تونس تكشف عن اعتقال عناصر خطيرة من تنظيم «داعش»

انخرطت في حملات تحريض على ضد الحكومة

TT

تونس تكشف عن اعتقال عناصر خطيرة من تنظيم «داعش»

أكد سفيان السليطي المتحدث باسم القطب القضائي التونسي لمكافحة الإرهاب، إصدار قضاة التحقيق في القضايا الإرهابية خلال بداية شهر مايو (أيار) الحالي، عدداً من بطاقات الإيداع بالسجن ضد عناصر إرهابية من تنظيم «داعش» وصفت بـ«الخطيرة»، من بينهم كوادر إدارية وطلاب جامعات كانوا يعتزمون القيام بعمليات نوعية في تونس.
وأشار السليطي إلى الكشف عن مجموعات إرهابية خطيرة من بينها خلية تنشط في منطقة صفاقس (وسط شرقي تونس) عبر الفضاء الافتراضي، مؤكداً أنها كانت بصدد التحضير للقيام بعمليات إرهابية كما أنها كانت تخطط لصناعة متفجرات لاستهداف بعض الأماكن الحكومية الحيوية. وبشأن تفاصيل الإطاحة بهذه الخلية الإرهابية، أكدت المصادر ذاتها أنه تم الكشف عن عناصرها إثر انخراطها في حملات تحريضية على محاربة النظام القائم والعمل على إسقاطه وتجييش العناصر التكفيرية لاستغلال الظرف الاستثنائي المتعلق بانشغال مؤسسات الدولة في مجابهة وباء «كورونا» للخروج للشارع وإحداث حالة من الفوضى والهلع واغتنام الفرصة للانقضاض على مؤسسات الدولة.
وفي السياق ذاته، أكد السليطي إطاحة وحدة أمنية تونسية مختصة بمكافحة الإرهاب بعنصر «داعشي» قال إنه من أخطر العناصر وهو يمثل ذراع «داعش»» الإرهابي في تونس وفي منطقة المغرب العربي. وأكدت وزارة الداخلية التونسية التي أعلنت الخبر أن إدارة مكافحة الإرهاب للحرس الوطني وفرقة الأبحاث والتفتيش بحي التضامن (غربي العاصمة التونسية) ووفق عمل استخباراتي دقيق، تمكنت من الإطاحة بالعنصر «الداعشي» وهو مصدر معلومات مهم بالنسبة لأجهزة مكافحة الإرهاب. ومن المنتظر أن يقدم معلومات مهمة حول شبكة العلاقات التي ربطها في تونس مع الخلايا الإرهابية النائمة وإمكانية امتداد أنشطته إلى بلدان المغرب العربي خاصة ليبيا والجزائر، وقد أذنت النيابة العامة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب بالاحتفاظ به لاستكمال التحريات الأمنية. وبشأن مدى خطورة هذا العنصر، أكدت المصادر ذاتها أنه تلقى تكويناً أمنياً مضاداً في علوم الاستخبارات وجمع المعلومات والتجنيد والتحري والتجسس والمراقبة، وكلها تمت عن بعد وعبر المواقع الافتراضية، علاوة على طرق التعامل مع المتفجرات خلال مراحل الصنع والنقل والتركيب، حيث حصل على ترقيم واسم مشفر خاص به. واعتبره تنظيم «داعش» أحد أبرز أذرعه في منطقة المغرب العربي وخاصة تونس.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.