حملات تعقيم في مساجد مصر وتشديد على الإجراءات الوقائية

حملات تعقيم بالمساجد استعداداً لفتحها اليوم السبت (مجلس الوزراء المصري)
حملات تعقيم بالمساجد استعداداً لفتحها اليوم السبت (مجلس الوزراء المصري)
TT

حملات تعقيم في مساجد مصر وتشديد على الإجراءات الوقائية

حملات تعقيم بالمساجد استعداداً لفتحها اليوم السبت (مجلس الوزراء المصري)
حملات تعقيم بالمساجد استعداداً لفتحها اليوم السبت (مجلس الوزراء المصري)

حذرت وزارة الصحة المصرية من بروتوكولات منسوبة لها متداولة على (الإنترنت) لعلاج فيروس (كورونا المستجد). وقالت «الصحة» أمس إن «هذه البروتوكولات (غير حقيقية) ولا علاقة للوزارة بها، والوزارة هي الجهة الوحيدة المنوط بها صرف أدوية بروتوكول العلاج لكل مصاب بالفيروس حسب طبيعة حالته، إما من خلال تطبيق البروتوكولات العلاجية التي تقدمها لمرضى الفيروس بالمستشفيات، أو من خلال إرسال حقائب الأدوية إلى المنازل لمرضى الفيروس ذوي الأعراض البسيطة أثناء العزل المنزلي.
وصدر كلام وزارة الصحة في وقت قامت وزارة الأوقاف، المسؤولة عن المساجد، بحملات تعقيم في المساجد استعداداً لفتحها اليوم (السبت). وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أمس، إنه «حال التزام المصلين بالضوابط، سيتم النظر في سرعة رفع تعليق صلاة الجمعة والجنائز»، مطالباً المصلين بـ«الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، والبعد عن التزاحم وتجنب المصافحة والمعانقة».
في غضون ذلك، أكد «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» المصري، أمس، أن «لا صحة لتطبيق رسوم تأشيرة دخول على السائحين الوافدين إلى المحافظات السياحية بداية من يوليو (تموز) المقبل»، موضحاً أنه «تم إعفاء السياح القادمين للبلاد من جميع أنحاء العالم على متن الطيران المباشر إلى المحافظات السياحية من رسوم التأشيرات السياحية، وذلك خلال الفترة من مطلع يوليو المقبل حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، مع حصولهم على تلك التأشيرات عند وصولهم إلى المطار، وذلك في إطار حرص الدولة على تنشيط السياحة». كما أكد المركز أنه «لا صحة لتراجع وزارة التعليم العالي عن قرار إتمام امتحانات الفصل الدراسي الثاني في الجامعات للفرق النهائية»، مشيراً إلى أن «امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب السنوات النهائية بالجامعات ستعقد في موعدها المقرر مطلع يوليو، واجتياز طلاب السنوات النهائية لتلك الامتحانات يعد شرطاً أساسيا للتخرج».
من جهتها، نفت وزارة التموين أمس ما تردد من أنباء بـ«شأن إجبار المصريين على شراء المطهرات على بطاقات التموين»، موضحة أن «المواطن له الحرية الكاملة في اختيار احتياجاته من السلع التي يتم توزيعها على البطاقات، دون الإجبار على شراء سلعة معينة، وبما يعادل القيمة المخصصة له من الدعم»، لافتة إلى أنه «تم طرح كميات كبيرة من مطهرات التعقيم (كحول طبي)، وبيع كميات كبيرة منها، وذلك ضمن سلع فارق نقاط الخبز المدعم على البطاقات التموينية منذ أبريل (نيسان) الماضي، وبأسعار أقل من الأسعار المتداولة بالأسواق، وكذلك طرح أنواع من مطهرات التنظيف تحتوي على كلور بنسب مركزة ومتوسطة التركيز، بالفروع التابعة لشركات المجمعات الاستهلاكية، وذلك ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تتخذها الدولة للحد من انتشار الفيروس».
إلى ذلك، أعلن الجامع الأزهر عن فتح أبوابه لاستقبال المصلين لأداء الصلوات الخمس اليوم (السبت)، مشدداً على «ضرورة التزام المصلين بكل الإجراءات الاحترازية المتبعة، حرصاً منها على سلامتهم، من أجل الحد من انتشار فيروس (كورونا المستجد)». وأهاب الجامع الأزهر بالمصلين، في بيان له أمس، بـ«الدخول عبر البوابات المخصصة للتعقيم، وإحضار كل مصل سجادة، والالتزام بالتباعد بين المصلين بحيث لا تقل المسافة بين كل مصل وآخر عن المتر، وعدم المكوث في الجامع بعد أداء الصلاة، وعدم التجول في صحن الجامع وأروقته، وارتداء الكمامة».
وقالت دار الإفتاء المصرية أمس، إن «ارتداء الكمامة إذا لبسها المصلي في صلاته، فإن ذلك لا يدخل في النهي الشرعي عن تغطية الفم والأنف في الصلاة؛ لأن محل النهي الأحوال المعتادة، أما ظرف الوباء فهو عذر مبيح، وحالة مستثناة من الكراهة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».