مستشار الأمن القومي الأميركي السابق: أكبر خيبة أمل في زماننا سلام الشرق الأوسط

الجنرال جونز لـ («الشرق الأوسط»): إلحاق الهزيمة بـ«داعش» مؤكد لكن لا بد من قوات برية لتحرير الموصل

الجنرال جيمس جونز: العلاقات الأميركية - التركية يجب أن تصطلح
الجنرال جيمس جونز: العلاقات الأميركية - التركية يجب أن تصطلح
TT

مستشار الأمن القومي الأميركي السابق: أكبر خيبة أمل في زماننا سلام الشرق الأوسط

الجنرال جيمس جونز: العلاقات الأميركية - التركية يجب أن تصطلح
الجنرال جيمس جونز: العلاقات الأميركية - التركية يجب أن تصطلح

جرى اللقاء في إسطنبول أثناء وجود الجنرال جون ألن في أنقرة، ومع وصول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن. ورغم السحابة السوداء المخيمة على العلاقات الأميركية - التركية أصر الجنرال السابق جيمس جونز على فكرة أنه لا بد لمثل هذه العلاقة الاستراتيجية بين الدولتين من أن تتجاوز الصعوبات التي تتراكم في طريقها، فهو رئيس «المجلس الأميركي - التركي» ويصغي إلى ما يقوله السياسيون ورجال الأعمال الأتراك.
عمل الجنرال جونز قائدا للقيادة الأميركية - الأوروبية في الحلف الأطلسي، ثم مستشارا للأمن القومي الأميركي مع الرئيس باراك أوباما. حدد الدور الأميركي في العراق وفي الحرب في أفغانستان. شارك بوصفه ضابط عمليات في شمال العراق وتركيا، وكذلك في البوسنة والهرسك ومقدونيا. في عام 2008 كان المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأميركية إلى الشرق الأوسط، وفي عام 2010 غادر موقعه مستشارا للأمن القومي من دون أن يغادر اهتماماته العسكرية والسياسية. في حديثه إلى «الشرق الأوسط» قال عن القضية الفلسطينية: «إذا استطعنا إصلاح أمر واحد في هذا الكون فيجب أن يكون إيجاد حل لهذه القضية، وإقامة الدولتين أفضل الحلول». منذ حياته العسكرية كانت إيران تقلقه ولا تزال. عن قوتها العسكرية يقول إنها كافية «للاستمرار بالتسبب بصعوبات ومشاكل في المنطقة (...) لكن يمكن إلحاق الهزيمة بها إذا ما وقعت الحرب».
يودعني الجنرال باللغة الفرنسية. وهنا نص الحديث:

* نصح هنري كيسنجر إسرائيل بأن لا تفاوض حول السلام مع الفلسطينيين الآن قبل نهاية تنظيم داعش. ما رأيك بهذه النصيحة؟
- لا أرغب في أن أناقض هنري كيسنجر، لكن شعوري بأن أكبر خيبة أمل في زمننا هي في عدم إيجاد حل لعملية السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين. قلت عدة مرات ولا يزال هذا اعتقادي، إنه إذا استطعنا إصلاح أمر واحد في هذا الكون، فيجب أن يكون هذا الأمر؛ لأن تأثير الحل سيكون مفيدا جدا، فهذه ليست فقط مشكلة محلية وإنما مشكلة عالمية ويجب أن نحقق تقدما فيها. هذه وجهة نظري.
* الآن بعد التطورات الأخيرة ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المسجد الأقصى والكنيس، هل هناك خطر من حرب طائفية بين الطرفين؟
- إنها أخطر جزء في العالم ومن الصعب تخمين ما قد يحدث في المستقبل. احتمال اندلاع العنف هناك قائم في كل لحظة، وهذا يؤكد الضرورة الحتمية لإيجاد حل طويل الأمد، وبنظري إقامة دولتين هو الحل الوحيد.
* ما كان هدف زيارة الجنرال جون آلن إلى تركيا، في الوقت الذي قال فيه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه يريد من الأميركيين أن يقيموا منطقة عازلة في سوريا كي يوافق على التعاون؟
- تعرفين أنا في القطاع الخاص الآن. أعرف الجنرال آلن منذ سنوات طويلة خدم في «المارينز» معي، هو رجل ذو صدقية وحكيم... لكنني لا أعرف ما جرى بحثه. إنما أكيد شمل التعاون العسكري الأميركي – التركي وربما تبادل وجهات النظر حول طرق مختلفة لتحقيق أهدافنا المشتركة.
* ما أهدافكما المشتركة؟
- الالتزام بإطاحة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في مرحلة ما، فهذه ليست حكومة شرعية. آراؤنا هنا متشابهة، ونريد التأكد من أن تثبت الحكومة العراقية الجديدة نفسها، ثم بقاء العراق دولة موحدة، وبالطبع القضاء على خطر «داعش». أعتقد أن لدينا الكثير من الأهداف المشتركة، وما يجري الآن هو حول أفضل السبل للوصول إلى هناك.
* لكن في رسالته إلى المرشد الأعلى قال الرئيس الأميركي إن هدف العمليات العسكرية في سوريا ليس إطاحة الأسد، وليس ضد النظام، وفي قمة بريسبن في أستراليا عندما سئل عما إذا كانت هناك من خطة لإزاحة الأسد أجاب: كلا.
- ثانية، أنا في القطاع الخاص.
* لكنك سمعت بهذا؟
- لا أعرف ماذا قال كل واحد ولمن قال، أنا أتكلم على المستوى الاستراتيجي، وسعيد أن الجنرال آلن في تركيا الآن، وكذلك نائب الرئيس جو بايدن. لقد التقيت في أنقرة عدة شخصيات تركية وتحدثنا عن منظمة «المجلس الأميركي - التركي» وكيف يمكننا تقوية العلاقة الاقتصادية بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية. أنا لا أحاول تجنب السؤال، إنما لست على قرب من تلك الاتصالات.
* لكن، ماذا بالنسبة إلى رأيك؟
- برأيي أن لدينا أهدافا مشتركة.
* بالنسبة إلى مصير الأسد؟
- ما أراه يجري الآن هو إيجاد أفضل الطرق بين الأصدقاء لتحقيق هذه الأهداف. يجب أن أبقى متفائلا وأن تجد العلاقات التركية - الأميركية نوعا من الاتفاق حول إيجاد نقطة للانطلاق.
* رئيس المكتب السياسي في «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال يد الله جواني قال إن الأزمة في العراق وسوريا سوف تنتقل إلى تركيا، إذا لم تعدل أنقرة تصرفاتها. هل تعتبر هذا تهديدا؟ وهل يمكن لإيران أن تزعزع استقرار تركيا؟
- لا أعتقد أن إيران تقوم بأعمال ضد مصلحتها. هناك الكثير من المفاوضات دائرة، وآمل أن يتم التحقق من كل شيء. هذه المنطقة منطقة خطيرة جدا. ولعدة سنوات كانت إيران مهندس الدعم للأسد، كما تبنت الإرهاب ومسؤولة عن قتل الآلاف من الناس، وأعتقد أنها حتى تعدل من تصرفاتها، وتثبت أن هذا تغييرا جذريا، يجب أن تظل تعتبر على أساس ما كانت عليه. وأنا أتعاطف مع الشكوك والمشاعر التركية حتى يثبت العكس.
* وهل تتعاطف مع شكوك ومشاعر الدول العربية والخليجية بالذات بالنسبة إلى إيران؟
- أنا طوال حياتي العسكرية كانت تقلقني إيران، وطالما لا يوجد ما يبدد شكوكنا، يجب أن نظل كذلك حتى يثبت العكس.
* أنت سعيد لأن نائب الرئيس بايدن هنا، هل تعتقد أنه سينجح في إقناع الرئيس إردوغان بأن يسير جنبا إلى جنب مع الأميركيين في هذه المهمة؟
- هناك دولتان ذواتا سيادة، لديهما خلافات يجب أن تصطلح، وأنا على قناعة بقيمة هذه العلاقة التاريخية والاستراتيجية، ولا شك أنه بوصفهما صديقتين ستجدان طريقا مشتركا، وهذا ما يجري الآن.
* هل أنت متفائل بالتقارب الجديد بين أنقرة وبغداد وأربيل؟
- أعتقد أن هذه إشارة جيدة جدا، وأعتقد أن يستمر التقارب، وأميركا سعيدة وتبذل كل جهدها كي يستمر هذا التقارب الناجح.
* لكن إيران قالت إن لديها خطين أحمرين، العراق وسوريا، ما سيكون في اعتقادك رد فعلها تجاه هذا التقارب وتجاه سوريا؟
- سيكون من المهم أن نراقب، هذا بالتأكيد اختبار لإيران إذا ما كانت جادة في الانضمام إلى المجموعة الدولية بطريقة جدية.
* أي التوقف عن التدخل في العراق وسوريا!
- لديها فرصة لتغيير طرقها، إنما عليها أن تثبت ذلك. هي لا تحب أن تسمع ذلك، والإيرانيون شعب فخور، وإنما التاريخ يحكي، ولا يمكن أن نتظاهر أنه لم يكن هناك خطر إيراني محدق بالمنطقة.
* في العالم العربي، تقريبا لا يصدقون كيف أن قوة عظمى مثل أميركا لا تستطيع أن تهزم «داعش»، وأمس في جلسة النقاش قلت إن الطريق طويل. لماذا؟ أوضح لي الأمر بصفتك جنرالا عسكريا!
- من المؤكد أنه يمكن إلحاق الهزيمة بـ«داعش»، إنما السؤال هو عن الطريقة لفعل ذلك. بنظري أنه في مرحلة ما لا بد من وجود قوات برية لتحرير الموصل. كيف ستكون هذه القوة؟ من سيوفرها؟ هذا جزء من النقاش الدائر. الولايات المتحدة أرسلت نحو 3 آلاف مستشار ليكونوا مع الجيش العراقي، هذه بداية.
* بداية؟
- نعم، إنما أكاديميا يمكن إلحاق الهزيمة بـ«داعش» وبسرعة.
* بسرعة؟
- بسرعة، مرة ثانية أكاديميا، إذا وفرنا القوة الضاربة المطلوبة.
* إذا كنت أنت الجنرال المخول مسؤولية إلحاق الهزيمة بـ«داعش».. فما الذي ستكون عليه خطتك «ألف» و«باء».. الأولى لهزيمة «داعش»، والثانية لما بعد؟
- أكاديميا..
* أكاديميا هل تعني عسكريا؟
- أعني من سيقوم بالمهمة. أكاديميا نحتاج إلى عملية مشتركة من السلاح الجوي، والبري، مدعومة بلوجيستية جيدة، وبنسبة قوات تجعل من قوات «داعش» أن تواجه وتقاتل وتموت أو تختفي. هذه الخطة الأولى، أما الخطة لما بعد «داعش»، فأعتقد استراتيجيا بأن عدة عواصم يجب أن تكون بدأت الحديث حول هذا: اقتصاد، بناء، مصالحة، وكيف تحكم؟ كل هذه الأشياء يجب أن تسير جنبا إلى جنب، لا يمكن تحقيق نصر عسكري ثم لا شيء بعده.
* نعرف أن الولايات المتحدة الأميركية ضد إقامة دولة كردية مستقلة، لكن في الوقت نفسه تريد من الأكراد أن يستعدوا لمقاتلة «داعش»؟
- كأميركا، نريد أن يبقى العراق دولة موحدة ونريد حكومة في بغداد تمارس المصالحة الداخلية، وهذا ما لم يفعله رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ونأمل أن تفعل الحكومة الحالية عكس ذلك، وفيما يتعلق بأحد أسئلتك السابقة عن العلاقة بين بغداد وأربيل وأنقرة، نحن نشجع هذا التقارب، وهذا يساعد على تحديد مستقبل العراق.
* البعض في الدول العربية يعيد ضعف السياسة الخارجية الأميركية إلى رغبتها في إرضاء إيران على حساب بقية دول المنطقة، خصوصا من قبل الرئيس أوباما؟
- أعتقد أن أميركا لن تفاوض أو تتوصل إلى اتفاق مع إيران غير مسؤول أو غير مدقق به جيدا.
* تعتقد أو تتمنى؟
- أعتقد أننا نحن الأميركيين سنكون مسؤولين، ولا أعتقد أننا نبحث عن تسوية سياسية بأي ثمن. هذا غير متسق مع تصرفات كل الإدارات الأميركية الديمقراطية والجمهورية. لدينا نظام التدقيق والتحقق، وهذا النظام يسير بشكل جيد.
* الدول الـ5+1 التي تفاوض إيران، صارت أخيرا تتكلم أكثر عن احتواء البرنامج النووي الإيراني وليس عن تفكيكه، فهل تعتقد أن هذه الدول ستسمح لإيران بأن تكون مثل اليابان، دولة على العتبة النووية؟
- تسألينني سؤالا تأمليا، حسب وجهة نظري فإنه مهما فعلنا مع إيران وكل ما نتوصل إليه يجب أن يكون عرضة للتدقيق العميق، وتدقيق لا يمكن دحضه. لا أشكك للحظة واحدة في أن إيران جلست حول الطاولة لأن المقاطعة آذتها كثيرا. لا يوجد سبب آخر لمجيئها. يجب أن لا نتجاهل هذا الأمر، وأن المقاطعة الاقتصادية فعلت فعلها، وكي نعرف أنها مخلصة بما تقوم أو تلتزم به، علينا أن يكون لدينا نظام تدقيق صارم.
* بصفتك جنرالا، هل تعتقد أن إيران عسكريا قوية جدا؟
- إنها قوية بشكل كاف، بمعنى أنها إذا رغبت في الاستمرار بالتسبب في الصعوبات والمشكلات في المنطقة، فهي تستطيع ذلك.
* لكن يمكن إلحاق الهزيمة بها إذا وقعت حرب؟
- نعم.. لكن آمل أن لا تقع الحرب.
* أمس في الجلسة قلت إن الإيزيديين في العراق صاروا بأمان، لكن الأسبوع الماضي قال فؤاد حسين رئيس مكتب مسعود بارزاني رئيس الإقليم الكردي في العراق، إن 10 آلاف إيزيدي في خطر الآن لأن «داعش» عاد يطوق جبل سنجار ولا يملكون السلاح الكافي.
- لا أعرف هذا. ما أعرفه أنه تم توقيف تقدم «داعش» على عدة جبهات، والآن نحن في مرحلة نقرر فيها طرد «داعش».
* طردهم إلى أين؟
- لا أعرف إلى أين سيذهبون. أريد دحرهم بحيث لا يستطيعون الذهاب إلى أي مكان. وأحد الأشياء التي يجب أن نفعلها هو أن نعرف من أين يأتون بالمال ويتمولون، أين خطوط إمداداتهم؟ يجب أن نقطع رأس الحية.
* بعض العراقيين غير مرتاح لفكرة قوات «الحرس الوطني»، يشعرون بأن هذه القوات ستكون عنصرا مذهبيا وقد تدفع السنة الذين لا يؤيدون «داعش» إلى حضن هذا التنظيم، بسبب وجود ميليشيات شيعية!
- هذا تحدٍّ للحكومة الجديدة، وهي يجب أن تثبت نفسها أمام الشعب العراقي بأنها تريد المحافظة على العراق دولة ذات سيادة، ويجب أن تدرك أن المصالحة كانت أكبر فشل لحكومة المالكي، وقد تكون حجر الزاوية لنجاح هذه الحكومة. وأعتقد إذا نجحت هذه الحكومة بالمصالحة وبذلت جهدا لحل المشكلات التي ذكرتها، فإن الولايات المتحدة قد تساعد الحكومة لتنجح. لكن إذا أثبت أنها حكومة مذهبية، فعندها سيكون مستقبل العراق مهددا.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.


بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.


واشنطن: مادورو غير شرعي

نيكولاس مادورو في 8 ديسمبر 2022 (رويترز)
نيكولاس مادورو في 8 ديسمبر 2022 (رويترز)
TT

واشنطن: مادورو غير شرعي

نيكولاس مادورو في 8 ديسمبر 2022 (رويترز)
نيكولاس مادورو في 8 ديسمبر 2022 (رويترز)

قالت الولايات المتحدة اليوم (الثلاثاء)، إنها ما زالت ترفض اعتبار نيكولاس مادورو الرئيس الشرعي لفنزويلا، وتعترف بسلطة الجمعية الوطنية المُشَكَّلة عام 2015 بعد أن حلت المعارضة «حكومتها المؤقتة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين: «نهجنا تجاه نيكولاس مادورو لا يتغير. إنه ليس الرئيس الشرعي لفنزويلا. نعترف بالجمعية الوطنية المُشَكَّلة عام 2015»، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
ولدى سؤاله عن الأصول الفنزويلية، ولا سيما شركة النفط الفنزويلية في الولايات المتحدة، قال برايس إن «عقوباتنا الشاملة المتعلقة بفنزويلا والقيود ذات الصلة تبقى سارية. أفهم أن أعضاء الجمعية الوطنية يناقشون كيف سيشرفون على هذه الأصول الخارجية».