ما الفئات الأكثر احتياجا للتحصين بلقاح (كوفيد - 19) عند إنتاجه؟ وما العدد المطلوب من اللقاحات بشكل عاجل على مستوى العالم؟... تساعد دراسة نشرت 15 يونيو (حزيران) الحالي بدورية «ذي لانسيت» في الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال تقدير عدد الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض.
وتقدر الدراسة التي طورت نماذج لتحديد الفئات الأكثر عرضة للخطر، باستخدام بيانات من 188 دولة، أن نحو 1 من كل 5 أشخاص في جميع أنحاء العالم (1.7 مليار)، يعانون من حالة صحية أساسية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمرض (كوفيد - 19).
ومن بين هذا العدد، وجدت الدراسة، أن 349 مليون شخص في جميع أنحاء العالم معرضون بشدة لخطر الإصابة بمرض (كوفيد - 19) الشديد الذي قد يتطلب دخول المستشفى.
ووجد الباحثون من مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي (LSHTM)، الذين قادوا هذه الدراسة، أن هناك اختلافاً كبيراً في المخاطر حسب الفئة العمرية، حيث تتراوح بين أقل من 1 في المائة عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً إلى ما يقرب من 20 في المائة عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 70 عاماً، و25 في المائة لمن هم فوق سن 70.
ويقول مؤلفو الدراسة في مقدمة دراستهم، إن هذه الأرقام تقديرية وتركز على الظروف الأساسية بدلاً من عوامل الخطر الأخرى مثل العرق والحرمان الاجتماعي والاقتصادي والسمنة. ويضيفون أن هذا العمل يتسم بأهمية خاصة؛ نظراً للمناقشات التي تجريها الحكومات الوطنية حول العالم حول كيفية رفع القيود فيما يتعلق بحماية أفراد المجتمع الأكثر تعرضاً لعدوى (كوفيد - 19) الشديدة، مع رفع إجراءات الإغلاق لتحريك الاقتصادات مرة أخرى، كما توفر نقطة بداية للنظر في عدد الأفراد الذين قد يحتاجون إلى الحماية أو التطعيم مع انتشار الوباء العالمي. ويقول الدكتور أندرو كلارك، قائد الفريق البحثي، في تقرير نشره أول من أمس الموقع الطبي «ميد سكيب»، إن المجموعات الأكثر عرضة للخطر، هي التي تعاني من أمراض مثل (الكلى المزمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة)، وتشمل الأشخاص في البلدان التي بها شيخوخة السكان، والبلدان الأفريقية ذات الانتشار المرتفع لفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، والدول الجزرية الصغيرة التي ترتفع فيها نسبة انتشار مرض السكري.
وتم استخلاص بيانات انتشار الأمراض التي اعتمدت عليها الدراسة، من دراسة العبء العالمي للأمراض والإصابات وعوامل الخطر (GBD) 2017. وتقديرات الأمم المتحدة للسكان لعام 2020، وقائمة الحالات الصحية الأساسية ذات الصلة بـ(كوفيد - 19).
ويشيد الدكتور خالد الحديدي، أستاذ الفيروسات بجامعة أسيوط المصرية، بنتائج الدراسة، لكونها «تقدم دليلا استرشاديا يمكن أن يتم الاعتماد عليه في تقييم المخاطر، لكن كل دولة لا بد أن يكون لها الدليل الخاص بها الذي يستند إلى عناصر أخرى قد تتم ملاحظتها أثناء علاج ومتابعة الحالات».
ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «على سبيل المثال كشفت دراسة نشرت في دورية (نيو إنغلاند الطبية) يوم 17 يونيو الحالي، أن أولئك الذين كانت فصيلة دمهم من النوع (A) كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض شديد، بينما أولئك الذين يملكون الفصيلة (O) أقل احتمالية للإصابة، وهي النتيجة التي سبق أن رصدتها دراسة صينية».
ويضيف: «مثل هذا الأمر ينبغي ملاحظته محليا، وقد يقود إلى إضافة هذا العامل (نوع فصائل الدم) إلى عوامل الخطر».
أكثر من مليار شخص معرضون لخطر «كورونا»
دراسة دولية أفادت بأن 349 مليوناً منهم تتطلب حالتهم دخول المستشفى
أكثر من مليار شخص معرضون لخطر «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة