تبدو هذه الأيام ثقيلة على الرحالة الذين اعتادوا التنقل والسفر، ويسكنهم شغف المغامرة واكتشاف الأماكن، مع ما تتخذه الدول من إجراءات احترازية صارمة للحد من تفشي فيروس «كورونا» المستجد؛ حيث توقّفت مطارات، وسكنت الطائرات، ومكث الكل في بيته، ما دفع «الشرق الأوسط» لسؤال أشهر اثنين من الرحالة السعوديين حالياً عن خططهم وتطلّعاتهم لما بعد ذلك.
المهندس إبراهيم سرحان، هو رحالة سعودي يتابع رحلاته مئات الآلاف على شبكات التواصل الاجتماعي، يتحدَّث عن هذه الفترة قائلاً: «جاءت فترة الحجر المنزلي فرصة للتوقف المؤقت والهدوء، واستدراك بعض فرص التعلم وتطوير المهارات التي تفوت على الإنسان في أوج النشاط وإنتاج المحتوى. ووجدتها فرصة أيضاً للعمل على أرشيف متراكم من الصور ومقاطع الفيديو التي لم يتيسر العمل عليها وإخراجها من قبل».
وسرحان الذي يعتبر هذه الفترة مناسبة للاسترخاء الطويل، يوضح أنه يعمل حالياً على مسارين متساويين في الاهتمام بالرحلات الخارجية والداخلية في أرجاء المملكة. ويضيف: «مؤخراً، بدأت أجد متعة أكبر في الرحلات الداخلية قبل سنة من تطور الأمور بهذا الشكل وانتشار الوباء». ولا يعتقد سرحان أنه سيواجه نقصاً في الخيارات حالة تعليق الرحلات الخارجية لفترة أطول، إذا كان من المتاح التنقل بين مختلف مناطق المملكة، بحسب قوله.
ويفصح سرحان عن أول رحلة ينوي القيام بها إذا عادت الأمور لسابق عهدها، قائلاً: «أول وجهة خارجية ستعتمد على الموسم صيفاً أو شتاءً، وفي الغالب أجد ميلاً إلى زيارة المناطق الجبلية في آسيا الوسطى، من خلال إحدى الدول في تلك المنطقة، ويعتمد تحديد الخيار النهائي على بعض العوامل اللوجستية».
وعن أكثر رحلة استمتع بها سابقاً، يجيب: «يأتي في بالي هذه اللحظة زيارة مناطق لابلاند المشتركة بين شمال فنلندا والسويد والنرويج في فصل الصيف؛ حيث لا تغيب الشمس عن مناظر جميلة وأنهار وسهوب خضراء».
أما سعود العيدي، وهو رحالة سعودي ومقدم برنامج «لفة المملكة» على قناة «إم بي سي» في موسمه الثالث، فيعبّر عن هذه الفترة بقوله: «مما يؤلم ويتعب الرحالة اليوم أنهم لم يتصوروا في يوم من الأيام أن هذا الشيء سوف يحدث، فمن الممكن فعلياً أن خطط الصيف للأشهر المقبلة كلها ذهبت سُدى وأصبحت من العدم، وصار التركيز على مراجعة الرحلات القديمة وتدوينها، إلى جانب إعادة أرشفة الصور وأرشفة مقاطع الفيديو».
ويتحدث العيدي لـ«الشرق الأوسط» عن الخطط البديلة، مبيّناً أن تركيز شباب اليوم ممن اعتادوا قضاء شهور طويلة في الرحلات انصبّ على كيفية استثمار الأنشطة التي قاموا بها خلال الرحلات، وطرحها على شكل مقاطع فيديو أو صور أو ربما في كتب، مضيفاً: «أهم استثمار هو تدوين هذه الرحلات».
وبسؤال العيدي عن أول رحلة يعتزم قضاءها بعد انجلاء الأوضاع، تمنى أن تكون في «كامب كرفان» (سيارة داخلها بيت متنقل)، يرافقه فيها 10 من أصدقائه المقربين، ويدعوهم إلى رحلة داخل السعودية مدتها أسبوعان تقريباً. ويردف: «سبق أن ذهبت في هذه الرحلة كثيراً؛ لكن لم تكن على (كامب كرفان) مع أصدقائي المقربين جداً، والآن اشتقت لهم، وأعتقد أننا سنرى السعودية بشكل مختلف وجديد. سأزور حائل والقصيم وتبوك ونيوم والعلا، ومناطق سعودية أخرى».
وعن أكثر موقع يشعر العيدي بالحنين تجاهه، يقول: «استمتعت برحلة تسلق قمة (إيفرست) التي كانت في مثل هذه الأيام، تحديداً في شهر مايو (أيار) قبل عام من الآن»، ويردف: «أشعر بالحنين لأكون في ذاك المكان نفسه، بعد مرور سنة مع أصدقائي، وأن أذهب إلى المكان الذي قضيت فيه شهرين وتسلقت فيه أعلى قمة في العالم».
الوباء ينسف خطط الرحالة السعوديين وتدوين الرحلات ينتصر
الوباء ينسف خطط الرحالة السعوديين وتدوين الرحلات ينتصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة