إثيوبيا تقدم دفوعاً جديدة لتبرير «تعنتها» مع مصر

قالت إن «سد النهضة» يتجاوز التنمية ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بـ«بقائها»

«سد النهضة»... إثيوبيا تقدم دفوعاً جديدة لتبرير «تعنتها» مع مصر
«سد النهضة»... إثيوبيا تقدم دفوعاً جديدة لتبرير «تعنتها» مع مصر
TT

إثيوبيا تقدم دفوعاً جديدة لتبرير «تعنتها» مع مصر

«سد النهضة»... إثيوبيا تقدم دفوعاً جديدة لتبرير «تعنتها» مع مصر
«سد النهضة»... إثيوبيا تقدم دفوعاً جديدة لتبرير «تعنتها» مع مصر

قدمت إثيوبيا تبريراً جديداً في نزاعها مع مصر إزاء «سد النهضة»، مؤكدة أن «المشروع يتجاوز التنمية... ويرتبط ارتباطاً وثيقاً ببقاء إثيوبيا».
وتبني أديس أبابا السد، منذ 2011. على نهر «النيل الأزرق»، الرافد الرئيسي لنهر النيل. وتخشى القاهرة أن يقلص السد إمداداتها، الشحيحة أصلاً، من المياه، والتي يعتمد عليها سكانها البالغ عددهم أكثر من 100 مليون نسمة، بأكثر من 90 في المائة في الشرب والزراعة.
وقال زيريهون أبيبي، عضو فريق التفاوض الإثيوبي، إن نهر النيل الأزرق هو المصدر الرئيسي للمياه السطحية إلى إثيوبيا، حيث ينتج 112 مليون متر مكعب من المياه سنوياً.
وتجمدت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا، عقب انسحاب الأخيرة من اجتماع في واشنطن، نهاية فبراير (شباط) الماضي، كان مخصصاً لإبرام اتفاق نهائي بخصوص قواعد ملء وتشغيل السد، برعاية وزارة الخزانة الأميركية والبنك الدولي. أعقبه مباشرة إعلان إثيوبيا بدء تخزين 4.9 مليار متر مكعب في بحيرة السد، في يوليو (تموز) المقبل.
وعلى مدار الشهر الماضي، تبادلت مصر وإثيوبيا اتهامات بالتعدي على حقوق الآخر، وإفشال المفاوضات، وسط مناوشات كلامية، وتحركات دبلوماسية لمسؤولي البلدين لحشد المواقف الدولية لكل منهما.
واعتبر زيريهون، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الإثيوبية، أن «الانتهاء من السد الكبير ليس فقط مسألة تطوير بل هو أيضاً بقاء على قيد الحياة»، مؤكداً أن «المشروع يتجاوز التنمية بل يرتبط ارتباطاً وثيقاً ببقاء إثيوبيا». وأوضح زيريهون أن نهر النيل الأزرق هو المصدر الرئيسي للمياه السطحية إلى إثيوبيا، حيث ينتج 112 مليون متر مكعب من المياه سنوياً.
ويضم حوض النيل الأزرق روافد أنهار النيل وتكيزي وبارو وأكوبو، ويمثل 72 في المائة من حجم المياه السنوي لإثيوبيا وفقاً لـزيريهون.
وقال إنه بما أن 45 إلى 50 مليون شخص يعتمدون على مياه نهر النيل الأزرق، فإن الحوض مسألة وجود للإثيوبيين.
وتنظر إثيوبيا للنيل الأزرق باعتباره مورداً طبيعياً تمتلكه، لكن مصر تؤكد أنه نهر دولي، وعليها ضمان عدم الإضرار بحصتها في المياه.
ووفق الدكتور محمود أبو زيد، رئيس المجلس العربي للمياه، ووزير الموارد المائية المصرية الأسبق، فإن «الممارسات الإثيوبية وقيامها بإنشاء سدود بقرارات منفردة دون التشاور مع دول المصب المجاورة، يتعارض مع الأعراف والقوانين الدولية لإدارة الأنهار المشتركة».
وأوضح أبو زيد لـ«الشرق الأوسط» أن إثيوبيا من الدول الغنية مائياً، فلديها 12 نهراً و22 بحيرة ومياه جوفية، جميعها تقريباً تنبع في أراضيها، وتعبر حدودها دول أخرى، ومن ثم تصبح أنهاراً دولية.
ولمصر حصة مائية تقدر بـ55.5 مليار متر مكعب، بموجب اتفاقيات دولية تصفها بـ«التاريخية»، فيما تنظر إليها إثيوبيا على أنها «اقتسام غير عادل لموارد النهر».
وانتهت عملية بناء السد الإثيوبي بنسبة 73 في المائة، وتقول إثيوبيا إنه «سيكون أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا».
وتؤكد مصر عدم ممانعتها إتمام عملية التنمية في إثيوبيا، وتقليل معدلات الفقر. يقول وزير الموارد المائية والري في مصر، محمد عبد العاطي: «نرغب في الربط الكهربائي مع السودان وإثيوبيا، وإحداث التكامل والتنمية بين الدول الثلاث». وبحسب عبد العاطي، فإن دراسات السد ناقصة، وإثيوبيا قللت عدد التوربينات في السد من 16 إلى 12، لأن كفاءة توليد الكهرباء 33 في المائة، ولن يولد 6 آلاف ميغاوات (التي كان من المتوقع الحصول عليها)، وسيولد فقط نحو 1900 ميغاوات. وأضاف، في تصريحات تلفزيونية سابقة: «الجانب الإثيوبي لم يواجه شعبه بأنه صرف أموال الشعب الإثيوبي في الهواء»، مدافعاً عن «اتفاق واشنطن» الذي رفضته إثيوبيا، رغم أنه يمكنها من توليد الكهرباء بنسبة 75 في المائة في حالة الجفاف الشديد، وهذه أسوأ الحالات، بينما ستضحي مصر بنسبة من توليد الكهرباء من السد العالي، لتثبت «حسن النية لتمكينها من التنمية»، على حد قوله.
ويوم (الخميس) الماضي بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، آخر التطورات الخاصة بملف «سد النهضة»، ولم يوضح بيان الخارجية المصرية، تفاصيل أكثر عن الاتصال.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».