسابقة لا تحمل في مضمونها أي تجاوز أو إسفاف».

أحمد العوضي (حسابه على موقع فيسبوك)

ويشارك في بطولة مسلسل «علي كلاي»، الذي ينتمي لنوعية الدراما الشعبية، الفنانة درة، ويارا السكري، وعصام السقا، بالإضافة لنخبة كبيرة من النجوم، إخراج محمد عبد السلام، وتأليف محمود حمدان الذي تعاون من قبل مع العوضي في مسلسلي «حق عرب» و«فهد البطل».

وبجانب مسابقات العوضي الشهيرة، أطلق فنانون آخرون مسابقات أيضاً على حساباتهم بمواقع التواصل بهدف الترويج لأعمالهم الفنية، من بينهم حسن أبو الروس الذي أعلن عن جائزة مليونية لمن يخمن اسم من سيشاركه في أغنيته الجديدة حينها، وكذلك محمد رمضان الذي أعلن عن مسابقات عدة على حساباته باعتبارها نوعاً من الدعاية لأغنياته.

وفي حوار سابق لـ«الشرق الأوسط»، تحدث أحمد العوضي عن علاقته بجمهوره وهدفه من إطلاق مسابقات فنية عبر حساباته بمواقع التواصل بين الحين والآخر، مؤكداً أن حرصه على ذلك يأتي من منطلق سعيه لأن تكون السعادة متبادلة مع جمهوره الذي يعتبره شريكاً أساسياً في ماله ونجوميته، وكان داعماً له وصنع اسمه منذ بدايته، وأن ما يفعله ينبع من قلبه وعقله تجاه جمهوره الذي يحب مساندته.

من جانبه، أبدى الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، رفضه لهذه الظاهرة التي تم اختراعها، وانتشرت بكثافة في عصر السوشيال ميديا، وفق قوله، مؤكداً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنها «عنصر جذب بالإكراه، لأنها ستكون سبباً في زيادة عنصر المشاهدة أثناء البث لمتابعة مستجدات المسابقة ومحاولة الفوز».

وأضاف سعد الدين أن «العمل الجيد يفرض نفسه، ويجتذب الجمهور بعيداً عن هذا التوجه، فبرغم مساندة هذه المسابقات في تحقيق جزء من المشاهدات، فإنها لن تستمر في مهمتها حتى النهاية مهما اخترع الصناع من مسابقات، فما يستمر هو المحتوى الجيد».