مصر: إجراءات مشددة لإزالة التعديات على أراضي الدولة

تقرير حكومي رصد أكثر من 6 آلاف مخالفة في 55 يوماً

TT

مصر: إجراءات مشددة لإزالة التعديات على أراضي الدولة

أكدت الحكومة المصرية «استمرار جهودها لإزالة التعديات على أراضيها»، وذلك عقب رصد تقرير حكومي «أكثر من 6 آلاف مخالفة وتعد على أراضي للدولة خلال 55 يوماً». وشدد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أمس، على «إزالة جميع مخالفات البناء والتعديات على الفور، ومن دون أي تهاون مع من يستغل الظروف الحالية للدولة لمواجهة فيروس (كورونا المستجد)، ويقوم بالبناء بالمخالفة للقانون، أو التعدي على أملاك الدولة». وقال مصدر مطلع، إن «رئيس مجلس الوزراء يشدد دائماً على التعامل بكل حزم مع أي تعديات جديدة على أراضي الدولة خاصة خلال ساعات حظر التنقل».
ومددت الحكومة «الحظر المؤقت على التنقل» الذي كانت فرضته في 25 مارس (آذار) الماضي، حتى نهاية شهر رمضان المبارك. ويبدأ «الحظر» في البلاد من التاسعة مساءً حتى السادسة من صباح اليوم التالي.
وسبق أن حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من «التعدي على أراضي الدولة في القاهرة ومحافظات مصر». وتلقى رئيس مجلس الوزراء، تقريراً من اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، أمس، تضمن رصداً لإجمالي ما تمت إزالته من تعديات ومخالفات بناء بمحافظات مصر، ووفق التقرير فإن «الجهات المختصة قامت خلال الفترة من 18 مارس (آذار) الماضي وحتى 12 مايو (أيار) الحالي، بإزالة 9420 مخالفة بناء منها 4809 حالات تعد على أراضي وأملاك تابعة للدولة، كما تمت إزالة ما يقرب من 13 ألف مخالفة بالتعدي بالبناء على الأراضي الزراعية، منها 1331 مخالفة على أراضي الدولة».
وأكد المصدر المطلع نفسه أن «الحكومة تواصل إجراءات استرداد أراضي الدولة، وهناك توجيهات بحملات مكبرة لإزالة التعديات، وإحالة أي تعد إلى النيابة العسكرية ضماناً للحسم والسرعة والحبس للمخالفين». ووافقت اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب المصري (البرلمان) في فبراير (شباط) 2019 على تشديد العقوبات بشأن التعديات على أراضي الدولة أو الأراضي الزراعية، بـ«السجن مدة لا تقل عن خمس سنوات، وبغرامة لا تقل عن 500 ألف جنيه ولا تزيد على مليون جنيه... وتكون العقوبة السجن المؤبد أو المشدد وغرامة لا تقل عن مليوني جنيه إذا ارتبط التعدي بجريمة تزوير محررات رسمية للحصول على هذه الأراضي». وأكد وزير التنمية المحلية خلال لقاء جمعه مع محافظ السويس اللواء عبد المجيد صقر، أمس، لبحث جهود إزالة التعديات على أراضي الدولة، على «أهمية استمرار جهود الأجهزة التنفيذية بالمحافظة لإزالة جميع التعديات التي تم حصرها خلال الفترة الماضية، وترسيخ هيبة الدولة، وعدم التهاون في استراد حقوق وممتلكات الدولة كاملة». في سياق آخر، أعلنت «منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة» في مصر أمس، «تلقيها 178 ألف شكوى وطلب واستغاثة خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، بزيادة قدرها 71 ألفا على شهر مارس (آذار) الماضي». وأكد رئيس الوزراء المصري أمس، «حرصه الشديد على متابعة جهود حل شكاوى المواطنين التي تتلقاها المنظومة بجميع الوسائل المختلفة على مستوى جميع المحافظات»، لافتاً إلى «هناك توجيهاً مستداماً للقائمين على المنظومة الحكومية بأن يتم التعامل مع كل شكوى بعناية وتوجيهها إلى الجهات المختصة، سعياً إلى إزالة أسبابها، وتحقيق مطالب المواطنين الذين يثبت لهم الحق فيها».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.