سجال أميركي - إيراني بشأن تبادل السجناء

واشنطن طلبت من طهران إرسال طائرة لإعادة 11 إيرانياً إليها

إيرانية ترتدي قناعاً واقياً في أحد شواع طهران وسط تفشي كورونا (إ.ب.أ)
إيرانية ترتدي قناعاً واقياً في أحد شواع طهران وسط تفشي كورونا (إ.ب.أ)
TT

سجال أميركي - إيراني بشأن تبادل السجناء

إيرانية ترتدي قناعاً واقياً في أحد شواع طهران وسط تفشي كورونا (إ.ب.أ)
إيرانية ترتدي قناعاً واقياً في أحد شواع طهران وسط تفشي كورونا (إ.ب.أ)

انخرطت الولايات المتحدة وإيران في سجال الاثنين بشأن احتمال تبادل السجناء؛ إذ حضّ مسؤول أميركي بسخرية طهران على إرسال طائرة لاستعادة مواطنيها، متهماً إيران بعرقلة عملية عودتهم.
وقال القائم بعمل نائب وزير الأمن الداخلي الأميركي، كين كوتشينيلي، في عدد من التغريدات على «تويتر»: «لدينا 11 من مواطنيكم، وهم من الأجانب الذين دخلوا (بلدنا) بصورة غير شرعية، ونحاول إعادتهم إلى بلدكم. فجأة تقولون إنكم تريدون عودتهم. حسناً. لم لا ترسلون طائرة ونعيدهم جميعاً مرة واحدة؟».
وأفادت «رويترز» نقلاً عن كوتشينيلي بأن واشنطن حاولت على مدى شهور إعادة سيروس أصغري، أستاذ العلوم الإيراني، الذي جرت تبرئته في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من سرقة أسرار تجارية، لكنه لا يزال رهن الاحتجاز بالولايات المتحدة وتؤخر طهران عملية عودته. وتابع مهاجماً مصداقية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: «فجأة تقولون إنكم تريدون عودتهم. لم لا ترسلون طائرة مستأجرة ونعيدهم جميعاً مرة واحدة؟».
ولم يُشِرْ كوتشينيلي بأي صورة إلى تبادل السجناء بين البلدين اللذين قطعا العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 40 عاماً.
وكانت مصادر إيرانية قالت إن تبادل السجناء قيد الإعداد. والأحد، ذكر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أن بلاده عرضت «منذ مدة» مبادلة جميع السجناء الإيرانيين والأميركيين، لكنها لا تزال تنتظر رد الولايات المتحدة.
ورداً على المسؤول الأميركي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، عبر «تويتر» إن ظريف يقترح علناً تبادل السجناء منذ سبتمبر (أيلول) 2018. وقال لكوتشينيلي: «كف عن هذا الهراء!».
ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية: «كان رد فعل نظامك فظاً وشكل خطراً على حياتهم. يراقب (العالم) أفعالكم لا تصريحاتكم. أطلقوا سراح مواطنينا».
وفي وقت لاحق، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن طهران سبق أن عبّرت عن استعدادها لتبادل السجناء منذ فترة، وإن الولايات المتحدة لم ترد بعد.
ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن ظريف قوله الاثنين إن إيران «أعلنت في 2018 أنها مستعدة لتبادل جميع السجناء الأميركيين في إيران مع جميع الإيرانيين المسجونين في الولايات المتحدة أو في دول أخرى تحت ضغط أميركي». وأضاف: «هذا ما نقوله منذ ذلك الحين. لم يرد الأميركيون علينا حتى الآن».
ودعا البلدان لإطلاق سراح السجناء بسبب تفشي فيروس «كورونا». وإيران هي الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في الشرق الأوسط، في حين سجلت الولايات المتحدة أكبر عدد من الوفيات في العالم بسبب الفيروس.
وذكرت «رويترز» الأسبوع الماضي أن من المتوقع أن ترحّل الولايات المتحدة أصغري بمجرد أن يحصل على شهادة طبية تجيز له المغادرة بعد إصابته بفيروس «كورونا» قبل نحو أسبوعين.
وتمّت تبرئة أصغري في نوفمبر الماضي من تهم وجهتها له الولايات المتحدة بأنه سرق أسراراً بينما كان في زيارة ذات طابع أكاديمي في أوهايو.
وقالت مصادر إيرانية إن محادثات تجري منذ فترة لتبادل السجناء بين الدولتين، وإن واشنطن تتفاوض لإطلاق سراح مايكل وايت، وهو جندي سابق في البحرية الأميركية معتقل في إيران منذ 2018.
وفي منتصف مارس (آذار) الماضي أفرجت السلطات عنه لأسباب صحية، لكنه لا يزال في إيران.
وأفرجت إيران في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن الأكاديمي الأميركي شيوي وانغ، مقابل الإفراج عن العالم مسعود سليماني، وقالت إنها منفتحة على مزيد من عمليات تبادل السجناء.
وتحتجز إيران المواطنين الأميركيين سياماك نمازي المدان بتهم من بينها التجسس، ووالده باقر والخبير في مجال البيئة مراد طاهباز.
وبدت وزارة الخارجية الأميركية أكثر حذراً حيال التصريحات الإيرانية خلال الأيام الأخيرة التي أشارت إلى أن البلدين اللذين تأثرا بشكل كبير بفيروس «كورونا» المستجدّ، يمضيان قدما باتّجاه تبادل السجناء.
بدورها، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، الأحد (قبل نشر كوتشينيلي تغريداته الموجّهة للإيرانيين): «لا نتعامل مع الملفات الدبلوماسية الحساسة عبر الإعلام».
ولم يتضح حتى الآن من الذي سيتم تبادله مع وايت، لكن مسؤولاً أميركياً نفى أن واشنطن كانت تتفاوض لمبادلة أصغري به، كما ذكر مسؤولون إيرانيون.
وأجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو محادثة هاتفية مع نظيره السويسري إغنازيو كاسيس، وشكره على «الدور المستمر والبناء» الذي تقوم به سويسرا بوصفها القوة التي تحمي مصالح واشنطن في إيران، ومساعدتها في إعادة المواطنين الأميركيين من ذلك البلد.



واشنطن تؤكد معارضتها بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة

قافة عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من حدود قطاع غزة مع إسرائيل (أ.ب)
قافة عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من حدود قطاع غزة مع إسرائيل (أ.ب)
TT

واشنطن تؤكد معارضتها بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة

قافة عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من حدود قطاع غزة مع إسرائيل (أ.ب)
قافة عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من حدود قطاع غزة مع إسرائيل (أ.ب)

أعلنت الولايات المتّحدة الثلاثاء رفضها بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة، وذلك غداة تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» مفاده أنّ الجيش الإسرائيلي بصدد تسريع أعمال بناء منشآت عسكرية في القطاع الفلسطيني.

واستنادا إلى صور التقطتها أقمار اصطناعية، قالت الصحيفة النيويوركية إنّها رصدت في وسط قطاع غزة تسريعا لأعمال بناء هذه القاعدة بالتوازي مع هدم أكثر من 600 مبنى في المنطقة، ما يؤشّر إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يخطّط لوجود طويل الأمد في القطاع.

وتعليقا على هذا التقرير، قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إنّ الولايات المتّحدة لا تستطيع تأكيد هذه المعلومات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعرب منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس قبل أكثر من عام عن معارضته لأيّ وجود إسرائيلي دائم في غزة. وقال باتيل خلال مؤتمر صحافي إنّه إذا كانت معلومات نيويورك تايمز «صحيحة، فمن المؤكد أنّ هذا الأمر يتعارض مع عدد من المبادئ التي حدّدها الوزير بلينكن». وأضاف «لا يمكن أن يحصل تقليص للأراضي في غزة. أكثر من ذلك، لا يمكن أن يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من منازلهم».

من جانبه، أعلن الجنرال بات رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، أنّ موقف الولايات المتحدة هو أنّ «إسرائيل يجب أن لا تستمر في احتلال غزة بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار وبعد القضاء على التهديد الذي تشكّله حماس». وأضاف «سنواصل التشاور مع شركائنا الإسرائيليين بشأن هذا الموضوع، لكن الأهمّ هو تحقيق وقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء هذا النزاع الرهيب».

وفي تقريرها، نقلت «نيويورك تايمز» عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إنّ الإنشاءات الجارية هدفها تشغيلي، مؤكّدا أنّ أيّ بناء يمكن تفكيكه بسرعة.