واشنطن توضح تصريحات سفيرها في بغداد بشأن حصانة مستشاريها

بعد احتجاج رسمي عراقي صامت

واشنطن توضح تصريحات سفيرها في بغداد بشأن حصانة مستشاريها
TT

واشنطن توضح تصريحات سفيرها في بغداد بشأن حصانة مستشاريها

واشنطن توضح تصريحات سفيرها في بغداد بشأن حصانة مستشاريها

بعد أقل من 24 ساعة من تصريحات نسبت للسفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز بشأن الاتفاق مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على منح المستشارين الأميركيين العاملين في العراق حاليا حصانة قانونية، نفت السفارة الأميركية في بغداد مضمون تلك التصريحات، واصفة ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام بأنه «غير دقيق».
وقالت السفارة في بيان أمس إن «بعض وسائل الإعلام تناقلت تصريحات غير دقيقة على لسان السفير الأميركي لدى العراق ستيوارت جونز بأن رئيس الوزراء حيدر العبادي قد قام بتقديم تأكيدات على الحصانة والامتيازات الممنوحة للمدربين والمستشارين الأميركيين الموجودين حاليا في العراق». وأضافت السفارة أن «هذه المعلومات غير دقيقة، وأن ما صرح به السفير جونز هو أن الحكومة الأميركية لديها ضمانات بناء على المراسلات الخطية الرسمية بين الولايات المتحدة والعراق في ظل اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وقد تم تبادل المذكرات الدبلوماسية ذات الصلة في شهر يونيو (حزيران) 2014»، أي في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس الجمهورية.
وأوضحت السفارة أنه «كان ذلك موقفا مختلفا، وهذه القوات لديها دور مختلف، ولدينا التطمينات التي نحتاجها من الحكومة العراقية بشأن الامتيازات والحصانات»، مشيرة إلى أن «هذا موجود في صلب الرسائل الخطية الرسمية بين الحكومتين، واتفاق التعاون الإطاري الاستراتيجي الذي يعد أساسا قانونيا لشراكتنا أيضا».
وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصدر رفيع المستوى طلب عدم الإشارة إلى اسمه، فإن «الحكومة العراقية سارعت إلى استيضاح الموقف من السفارة الأميركية بهذا الشأن لأنه يتناقض مع ما تم الاتفاق عليه وقبل أن تحصل تداعيات سياسية لذلك، لأن هناك جهات سياسية في العراق لديها حساسية حيال منح أي حصانة للأميركيين في العراق». وأضاف المصدر أن «السفارة الأميركية وعدت بأنها سوف توضح مضمون التصريحات بشكل صحيح».
من جهته، أكد رافد جبوري، المتحدث الإعلامي باسم مكتب رئيس الوزراء، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «السفارة الأميركية أوضحت الأمر لأنه لم يكن هناك أي اتفاق جديد بين الحكومتين العراقية والأميركية بشأن الوضع القانوني للمستشارين الأميركيين في العراق، بل إن هناك اتفاقا مع الحكومة السابقة، وطبقا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين، وتنص على معاملة المستشارين بنفس معاملة العاملين في السفارة»، مشيرا إلى أن «ذلك لا يتعدى الحصانة الدبلوماسية وليس القانونية، وأن دورهم ليس دورا قتاليا». وجدد جبوري موقف الحكومة العراقية الثابت بشأن «عدم طلب قوات برية، ولن يحصل هذا لأن العراق أبلغ المجتمع الدولي بعدم حاجته إلى قوات برية بقدر حاجته إلى الدعم في مجالي التسليح والتدريب».
في سياق ذلك، استبعدت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي موافقة الحكومة العراقية على منح الحصانة الدبلوماسية والقضائية للقوات الأميركية المقاتلة في العراق. وقال عضو اللجنة والنائب عن ائتلاف دولة القانون إسكندر وتوت إن «رئيس مجلس الوزراء غير مخول بموضوع يمس سيادة العراق وأمنه من دون الرجوع إلى مجلس النواب وعرض الأمر عليهم»، مشيرا إلى أن «موضوع الحصانة حسم في زمن المالكي ولا توجد أي نية لتعديله». وأضاف وتوت أن «أغلب النواب والشعب العراقي يرفض إعطاء الحصانة لقوات انتهكت كل حقوق الإنسان أثناء الاحتلال».
من جهته، أكدت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري عدم إمكانية منح المستشارين الأميركيين حصانة قانونية. وقال عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار حسين الشريفي إن «القوات الأميركية لا يمكن لها أن تمتلك الحصانة بأي حال من الأحوال»، مشيرا إلى أن «الدستور العراقي واضح في ذلك، حيث إنه يرفض منح الحصانة لأنها مساس بسيادة البلاد».



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.