للمرة الأولى في تاريخها... بث حي لجلسات استماع المحكمة العليا الأميركية

القضاة يشاركون من منازلهم بسبب قيود كورونا

قضاة المحكمة العليا الأميركية التسعة خلال التقاط صورة رسمية في 30 نوفمبر 2018 في واشنطن (أ.ب)
قضاة المحكمة العليا الأميركية التسعة خلال التقاط صورة رسمية في 30 نوفمبر 2018 في واشنطن (أ.ب)
TT

للمرة الأولى في تاريخها... بث حي لجلسات استماع المحكمة العليا الأميركية

قضاة المحكمة العليا الأميركية التسعة خلال التقاط صورة رسمية في 30 نوفمبر 2018 في واشنطن (أ.ب)
قضاة المحكمة العليا الأميركية التسعة خلال التقاط صورة رسمية في 30 نوفمبر 2018 في واشنطن (أ.ب)

بعد توقف مؤقت بسبب تفشي فيروس كورونا، تستأنف المحكمة العليا الأميركية جلسات الاستماع الاثنين، ولكن في ثورة صغيرة للمؤسسة المتمسكة بالتقاليد، إذ سيشارك القضاة من منازلهم مع بث صوتي مباشر على الراديو والتلفزيون.
وكان الانتقال إلى مزيد من الشفافية في الدوائر القانونية طلباً جماهيرياً لسنوات، وقد تبنته منذ فترة طويلة العديد من محاكم الولايات والمحاكم المحلية، لكنّ بالنسبة للمحكمة العليا تطلب الأمر تفشي وباء لتحقيق ذلك.
وفي الظروف الطبيعية، تجتمع المحكمة الأميركية العليا في مقرها الجديد الفخم على مقربة من مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن العاصمة.
وهناك 200 مقعد في غرفة المحاكمة المزينة بالرخام مخصصة للجمهور، الذين يصطفون في كثير من الأحيان لساعات خارج واجهة المبنى ذي الأعمدة البيضاء للاستماع إلى القضاة التسعة وهم ينظرون في القضايا التي تتنوع بين شؤون غامضة وملتبسة وأخرى من شأنها تغيير تاريخ البلاد.
في قاعة المحكمة، حظرت المعدات الإلكترونية في شكل صارم، ولا يُسمح للصحافيين بالإبلاغ عن مناقشات القضاة حتى تصدر الأحكام النهائية.
ويتم نشر التسجيلات الرسمية لمداولات الجلسات، الصوتية فقط، على الإنترنت بعد ذلك بأيام. ورغم دعوات الإصلاح، رفضت المحكمة السماح بالميكروفونات أو الكاميرات، قائلة إنها لا تريد أن تعطي وزناً لا داعي له لجلسات الاستماع، والتي يقول القضاة إنها ليست بأهمية الحجج المكتوبة التي يقدمها المحامون.
لكن الاثنين وللمرة الأولى في التاريخ، ستبث العديد من وسائل الإعلام، بما في ذلك شبكتي «فوكس» و«سي - سبان»، مداولات مباشرة بين القضاة العالقين جميعاً في منازلهم، والمحامين الذين يرافعون بالقضايا.
وأجبر الوباء القضاة التسعة، بمن فيهم القاضية التقدمية روث بادر غينسبورغ على العمل عن بعد لمدة شهرين تقريباً.
في جلسة الاثنين، سيشارك القضاة عبر الهاتف. ولكن مع عدم وجود كاميرات، لن يضطروا إلى ارتداء عباءاتهم السوداء التقليدية. وقال القاضي السابق ديفيد سوتر يوماً ما عن دخول الكاميرات لقاعة المحكمة «فوق جثتي».
ولتجنب الارتباك، سيتحدث القضاة بترتيب أقدميتهم في المحكمة، عوضاً عن أسلوبهم المرتجل المعتاد. لن يرى مشاهدو التلفزيون سوى صور القضاة على الشاشة فوق أسمائهم.
ولم تعلن المحكمة إذا كان حاجب المحكمة سيفتتح جلسة الاستماع بدعوته الحضور للانتباه.
ستتناول الحالة الأولى، التي سيتم الاستماع إليها في الساعة 14:00 ت غ، ما إذا كان موقع السفر الشهير «بوكينغ دوت كوم» يُسمح له بتسجيل اسمه كعلامة تجارية أو سيمنع من ذلك بموجب القانون الفيدرالي الذي يحظر منح العلامة التجارية للمصطلحات العامة.
وخلال الأسبوعين المقبلين، ستستمع المحكمة إلى دفوع المحامين في تسع قضايا أخرى. وفي 12 مايو (أيار)، ستنظر المحكمة في القضية التي يترقبها كثيرون حول ما إذا كان المحاسبون والمصرفيون العاملون لمصلحة الرئيس دونالد ترمب مجبرين على تسليم سجلاته المالية إلى الكونغرس والنيابة العامة في ولاية نيويورك.
وكافح ترمب لمنع تعرض سجلاته الضريبية للتدقيق العام.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.