مخاوف الموجة الثانية تطلق حملة فحص واسعة في بكين

سجلت أكبر حصيلة يومية لإصابات «كورونا» منذ أبريل

أطلقت بكين حملة فحص واسعة تشمل كل من زار سوقاً موبوءة أو يقطن بالقرب منها (أ.ف.ب)
أطلقت بكين حملة فحص واسعة تشمل كل من زار سوقاً موبوءة أو يقطن بالقرب منها (أ.ف.ب)
TT

مخاوف الموجة الثانية تطلق حملة فحص واسعة في بكين

أطلقت بكين حملة فحص واسعة تشمل كل من زار سوقاً موبوءة أو يقطن بالقرب منها (أ.ف.ب)
أطلقت بكين حملة فحص واسعة تشمل كل من زار سوقاً موبوءة أو يقطن بالقرب منها (أ.ف.ب)

أعلنت الصين أنها سجلت أكبر حصيلة يومية لإصابات جديدة بفيروس «كورونا» المستجدّ منذ أبريل (نيسان) الماضي، بينما تخضع أحياء في العاصمة بكين لإجراءات عزل، مما يثير مخاوف من موجة ثانية لوباء «كوفيد19».
وهزّ اكتشاف الإصابات المحلية الجديدة الصين حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتم تطويقه بفضل إجراءات حجر صارمة جداً فرضت في كثير من دول العالم في وقت لاحق. وأطلق اكتشاف عشرات الإصابات الجديدة في بكين قبل يومين حملة فحص واسعة وتعقب للمخالطين. وأعلنت السلطات الصينية، أمس الأحد، عن تسجيل 57 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» المستجدّ، في حصيلة يوميّة هي الأعلى منذ أبريل (نيسان) الماضي. وقالت لجنة الصحّة الوطنيّة إنّ 36 من تلك الإصابات الجديدة محلّيّة وسُجّلت في العاصمة بكين، حيث أغلقت السلطات سوقاً كبيرة لبيع المواد الغذائية، وفرضت إجراءات عزل على الأحياء المجاورة لها. أما الإصابتان الأخريان اللتان أُعلنتا أمس فقد سُجلتا في إقليم لياونينغ بشمال شرقي البلاد حيث صرح مسؤولون في القطاع الصحي بأن المصابين كانا على اتصال وثيق مع الذين أعلنت إصابتهم في بكين، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. فيما نسبت وزارة الصحة بقية الإصابات التي سجلت أمس لقادمين من الخارج.
وأدّى الكشف عن الإصابات المحلية الجديدة إلى فرض إغلاق من جديد في 11 مجمعاً سكنياً بالقرب من السوق. وأُعلنت حالة الإنذار بعدما أكدت الهيئة الوطنية للصحة الجمعة الماضي أول إصابات في بكين منذ شهرين. وأرجأت سلطات المدينة عودة الطلاب في المدارس الابتدائية التي لم تستأنف الدراسة بعد. وأوضحت السلطات أن كثيراً من الإصابات الجديدة مرتبط بسوق الجملة «شينفادي»، بينما كشفت فحوص واسعة السبت الماضي عن وجود إصابات إضافية.
وقالت متحدثة باسم سلطات العاصمة، شو هيجيان، أمس، في تصريح للصحافة إن بكين دخلت في «فترة استثنائية». وأفادت صحيفة «الشعب» التابعة للحزب الشيوعي بأن من بين المصابين الذين سجّلوا الأحد، رجلاً يبلغ 56 عاماً يعمل سائق حافلة في المطار وكان قد ذهب إلى سوق «شينفادي» قبل أن يُصاب. وبعد أسبوع ارتفعت حرارة جسمه وجاءت نتيجة فحصه إيجابية لناحية إصابته بالفيروس، وفق الصحيفة. وأغلقت السلطات جزءاً من السوق. وتحدثت وكالة الصحافة الفرنسية عن مئات رجال الشرطة يرتدي كثير منهم أقنعة وقفازات، وعشرات من القوات الخاصة للشرطة انتشروا في الموقع السبت. وأعلنت السلطات أن كل الأشخاص الذي يعملون في السوق أو يعيشون في الأحياء المجاورة لها سيخضعون لفحص الكشف عن «كوفيد19»، وكذلك بالنسبة للسكان الذين زاروا السوق منذ 30 مايو (أيار) الماضي.
وفي أنحاء المدينة كافة، بدأت الشركات والجماعات المحلية تبعث برسائل إلى الموظفين والسكان كي يبلغوا عن تحركاتهم الأخيرة. وكانت سوق خضروات تقع قرب سوق «شينفادي» لا تزال مفتوحة أمس، فيما تواصل شاحنات الدخول إليها والخروج منها. وشرح سائق شاحنة يضع كمامة جراحية إنه ينقل صناديق فطر إلى متاجر ومطاعم في بكين. وقال «زانغ» لوكالة الصحافة الفرنسية إنه لا يشعر بالقلق، مضيفاً: «لكن على أي حال، ليس لديّ الخيار، أنا جزء من الطبقات الدنيا؛ إذن عليّ أن أواصل العمل لكسب لقمة العيش».
في الشوارع المجاورة، كان السكان في منازلهم والمتاجر والمطاعم مغلقة. وكان دكان لا يزال مفتوحاً يبيع السجائر والمشروبات من خلف قضبان البوابة. وقال أحد السكان ويُدعى شين، إنه قام برحلات عدة في سيارته حتى مدخل هذا الحي لتوصيل مؤن لعائلته. وأضاف: «ما إن أنتهي من نقلها، فسأنضمّ إليهم؛ لأن بعد ذلك لن أستطيع الخروج».
وأفادت وسائل الإعلام التي تديرها الدولة بأن الفيروس رُصد على ألواح التقطيع المستخدمة لسمك السلمون المستورد، مشيرة إلى أن المتاجر الكبرى أزالت مخزوناتها من السلمون. وأمرت سلطات بكين بفحص سلامة الأغذية على مستوى المدينة، مع التركيز على اللحوم الطازجة والمجمدة والدواجن والأسماك في محلات السوبر ماركت والمستودعات وخدمات المطاعم. وقال بائع خضراوات في سوق أخرى وسط بكين لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الناس يشعرون بالخوف». وأضاف الرجل الذي يدعى سان أن «بائعي اللحوم أجبروا على إغلاق محالهم، وهذا المرض مخيف فعلاً».
إلى ذلك، أغلقت سلطات المدينة 9 مدارس ورياض أطفال بالقرب من شينفادي، وعلقت مناسبات رياضية وتناول الطعام الجماعي وزيارات المجموعات السياحية في المقاطعات، في محاولة لوقف انتشار الفيروس.
وعُلّقت السبت الزيارات إلى العاصمة الصينية لمجموعات من محافظات أخرى. وكان معظم الإصابات التي سجلت في الأشهر الأخيرة لأشخاص عادوا إلى البلاد.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.