وكالات الفضاء العالمية تبحث تقاسم ثروات القمر

استخراج الخامات من باطن القمر
استخراج الخامات من باطن القمر
TT

وكالات الفضاء العالمية تبحث تقاسم ثروات القمر

استخراج الخامات من باطن القمر
استخراج الخامات من باطن القمر

تستعد الدول «الفضائية الكبرى» للاستفادة من القمر، في موقعه والخامات الطبيعية المتوفرة على سطحه وفي باطنه، وتضع في هذا السياق مشروعات واعدة للنقل الفضائي بين الأرض والقمر، صديقها الأزلي الذي ساهم في تكوينها لتكون قابلة للحياة، ولا يزال يوفر الكثير من مقومات استمرارها، رغم بعده هنا. هذا ما تدل عليه الدعوة التي وجهها جيم بريدينستاين، مدير وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، إلى مديري الوكالات الفضائية، الروسية والأوروبية واليابانية والكندية، للمشاركة في اجتماع يوم غد، 9 يونيو (حزيران) عبر دارة فيديو، يبحثون خلاله التعاون في مجال استثمار القمر.
وأكد مصدر من وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، في حديث لوكالة «تاس» الدعوة للاجتماع، وقال إن المشاركين، بناء على طلب مدير «ناسا»، سيبحثون بصورة خاصة مساهمة كل دولة في تنفيذ برنامج «أرتيميدا» القمري الأميركي، حول «استثمار القمر»، واستخراج الخامات من باطنه، والاستفادة منه في أغراض أخرى. وعبرت روسيا في وقت سابق عن رفضها هذه الخطة الأميركية، لا سيما فيما يخص إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب «السيادة الأميركية» على القمر. وبالمقابل تُعد روسيا مشروعها القمري الخاص، الذي ستقوم في المرحلة الأخيرة منه بتشييد محطة مأهولة بالقرب من القطب الجنوبي للقمر.
ويعود هذا الاهتمام المتزايد بـ «صديق الأرض» إلى عوامل عدة. إذ يشكل القمر قاعدة فريدة للبحث العلمي في مجالات علم الفلك، وبناء مراصد على سطحه، يمكن أن تعطي صورا أكثر دقة لكواكب بعيدة. وستسهم دراسته في تكوين فهم أفضل لظروف تشكيل المجموعة الشمسية. وهناك من يرى فيه وجهة سياحية واعدة ومربحة جداً. إلا أن «النهم المادي» إن جاز التعبير، يبقى للأسف سبب الاهتمام الرئيسي بالقمر. إذ تنشد أنظار الدول الكبرى نحوه نظرا لوفرة مجموعة من المعادن الضرورية للصناعات في طبقاته، مثل الحديد والألمنيوم والتيانيوم، فضلا عن تراكم نظائر الهليوم-3 على سطحه، والتي يمكن استخدامها كوقود للمفاعلات النووية، وغيرها من خامات. ولا يخلو الأمر بالطبع من السعي للاستفادة من موقع القمر في المجال العسكري.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.