احتجاجات في مركز حجر بدمشق على سوء المعاملة وتردي الأوضاع

مصادر طبية مستقلة: التحاليل الخاصة لـ«أصحاب الوساطات» فقط

جانب من سوق شعبية في دمشق (إ.ب.أ)
جانب من سوق شعبية في دمشق (إ.ب.أ)
TT

احتجاجات في مركز حجر بدمشق على سوء المعاملة وتردي الأوضاع

جانب من سوق شعبية في دمشق (إ.ب.أ)
جانب من سوق شعبية في دمشق (إ.ب.أ)

ردا على احتجاج بعض نزلاء مركز الحجر الصحي في المدينة الجامعية بدمشق، قامت وزارتا الداخلية والصحة بفتح تحقيق حول ما شهده المركز، أول من أمس، وقيام بعض النزلاء برمي وجبات الطعام المقدمة إليهم من شرفة المركز.
وقالت مصادر مطلعة في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن بعض النزلاء من القادمين من خارج البلاد الملزمين بالحجر لمدة أسبوعين، رفضوا الطعام المقدم إليهم وقاموا برميه احتجاجا على سوء المعاملة وقلة النظافة في المركز، والتأخر بأخذ مسحات منهم لإجراء التحليل الخاص بفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) ، وطالبوا بالخروج من المركز قبل نهاية الموعد المحدد بـ14 يوما.
وعلى الفور باشر فريق مكلف من وزارتي الداخلية والصحة في التحقيق بالأمر بعد انتشار فيديوهات وصور في السوشيال ميديا تظهر النزلاء وهم يرمون الطعام، لإحالة المحتجين إلى القضاء وفق ما ذكرته مصادر إعلامية محلية.
وسبق أن تسربت فيديوهات وصور في عدد من مراكز الحجر توضح سوء النظافة والخدمات في عدد من المراكز الصحية التي خصصتها الحكومة بدمشق، لا سيما السكن الجامعي لاستيعاب الأعداد الكبيرة من العائدين، من روسيا والإمارات المتحدة والسودان وسلطنة عمان ولبنان ومصر والكويت والعراق وغيرها، بعد السماح لمن يرغب من السوريين العالقين بالخارج في العودة بداية شهر مايو (أيار) الحالي، مع اتباع الإجراءات الاحترازية المتبعة لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.
ونقلت صفحة (يوميات الحجر الصحي بدمشق) الخاصة بأخبار فيروس كورونا بدمشق عن مصادر وصفتها بـ«المتابعة»، أنه «تم تكليف الجهات المعنية في وزارتي الداخلية والصحة بإجراء تحقيق في ممارسات بعض المقيمين في مركز الحجر الصحي في المدينة الجامعية بدمشق والمتمثلة في رمي وجبات الطعام المقدمة لهم مجانا..... على أن يتم تقديم نتائج التحقيق بأقصى سرعة ليتم إحالة المخالفين للقضاء».
وفي السياق ذاته أفادت (يوميات الحجر الصحي) بأن «عدداً من الأشخاص القادمين من الخارج رفضوا الالتزام بالحجر لمدة 14 يوما وبدأوا بالاعتراض عليه بطريقة مسيئة للكوادر الطبية من خلال قيامهم بشتم الأطباء وقاموا بـ(النفخ في وجه أحد الأطباء لإجباره على البقاء معهم ضمن مركز الحجر وتعريضه للإصابة بالفيروس في حال كان أحدهم حاملاً له». كما ذكرت الصفحة أن «الطبيب لم يتقدم بدعوى قضائية ضد هؤلاء الأشخاص».
وتعاني وزارة الصحة في دمشق من نقص حاد في معدات التشخيص لصعوبة توفرها بسبب العقوبات الاقتصادية، ورغم ذلك قامت الوزارة بإجراء 1500 مسحة وكانت الأولوية للمسنين وأصحاب الحالات المرضية والذين ظهرت عليهم أعراض، حسب قولها.
لكن مصادر طبية مستقلة قالت إن الأولوية في إجراء التحاليل الخاصة بفيروس كورونا هي للمقربين وأصحاب الوساطات القوية من المحجورين القادمين من الخارج، وهو ما تسبب بالفوضى والاحتجاج.
وحسب أرقام وزارة الصحة بدمشق فإن عدد الإصابات بفيروس كورونا المسجلة لم يتخط الـ58 بينها 3 حالات وفيات، و36 حالة شفاء.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».