وزير الدفاع التركي يهاجم فرنسا ويتفقد {غرفة العمليات} في ليبيا

TT

وزير الدفاع التركي يهاجم فرنسا ويتفقد {غرفة العمليات} في ليبيا

جدد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، التأكيد على أن بلاده لن تتراجع عن دعم حكومة الوفاق الليبية، برئاسة فائز السراج، وذلك في إطار القانون الدولي، مطالباً فرنسا بالاعتذار عن موقفها بشأن التحرشات بين السفن التركية والفرنسية في البحر المتوسط خلال مهمة لـ«الناتو» للتفتيش على الأسلحة، بموجب الحظر المفروض من الأمم المتحدة. كما وجه رسائل إلى اليونان وقبرص بشأن حقوق تركيا والقبارصة الأتراك في ثروات شرق المتوسط.
وقال أكار، خلال زيارته أمس للجنود الأتراك في ليبيا، في اليوم الثاني من زيارته المفاجئة لطرابلس التي بدأها أول من أمس، ورافقه خلالها رئيس أركان الجيش التركي يشار جولر، إن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب «الأشقاء» الليبيين، وفق ما يقتضيه القانون الدولي والعدل، مضيفاً: «لن نتراجع عن هذا الموقف».
وبخصوص المقابر الجماعية التي عثر عليها مؤخراً في جنوب طرابلس، ومدينة ترهونة ومحيطها، قال أكار إنها تعد «جرائم ضد الإنسانية»، معبراً عن «افتخاره بالجنود الأتراك في ليببا الذين يؤدون مهامهم بشكل مشرف».
وقام أكار وجولر، عقب لقائهما مع الجنود الأتراك، بزيارة لمستشفى معيتيقة العسكري، للاطلاع على الأوضاع هناك من المسؤولين، ثم انتقلا بمروحية إلى سفينة «تي جي جي جريسون» الحربية في مياه البحر المتوسط، حيث مركز العمليات الحربية التركية في ليبيا، والتقيا الجنود الأتراك العاملين على ظهر السفينة.
وفي كلمة إلى الجنود الأتراك، تناول أكار شكوى فرنسا من تحرش سفينة تركية بسفينة فرنسية قبالة شواطئ ليبيا الشهر الماضي، قائلاً إن تركيا قدمت للشركاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) جميع الوثائق والصور التي تفند ادعاءات فرنسا التي قال إنها «لم تقدم أي دليل على مزاعمها».
وانتقد أكار تصريحات سابقة للرئيس الفرنسي، وصف خلالها «الناتو» بأنه في حالة «موت سريري»، كما تطرق إلى ما سماه «التصعيد العسكري الذي تمارسه اليونان في بحر إيجه»، مشدداً على عزمه على حماية حقوق ومصالح الشعب التركي في بحر إيجة والبحر المتوسط وقبرص، ورفض تركيا لأي حل يقوم على فرض الأمر الواقع.
وكان أكار قد بدأ أول من أمس زيارة مفاجئة إلى طرابلس، رافقه خلالها رئيس أركان الجيش التركي يشار جولر، قالت أنقرة إنها استهدفت الاطلاع عن كثب على سير الأنشطة الجارية في إطار مذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري المبرمة مع حكومة الوفاق الوطني في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.
وتفقد أكار وجولر مركز التدريب والتعاون العسكري والأمني في طرابلس، والتقيا عسكريين أتراكاً وليبيين، ثم التقى السراج، حيث أشارت تقارير إلى أنه اتفق معه على توفير حصانة للجنود الأتراك الموجودين بطرابلس ضد أي ملاحقة قضائية، عن طريق إعطائهم الصفة الدبلوماسية.
وأكد أكار، في كلمة أمام جنود أتراك وليبيين في مركز التدريب، أن تركيا ستفعل كل ما يلزم من أجل الشعب الليبي، وأنها «ستواصل وقوفها إلى جانب الأشقاء الليبيين دائماً»، لافتاً إلى أن ليبيا لليبيين فقط، وأن بلاده تتمنى أن تنصلح الأوضاع هناك في القريب العاجل.
وأكدت زيارة وزير الدفاع التركي وقائد أركان الجيش تقارير في وسائل الإعلام التركية عن تكثيف تركيا تحركاتها لإقامة قاعدة بحرية في مصراتة، إلى جانب بحث البدء في استخدام قاعدة الوطية الجوية، فضلاً عن إقامة قاعدة عسكرية تحت اسم مركز التدريب والتعاون العسكري والأمني.
وبالتوازي مع زيارة أكار إلى ليبيا، قال إردوغان إن تركيا مستمرة في التعاون مع الحكومة الليبية الشرعية «بكل عزم وإصرار»، مضيفاً: «وزير دفاعنا (خلوصي أكار) في زيارة إلى ليبيا لمواصلة التعاون القائم بتنسيق أوثق».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.