الوباء ينسف خطط الرحالة السعوديين وتدوين الرحلات ينتصر

المهندس إبراهيم سرحان،
المهندس إبراهيم سرحان،
TT

الوباء ينسف خطط الرحالة السعوديين وتدوين الرحلات ينتصر

المهندس إبراهيم سرحان،
المهندس إبراهيم سرحان،

تبدو هذه الأيام ثقيلة على الرحالة الذين اعتادوا التنقل والسفر، ويسكنهم شغف المغامرة واكتشاف الأماكن، مع ما تتخذه الدول من إجراءات احترازية صارمة للحد من تفشي فيروس «كورونا» المستجد؛ حيث توقّفت مطارات، وسكنت الطائرات، ومكث الكل في بيته، ما دفع «الشرق الأوسط» لسؤال أشهر اثنين من الرحالة السعوديين حالياً عن خططهم وتطلّعاتهم لما بعد ذلك.
المهندس إبراهيم سرحان، هو رحالة سعودي يتابع رحلاته مئات الآلاف على شبكات التواصل الاجتماعي، يتحدَّث عن هذه الفترة قائلاً: «جاءت فترة الحجر المنزلي فرصة للتوقف المؤقت والهدوء، واستدراك بعض فرص التعلم وتطوير المهارات التي تفوت على الإنسان في أوج النشاط وإنتاج المحتوى. ووجدتها فرصة أيضاً للعمل على أرشيف متراكم من الصور ومقاطع الفيديو التي لم يتيسر العمل عليها وإخراجها من قبل».
وسرحان الذي يعتبر هذه الفترة مناسبة للاسترخاء الطويل، يوضح أنه يعمل حالياً على مسارين متساويين في الاهتمام بالرحلات الخارجية والداخلية في أرجاء المملكة. ويضيف: «مؤخراً، بدأت أجد متعة أكبر في الرحلات الداخلية قبل سنة من تطور الأمور بهذا الشكل وانتشار الوباء». ولا يعتقد سرحان أنه سيواجه نقصاً في الخيارات حالة تعليق الرحلات الخارجية لفترة أطول، إذا كان من المتاح التنقل بين مختلف مناطق المملكة، بحسب قوله.
ويفصح سرحان عن أول رحلة ينوي القيام بها إذا عادت الأمور لسابق عهدها، قائلاً: «أول وجهة خارجية ستعتمد على الموسم صيفاً أو شتاءً، وفي الغالب أجد ميلاً إلى زيارة المناطق الجبلية في آسيا الوسطى، من خلال إحدى الدول في تلك المنطقة، ويعتمد تحديد الخيار النهائي على بعض العوامل اللوجستية».
وعن أكثر رحلة استمتع بها سابقاً، يجيب: «يأتي في بالي هذه اللحظة زيارة مناطق لابلاند المشتركة بين شمال فنلندا والسويد والنرويج في فصل الصيف؛ حيث لا تغيب الشمس عن مناظر جميلة وأنهار وسهوب خضراء».
أما سعود العيدي، وهو رحالة سعودي ومقدم برنامج «لفة المملكة» على قناة «إم بي سي» في موسمه الثالث، فيعبّر عن هذه الفترة بقوله: «مما يؤلم ويتعب الرحالة اليوم أنهم لم يتصوروا في يوم من الأيام أن هذا الشيء سوف يحدث، فمن الممكن فعلياً أن خطط الصيف للأشهر المقبلة كلها ذهبت سُدى وأصبحت من العدم، وصار التركيز على مراجعة الرحلات القديمة وتدوينها، إلى جانب إعادة أرشفة الصور وأرشفة مقاطع الفيديو».
ويتحدث العيدي لـ«الشرق الأوسط» عن الخطط البديلة، مبيّناً أن تركيز شباب اليوم ممن اعتادوا قضاء شهور طويلة في الرحلات انصبّ على كيفية استثمار الأنشطة التي قاموا بها خلال الرحلات، وطرحها على شكل مقاطع فيديو أو صور أو ربما في كتب، مضيفاً: «أهم استثمار هو تدوين هذه الرحلات».
وبسؤال العيدي عن أول رحلة يعتزم قضاءها بعد انجلاء الأوضاع، تمنى أن تكون في «كامب كرفان» (سيارة داخلها بيت متنقل)، يرافقه فيها 10 من أصدقائه المقربين، ويدعوهم إلى رحلة داخل السعودية مدتها أسبوعان تقريباً. ويردف: «سبق أن ذهبت في هذه الرحلة كثيراً؛ لكن لم تكن على (كامب كرفان) مع أصدقائي المقربين جداً، والآن اشتقت لهم، وأعتقد أننا سنرى السعودية بشكل مختلف وجديد. سأزور حائل والقصيم وتبوك ونيوم والعلا، ومناطق سعودية أخرى».
وعن أكثر موقع يشعر العيدي بالحنين تجاهه، يقول: «استمتعت برحلة تسلق قمة (إيفرست) التي كانت في مثل هذه الأيام، تحديداً في شهر مايو (أيار) قبل عام من الآن»، ويردف: «أشعر بالحنين لأكون في ذاك المكان نفسه، بعد مرور سنة مع أصدقائي، وأن أذهب إلى المكان الذي قضيت فيه شهرين وتسلقت فيه أعلى قمة في العالم».


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

وصول الطائرة الإغاثية السعودية السابعة إلى مطار دمشق

الطائرة الإغاثية السعودية السابعة في مطار الملك خالد قبل توجهها إلى دمشق (واس)
الطائرة الإغاثية السعودية السابعة في مطار الملك خالد قبل توجهها إلى دمشق (واس)
TT

وصول الطائرة الإغاثية السعودية السابعة إلى مطار دمشق

الطائرة الإغاثية السعودية السابعة في مطار الملك خالد قبل توجهها إلى دمشق (واس)
الطائرة الإغاثية السعودية السابعة في مطار الملك خالد قبل توجهها إلى دمشق (واس)

وصلت الطائرة الإغاثية السعودية السابعة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والتي تحمل على متنها مساعدات غذائية وطبية وإيوائية إلى مطار دمشق الدولي؛ للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حالياً.

ويأتي ذلك امتداداً لدعم المملكة المتواصل للدول الشقيقة والصديقة خلال مختلف الأزمات والمحن التي تمر بها.