«مشاهد حرب أهلية» في شتوتغارت... وميركل تصف الصدامات بـ«المشينة»

19 جريحاً من الشرطة... وتوقيف 24 شخصاً

وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر ومعه عدد من المسؤولين يتفقد سيارة شرطة محطمة (إ.ب.أ)
وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر ومعه عدد من المسؤولين يتفقد سيارة شرطة محطمة (إ.ب.أ)
TT

«مشاهد حرب أهلية» في شتوتغارت... وميركل تصف الصدامات بـ«المشينة»

وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر ومعه عدد من المسؤولين يتفقد سيارة شرطة محطمة (إ.ب.أ)
وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر ومعه عدد من المسؤولين يتفقد سيارة شرطة محطمة (إ.ب.أ)

أعربت سلطات شتوتغارت الألمانية، أمس (الأحد)، عن صدمتها إزاء تصعيد «على نحو غير مسبوق» شهدته المدينة ليلاً، بعد وقوع أعمال شغب وُصفت بأنها «مشاهد من حرب أهلية»، والتي أوقعت أكثر من عشرة جرحى في صفوف الشرطة وتسببت بأضرار مادية في عدد من المتاجر.

وأعلنت الشرطة توقيف 24 شخصاً نصفهم ألمان، وإصابة 19 عنصراً. وقال قائد شرطة شتوتغارت، فرانك لوتس: «كانت مشاهد لا تصدّق جعلتني عاجزاً عن التعبير، على مدى السنوات الـ46 لخدمتي في الشرطة لم أشهد يوماً أمراً كهذا».
وأدانت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بشدة المواجهات العنيفة، حسبما أعلن المتحدث باسمها، ووصفت الهجمات التي استهدفت عناصر الشرطة ونهب متاجر على أيدي مئات الأشخاص بـ«المشينة».

وقال المتحدث باسمها شيتفن زايبرت: «أياً كان الفاعلون فإنهم قد انقلبوا على مدينتهم وعلى الشعب الذي عاشوا معه، وعلى القوانين التي تحمينا جميعاً».
وتصاعد التوتر بعيد منتصف الليل عندما نفّذ رجال الشرطة حملة تفتيش شملت فتى ألمانياً يبلغ 17 عاماً يشتبه بحيازته مخدرات، وفق ما أعلن قائد شرطة شتوتغارت توماس برغر.
وسرعان ما تجمّعت حشود كانت تتجول في ساحة وسط المدينة حول الفتى وراحوا يرشقون الشرطة بالحجارة والزجاجات، واستخدم المحتشدون وغالبيتهم من الرجال العصي لتكسير زجاج سيارات الشرطة المتوقفة في المنطقة.
وأصدر رئيس حكومة ولاية بادن فورتمبرغ وينفريد كريتشمان بياناً جاء فيه: «أدين بشدة هذا التفشي الوحشي للعنف، هذه الأفعال المرتكبة ضد الأشخاص والممتلكات هي أعمال جرمية ويجب أن تلاحق قضائياً وأن تدان».
وفي ذروة المواجهات، اشتبك ما بين 400 و500 شخص مع قوات الشرطة وعناصر أجهزة الإنقاذ.

وبعدما تمكّنت الشرطة من صد المهاجمين، تفرّقوا ضمن مجموعات صغيرة وقاموا بأعمال شغب في وسط المدينة شملت تكسير الواجهات الزجاجية للمحال التجارية ونهب متاجر في سوق «كونيغشتراس» الرئيسية.
وأظهرت فيديوهات نشرت على «تويتر» أشخاصاً يحطّمون واجهات المحال التجارية ويرمون البضائع في الشارع، وتعرّض محل مجوهرات للنهب، كما تم تحطيم متجر للهواتف الخلوية، وبالإجمال تم نهب تسعة محال كما أصيب 14 متجراً بأضرار، لا سيما تحطيم الواجهات الزجاجية.
ووقعت حوادث مماثلة في نهايات أسبوع سابقة في المدينة، لكنها كانت أقل حدة، دفعت الشرطة إلى تعزيز انتشارها بمائة عنصر إضافي، لكن حجم أعمال العنف تخطى قدرات القوة المنتشرة التي اضطرت لطلب تعزيزات.

وعاد الهدوء بعد نحو 4 ساعات ونصف الساعة، لكن المواجهات أسفرت عن «مشاهد من حرب أهلية»، وفق المسؤول السياسي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ساشا بيندر.
واستبعدت الشرطة، الأحد، وجود أي دوافع سياسية للمواجهات، واصفة مرتكبيها بأنهم من رواد السهر.
وقال رئيس بلدية شتوتغارت، فريتس كون، إن أعداداً كبيرة كانت على غير العادة موجودة في وسط المدينة للتمتع بالأجواء الصيفية بسبب استمرار إغلاق الحانات على خلفية جائحة «كوفيد - 19».

وتابع أن بعضاً من المشاغبين كانوا تحت تأثير الكحول، أما البعض الآخر فربما كانوا مدفوعين بـ«الإدمان على نشر فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي».
ولدى سؤاله عن جنسيات الموقوفين من غير الألمان، أوضح برغر أنهم من رعايا كرواتيا والبرتغال وأفغانستان والصومال.
وقال وزير داخلية المنطقة، توماس شتروبل، إن أعمال الشغب «غير مسبوقة»، متعهداً «استخدام كل الوسائل القانونية المتاحة لملاحقة المشاغبين».


مقالات ذات صلة

العثور على 5 جثث مقطعة في شاحنة بالمكسيك

أميركا اللاتينية عناصر من الشرطة المكسيكية، في إسكوبيدو، المكسيك 20 أبريل 2022 (رويترز)

العثور على 5 جثث مقطعة في شاحنة بالمكسيك

عُثر على 5 جثث على الأقل مقطَّعة الأوصال، الخميس، بشاحنة في غواناخواتو بوسط المكسيك التي تشهد حرباً مفتوحة بين كارتلات المخدرات، على ما أفادت به السلطات.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي صورة ملتقطة في 4 ديسمبر 2020 في جنيف بسويسرا تظهر غير بيدرسن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

مبعوث الأمم المتحدة يندد ﺑ«وحشية لا يمكن تصورها» في سجون نظام الأسد

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا إن الفظاعات التي شهدها سجن «صيدنايا» ومراكز الاحتجاز الأخرى في سوريا، تعكس «الوحشية التي لا يمكن تصورها» التي عاناها السوريون.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا الطفلة البريطانية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 (متداولة)

القضاء البريطاني يدين بالقتل والدَي طفلة توفيت جرّاء الضرب

أدان القضاء البريطاني والدَي الطفلة الإنجليزية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 بعد تعرضها لسوء المعاملة على مدى سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا نساء أيزيديات يرفعن لافتات خلال مظاهرة تطالب بحقوقهن والإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «داعش» المتطرف في الموصل بالعراق... 3 يونيو 2024 (رويترز)

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

قضت محكمة هولندية بالسجن عشر سنوات بحق امرأة هولندية أدينت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بإبقائها امرأة أيزيدية عبدة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.