للتخلص من «رمز العبودية»... ميسيسيبي تقرّ تغيير علم الولاية

علم ميسيسيبي المثير للجدل (أ.ب)
علم ميسيسيبي المثير للجدل (أ.ب)
TT

للتخلص من «رمز العبودية»... ميسيسيبي تقرّ تغيير علم الولاية

علم ميسيسيبي المثير للجدل (أ.ب)
علم ميسيسيبي المثير للجدل (أ.ب)

أقر برلمان ميسيسيبي أمس (الأحد) مشروع قانون لإزالة شعار الكونفدرالية عن علم الولاية الأميركية الجنوبية، آخر ولاية كانت لا تزال ملتزمة بهذا الرمز الذي يذكر بحقبة العبودية.
ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، يأتي القرار فيما عمت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة موجة مظاهرات مناهضة للعنصرية أحيت الجدل مجدداً حول رموز الماضي العنصري للبلاد مطالبة بإزالتها.
وأقر برلمان مسيسيبي الأحد اعتماد علم جديد للولاية لا يتضمن شعار الكونفدرالية. وفي مجلس نواب الولاية صوت 91 نائباً لمصلحة مشروع القانون، بينما صوت ضده 23 نائباً.
وبعد بضع ساعات صوت في مجلس الشيوخ 37 عضواً لمصلحة النص، مقابل 14 عضواً صوتوا ضده.
وما إن أقر المشروع في مجلس الشيوخ حتى علا هتاف السيناتورات الذين احتفلوا بهذا الحدث بالهتاف والعناق والمصافحة بقبضة اليد.
وميسيسيبي هي الولاية الأميركية الوحيدة التي ما زالت رايتها تحتفظ بعلم جيش «الولايات المتحدة الكونفدرالية» المؤلف من مستطيل أبيض في أعلى زاويته اليسرى مربع أحمر يتوسطه صليب أزرق قُطري بداخله نجوم صغيرة بيضاء.
وهذا العلم الذي كان يمثل الولايات الجنوبية التي رفضت إلغاء العبودية خلال حرب الانفصال (1861 - 1865)، يمثل بالنسبة إلى كثيرين رمزاً للماضي العنصري للبلاد.
ومشروع القانون الذي أقر الأحد يكلف لجنة من تسعة أعضاء تصميم علم جديد للولاية، ويشترط أن يخلو العلم الجديد من الشعار الكونفدرالي وأن يضم بالمقابل عبارة «بالرب نثق».
وسيعرض العلم الجديد على ناخبي الولاية لإقراره في استفتاء عام سيجري في نوفمبر (تشرين الثاني)، فإذا وافقوا عليه يتم اعتماده وإلا ستصبح الولاية من دون علم إلى أن تتم الموافقة على علم جديد.
وأكد السيناتور الديمقراطي عن ميسيسيبي، جون هورن، أن تغيير العلم لا يبدد لوحده آثار الماضي العنصري لجنوب الولايات المتحدة. وأضاف: «لكنه خطوة كبرى على طريق الاعتراف بالإنسانية والقيم التي منحها الله لكل شخص».
وكان حاكم الولاية، تيت ريفز، الذي سبق له وأن عارض تغيير علم الولاية، أعلن السبت أنه لن يستخدم حق النقض الذي يتمتع به لرد هذا القانون، بل سيوقع عليه إذا ما أقره الكونغرس.
وخلال المناقشات الساخنة التي جرت السبت حول هذه المسألة، لفت عضو كونغرس الولاية إدوارد بلاكمان، وهو ديمقراطي أسود إلى مدى صعوبة مروره أمام العلم الكونفدرالي كل يوم تقريباً. وقال: «آمل عندما ننظر إلى (العلم المقبل) أن يجعلنا نشعر بالفخر جميعاً وليس بعضنا فقط».
وعادت مسألة التمييز العنصري لتحتل النقاشات في الولايات المتحدة منذ وفاة الأميركي الأسود جورج فلويد في 25 مايو (أيار) الماضي، اختناقا أثناء قيام شرطي أبيض باعتقاله في مينيابوليس.
وأثارت وفاته موجة احتجاجات في الولايات المتحدة ضد الاستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة وضد التمييز العنصري. وغالباً ما انتهت هذه المظاهرات بأعمال شغب ونهب.
وخلال الاحتجاجات الضخمة المناهضة للعنصرية التي هزت الولايات المتحدة في مايو الفائت، كان أحد مطالب المحتجين التخلص من هذا العلم وإزالة تماثيل الجنرالات الكونفدراليين والشخصيات التي كانت مناهضة لإلغاء العبودية واجتثاث سائر المظاهر التكريمية لهؤلاء.
وكانت بطولة ناسكار للسيارات منعت رفع أعلام الكونفدرالية على مدرجاتها، حيث غالباً ما يرفع المشجعون هذه الأعلام ولا سيما في الجنوب حيث تشتهر هذه السباقات.
وميسيسيبي التي لديها ماضٍ طويل في الفصل العنصري، هي الولاية الوحيدة التي ما زالت تحتفظ بالشعار الكونفدرالي على علمها بعد أن تخلت عنه جورجيا في 2003.
وقبل عامين، رفض المشرعون في ميسيسيبي التخلص من علم اعتبروه جزءاً لا يتجزأ من تراث الجنوب وثقافته.
لكن الضغط المتزايد لدوائر الأعمال والرياضة والثقافة والمجتمع المدني في الولاية أثمر تحولاً في موقف هؤلاء المشرعين الذين وافقوا على إعادة رسم علم الولاية.
وكتب كايلين هيل، اللاعب النجم في فريق كرة القدم لجامعة ميسيسيبي في تغريدة «غيروا العلم وإلا فإنا لن أمثل بعد الآن هذه الولاية».
كما طالبت جمعية الكنائس المعمدانية في ميسيسبي والتي تحظى بنفوذ واسع بتغيير العلم. ثم عمدت جمعيات أخرى من مختلف القطاعات الاقتصادية إلى جانب مسؤولين من عالم الرياضة إلى الانضمام إلى هذه الحركة.
وكتبت فايث هيل، وهي نجمة موسيقى الكانتري على «تويتر»: «أتفهم أن الكثيرين يرون في العلم الحالي رمزا لإرث الجنوبيين، لكن علينا أن ندرك أن هذا العلم يشكل رمزاً مرعباً لأشقائنا وشقيقاتنا السود».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.